تويت
"نوفل عليان"... الإحساس في شعر الطفولة
نورس علي شعر الأطفال تناوله الكثيرون من الشعراء الكبار (في السن) ومنهم من برع واستطاع المؤالفة بين البساطة في التصوير وسهولة الألفاظ وبين المضمون المهم الذي يحتاجه الطفل تربوياً وجمالياً وفنياً.
والشاعر "نوفل عليان" كتب شعر الأطفال وتغنى بألفاظه، وقدم من خلاله صوراً شعرية حاكت بناء هذه اللبنة الأساسية في المجتمع، فالتقته مدونة وطن eSyria بتاريخ 30/8/2013 وأجرت معه الحوار التالي:
* من أين البداية الأدبية؟
سـلامٌ أيها الفلاّح جاري سـلامٌ أيـها الباني ديـاري
هما بيتان من الشعر انطلقا في عام /1981/ وكنت حينها في الصف الأول ثانوي، ومن الأرض رمز النماء، من الفلاح، ولعلني لا أدرك السبب إلا أننيّ أعلل ذلك بالانتماء.
* هل من علاقة أو توظيف بين الدراسة الأكاديمية والشعر لديك؟
** قد لا أكون صادقاً إذا قلت إنّ الدراسة في مجالٍ ما هي بالضرورة ابداع في نفس المجال، فالموهبة تتخطى ذلك وتستوعبه لأنها الأشمل.
ومن هنا لا علاقة بين ما درست وما أكتب، فدراستي كانت في مجال التاريخ وكتابتي في مجال الشعر، وعلى الرغم من العلاقة العضوية بين العلوم كافة إلا أنني لا أجد أي تأثير وتأثر.
* كتبت الشعر الموجه للأطفال، ومن المعروف صعوبة التعامل مع ألفاظه لحساسية هذه اللبنة الأساسية وتأثرها السريع بها، فكيف تعاملت مع هذه الألفاظ؟
** اللغة مهما كانت لا يمكن إلاّ أن تكون جميلة جداً، ومهما أُخذت منها مفردات صعبة فهي لا تشكل عائقاً أمام الطفل بحفظها، ليتغنى بها، وليبني عليها، والمشكلة في الإنسان ذاته، وهذا لا يعني أن كل طفل أو شخص تعلم كلمة قاسية أو صعبة سيعاني من مشكلة، فاللغة لا محرمات فيها مادامت حاملة للموسيقا الروحية.
* هل العناية بأدب الأطفال يخدم المجتمع؟
** نحن كمجتمعات عربية شرقية مقصرون
في وعن
حتى التخمة في أدب الأطفال، وأرى أن مجتمعاتنا بلا طفولة، فهي تعيش للكبير فقط، ولذلك مازلنا نعاني من التقدم وامتلاك الجديد، فالجديد مع الطفولة لا مع الكهولة.* هل قدمت أدباً صادقاً مخلصاً موجهاً؟
** مادمت بلغت الخمسين وأكتب للطفولة إذاً هو صادق، فأنا أكتب ما كان يجب أن يعلمني أياه مجتمعي، وأن أبني عليه لاحقاً، ومع ملاحظة أننا نملك مقومات الكتابة لامتلكنا الطفل لكننا نعاني من عدم امتلاكنا للطفولة فحرمنا من الابداع المنتج في هذه المرحلة.
* ما سبب التأخر بالإصدارات الأدبية؟
** هنا يجب أن أتوقف قليلاً لأقول: ليس المهم الإصدارات بل المهم ماذا سأصدر وأطبع؟ لمن سأصدر وأطبع؟ وما هو الهدف؟
فالناتج الأدبي كالطفل تماماً، ننجبه، ينمو، يكبر، قد لا يكون هادفاً ولا منتجاً، إذا ما استفدنا من أنجاب طفل ما، وكذلك الإصدار الأدبي، وأنا لم أجد الوقت الكافي والمناسب ليكون لديّ كتاب مطبوع في وقت مبكر.
*ما هو رأيك بالنقد؟
** يجب أن نعلم أنّ أي شيء لا يحقق فائدةً فلا مبرر لوجوده، والنقد من هذا المنظور إذا حقق تقويم اعوجاج، وأشار إلى أمر ما، فهو مهم، النقد تماماً كالسكين يمكن أن أقطع به تفاحة أو أذبح
حرف ونشيدطفلاً به، وأقول إن النص الجيد يولّد نقداً جيداً وليس العكس.وقال الأديب "محمد عزوز": «إن ما كتبه صديقنا "نوفل عليان" هو كما بدا مقاطع مخصصة للأطفال، والكتابة للأطفال من أصعب أنواع الكتابة برأي الكثير من الدارسين والنقاد.
إن مقاطع "نوفل" ليس فيها الكثير من الغنى، ففي جلها ركاكة وموسيقا لم تراع أوزانها، وأخطاء في النحو والإملاء، وفي بعضها بعض تماسك، لكنه لا يستمر طويلاً، لأن نفَس الشاعر قصير، وقصير جداً».
أما الشاعر "علي سعادة" فقال: «يتعامل السيد "نوفل" مع اللغة كطفل، فينصب الفاعل أحياناً، ويرفع المفعول به والمفعول معه، وأنا معه إذا كان يعني نصب الفاعل المجرم على أعواد الهجاء، ورفع المفعول بهم ومعهم ظلماً وعدواناً على الراحات، نموت ونحن نتعلم ونسأل: ولو أن شاعرنا سأل اختصاصياً في اللغة تنقيح قصائده قبل تلقيحها الأخير على الورق الأبيض، لأعطانا نصوصاً غاية في الروعة شكلاً ومحتوى».
ويتابع: «صفتان متلازمتان للشاعر "نوفل عليان": الطفولة والسخرية، وما أصعب أن تكتب شعراً للأطفال، وشعراً ساخراً، وأتمنى على صديقي أن يهتم بالكتابة في هذين المجالين الصعبين، وأن ينتبه إلى اللغة والعروض، فلا تنقصه الموهبة، ولا العزيمة».
يشار إلى أن الشاعر "نوفل عليان" من مواليد قرية "الزريرية"
في الملتقى الأدبي ببانياسفي مدينة "بانياس"، وله عدة مجموعات شعرية معدة للطباعة منها "في وعن" و"حرف ونشيد".