إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بحوار ( ماجدة حسن ) الأديبة الشاعرة سيدة البحر .. مع نورس علي - هل يسأل عبير الضوء عن سرّ ضوئه في عتمة الروح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحوار ( ماجدة حسن ) الأديبة الشاعرة سيدة البحر .. مع نورس علي - هل يسأل عبير الضوء عن سرّ ضوئه في عتمة الروح

    "ماجدة حسن"... التخاطب بلغة الكترونية

    نورس علي
    الأربعاء 12 حزيران 2013

    "سيدة البحر" باكورة أعمال الكاتبة "ماجدة حسن" الأدبية، وكتبتها بلغة الكترونية سهلة الألفاظ والتراكيب والمتابعة، فقد خاطبت بها المتلقي بعصرية فرضها الواقع.
    مدونة وطن eSyria التقت الأديبة "ماجدة حسن" بتاريخ 1/6/2013 وأجرت معها الحوار التالي:

    * متى كانت ولادتك الأدبية؟


    ** هل يسأل عبير الضوء عن سرّ ضوئه في عتمة الروح، وتسلّم الكلمة على برزخها بأصابع من حبر، وينشد رضيع التجليّ بعد مكاغاته الأولى قصائد القلب..؟ هي ولادة ما... من رحم ما... من فكرة ما... بمعنى ما، هي الكلمة الأولى التي انثالت من عصير الروح قطرة... تلو قطرة، وحفرت في باطن الصخور وجعها المأتلق على بساط البوح كحبات طلّ اختصرت وجه السحاب الغريب.

    * كيف تصفين العلاقة بين عنوان النص الأدبي ومضمونه؟


    ** عنوان النص دمعة أو بسمة حبر طفرت على جبين السطور... قد تكون علامة فارقة يستدل بها على المضمون وقد تكون استنهاضاً لقريحة المتلقي ليفتش عما وراء المعنى من صورة تختبئ أراد الكاتب لها أن تختال وراء الستار الشفيف... مرئية للبصيرة النقية... لا منظورة مباشرة أمام الرؤيا المجردة... العنوان هو اختزال سماء الفكرة بومضة نجمة... يشتد ضوءها كلما كان فضاء القارئ صافياً أو تتخفى وراء وشاح غيم روحه الداكن برهة... لتنقشع عن ملامحها فيما بعد.

    * هل تبحثين عما يناسب ذائقة المتلقي؟

    ** الفكرة المراد البوح بها... هي التي تحدد مفرداتها وحدها... من الصعب بمكان أن تبتعد المفردات عن المعنى عندي... الإبداع هو وضع المفردة المناسبة في مكانها الصحيح لتتقن التعبير والوصف، ولا بد أن تناسب ذائقة المتلقي إن حققت الشرطين المعنى والتعبير المواكب له.

    بعد المخاض الأول للكتابة قد يجد الكاتب أنه تماهى في بوحه واسترسل وأفاض في خياله فيلجأ للشطب والاختصار، هذا في أولى مراحل الكتابة... قد أجدني الآن وقد وضعتها بقماطها الأول دون تغيير إلا بتعديل طفيف... وهذا يعود على ما أظن للممارسة الطويلة والخبرة وتكثيف الاطلاع والتجربة الطويلة نوعاً، "مع انتهاء مدة الهواء كانت روحي تقلب عرشها".

    * "قصة الحب الأولى" عنوان مثير للشهية الفكرية، فهل لهذا هدف أم لا؟

    ** قصة الحب الأولى عنوان يدل على محتواه... الهدف هو تسليط الضوء على فكرة اعتنقتها برؤية خاصة... وهي اختصاراً: الحب وجد مع وجود الكون... وقد حققت معجزته، أول العناصر التي كانت موجودة حينها... قيل في البدء كانت الكلمة... والكلمة هذه بنظري هي قطرة المطر التي كتبت على أديم الأرض سيرة عشق أبدي لا ينتهي. الكلمة هي الحب... هذا الفعل المطلق الذكرى... المتجدد الدائم الذي لا يموت.

