إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان ( نزار سليمان ) نحات خشبي وتشكيلي من طرطوس- حسن محمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان ( نزار سليمان ) نحات خشبي وتشكيلي من طرطوس- حسن محمد

    "نزار سليمان".. نحات خشب الزيتون ومبدع أشكاله

    حسن محمد


    "نزار سليمان" نحات فنان احترف النحت على خشب الزيتون، ومنه صاغ أجمل أعماله، أما منحوتاته فإنه يتعامل معها كإنسان فيعاينها معاينة الطبيب للمريض.
    لم يبدأ الفنان التشكيلي "نزار سليمان" ممارسة فن التشكيل بخشب "الزيتون" منذ وقت طويل، لكنه اختزن شغف الطفولة وحلمها في أن يكون قادراً على تطويع أدوات الرسم والنحت لتشكيل أجمل اللوحات والمنحوتات خلال أربع سنوات من عمله بالنحت.

    مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 5/7/2012 الأستاذ "نزار سليمان" فبدأ حديثه بالقول: «وجهت كل شغفي بالفن إلى نحت خشب "الزيتون" لما أحسه من علاقة وطيدة بين الإنسان وشجرة الزيتون مصدر الخير، حتى إنها ترتقي بالنسبة إلي إلى علاقة روحية أحس من خلالها بأن شجرة الزيتون تمثل رابط الطبيعة بالإنسان، من هنا ركزت على كتل خشب الزيتون التي صادف أن حصلت على كميات كبيرة منها من مزرعتي، والتي شكلت البداية لتحويل تصوراتي التي كانت تشكل أحلام الطفولة إلى واقع فني بدأته مع هذه الكتل الخشبية.


    يتصف خشب الزيتون بصلابته من جهة وبقابليته للتفتيت على شكل قطع صغيرة كتفتيت الصخر من جهة أخرى، كذلك فإن كتل الزيتون الكبيرة المتفتتة والمفصولة عن الكتلة الأم "الجذع" تأخذ أشكالاً عديدة، أجلس متأملاً لشكلها البدائي وقد تستمر محاولاتي لتصور الشكل الأمثل عدة أيام، عندها أقوم بعملية إزالة أوجاع القطعة كما الطبيب الذي يعاين المريض لأول مرة، وفي هذه المرحلة أزيل التكتلات الهشة، والزوائد في عمق القطعة وعلى أطرافها، حينها تكون القطعة قد وصلت إلى شكل مبدئي لما يجب أن تكون عليه، وهنا أقوم بعملية طويلة قد تستمر لأيام طويلة أتحول خلالها