    * ماذا تحدثينا عن طبيعة الألفاظ لديك؟


    ** طبيعة الألفاظ هي نتاج ثقافة ومطالعة ومتابعة، وهي وعاء الروح الذي ارتشف وعبَّأ... ثم نضح وانتثر، بعضها حسيّ ماديّ والآخر معنوي روحاني وخيالي، كل هذا ينضم تحت أسلوب الكاتب وطريقة سرده للمراد... للمقولة التي يريد إيصالها للآخر، واللفظ يجب أن يتلاقح مع عمق الفكرة بحيث يظهرها بسلاسة ووضوح إلى السطح دون مباشرة أو تقليدية... فلا يهم مثلاً أن أريك الوردة بلونها الأحمر وبتلاتها المتراصفة بذكاء لتضم أكثر الندى توقاً لحضن العبير بقدر ما يهمني أن تراها متشكلة من دمي وبين تويجات قلبي، وأن تشم رائحته من خلال تفتحها في وريدك...!

    * أغلب تراكيبك تعتمد على الصور المؤثرة في نفس المتلقي كما في "قصة الحب الأولى"، فما تحدثينا عن ذلك؟


    ** الكلمة أو التركيب هما بالنهاية رسالة تنقل الإحساس للمتلقي معتمدة أسلوباً معيناً يختلف من كاتب لآخر، وهي الحامل الحقيقي للفكرة مثلما تحمل الغيمة سرّ المطر قبل أن تتجلى بالهطول.

    * البعض يعتبر أن البذخ بالمفردات ترف أدبي، فما رأيك؟

    ** هذا يعود للمعنى الذي تريد الفكرة أن تقوله... فلا أتصور أن أقارن عاطفياً ولغوياً بين وصفي لوطني في حالة شعورية ما كالغربة مثلاً... وبين قطعة من جغرافية مكان زرته كضيفة... أعتقد الترف الأدبي زخرف ذهبي للحس... كلما علا قيراطه العاطفي كان البوح أجمل
    سيدة البحر وأكثر قيمة ولمعاناً، وهنا لابد أن أشير إلى أن المستوى الأدبي والفني والتعبيري للكاتب في كلتا الحالين لا يتغير.

    * كيف تنظرين إلى آليات النشر الأدبي على صفحات التواصل؟


    ** تحقق الانتشار السريع لوصولها إلى أكبر عدد ممكن من القراء في مدة صغيرة قياساً مع باقي آليات النشر المختلفة... ولكنها ليست أفضل طريقة بحسب رأيي لتحقيق الفائدة المرجوة، ولابد أن يتبع النشر الالكتروني أو يسبقه طباعة ورقية والتي هي تثبيت انتماء الكلمات للكاتب وهويته الحقيقية في الظهور.

    * على صفحات التواصل تنشط الومضه الشعرية، فما مقوماتها وهل تقفين بصفها أم لا؟


    ** نعم أنا أعشق الومضة وقد كتبتها كثيراً... مقوماتها الاختزال والتكثيف والقدرة على إيصال الفكرة بأقل تكلفة عددية من الكلمات...! وهي باعتقادي من أصعب أنواع الكتابة على الإطلاق، وقد تفرع منها أدبياً لون أو جنس أدبي راقٍ... يسمى القصة القصيرة جداً /ق. ق. ج/.

    قصيدتي الآن... شجرة تطير

    على كتف الليل صمتٌ... كلما صرخَ... أضيء

    يغرغر البحر في عنق قصيدتي ليطهّر حنجرة السماء

    قطعتهُ حلماً...ذرفني قصيدة

    لا وقتَ للدموع... قالَها النصلُ وانسكب

    نعم أقف بصفها ولكن طبعاً لست متحيزة لها... فهي لا تغني وتشبع

    نهمي الأدبي مثل القصيدة...!


    * معظم أعمالك الأدبية تحمل طابع الفلسفية الفكرية، فهل لهذا هدف أو رسالة؟


    ** نعم، وهدفي باختصار مخاطبة أكبر شريحة ممكنة من الإنسانية ومصافحة وجعها وهواجسها بأصابع التأمل والتفكر والحكمة.

    * "سيدة البحر" عمل أدبي إلكتروني متفرد، حدثينا عنه؟


    ** "سيدة البحر" باكورة أعمالي الأدبية في "سورية" وهو كتاب الكتروني صادر عن "طائر الفينيق" للطباعة الالكترونية... ويعتبر الأول من نوعه في "سورية" والعالم دون مبالغة من حيث الروابط الموجودة والاخراج الفني ومحتواه الأدبي، وقد تمّ العرض الأول له في صالة المركز "الثقافي العربي بطرطوس" برعاية السيد المحافظ "نزار اسماعيل موسى". وقد سبق أن طبعت لي مجموعة مشتركة مع الأديب المصري "علي محمود عبيد" في "مصر" تحت عنوان "اللوليات" وهي موجود ضمن كتابي الالكتروني. وسيتبع هذه المجموعة بعون الله إصدار ورقي قريباً لنفس القصائد المسجلة عن "دار الأمير للثقافة والعلوم" في "بيروت".

    * هل من كلمة أخيرة؟

    ** أيتها العذراء الباكية... انهضي من غبار الوقت..

    واكتبي لسوريانا تحت صليب الروح هنا... هنا ترقد العظات الالهية كثلج حزين.. لفّي رداء يسوع على الخشب قبل أن تسرقه خفافيش الأرض..

    وانبشي الشمس للقيامة الأجمل.

    الأديب "علام عبد الهادي" قال: «"ماجدة" واحدة من الأصوات الشعرية المعاصرة اللواتي يكتبن خارج السياق التقليدي للقصيدة العربية، علماً أنها في قلب حركة الحداثة الشعرية التي تنبض بعواطفها وأحاسيسها، والجميل في نصوصها الشعرية أنها تأتي بصورها المرمزة وكأني بها تلجأ إلى الرمز كي لا توضح المكنون المختزن للمعنى في العبارة، فلعباراتها نوع من الحياء، وتحاول أن تكون جريئة فيما تكتب، ولكن تتسم عبارتها بأنها عبارة أنثوية فيها حياء جميل.

    بشكل عام أنا أحب النمط الذي تكتبه، وأيضاً لها علامة فارقة أن لها نفساً طويلاً في بعض قصائدها، وهذا قليل تواجده لدى الكثيرات من الشاعرات اللواتي يكتبن في هذا السياق الحداثوي، لأن الحداثة اتخذت أكثر من منحى في واقعنا، وكنت دائماً أصغي لها عندما تقرأ قصائدها بكل ما لعباراتها من انفعال وعاطفة وزخم، ودائماً كانت تشكل حالة ارتدادية بهذا الحياء في العبارة.


    وأتمنى دائماً أن تواظب على هذا النسق وتحافظ عليه وتغنيه أكثر وتحرسه أكثر بالمتابعة، وميزة أخرى للشاعرة "ماجدة" هي أنها حتى في مشاركاتها على النت تكتب نصوصها النثرية بلغة شاعرية لا تغيب، وهذا ينبئ بأن الذي يكتب شاعر ذواق يأتي من هذا الفيض الشعري الجميل، ولكن المشكلة في الشاعرة "ماجد" أنها ككثيرات ممن يكتبن في "طرطوس" أنهن يؤخذن بالزهو، فعندما يشبعن رغباتهن في تلاوة الشعر أو بقراءته في الأمسيات تهيم بهن أنفسهن فيصبحن على بساط ريح من نوع آخر يفصل بينهن وبين واقهن، لذلك أتمنى لهن أن يبقين على تواصلهن مع الواقع».

    يشار إلى أن الشاعرة "ماجدة حسن" من مواليد قرية "حصين البحر" في "طرطوس".
يعمل...
X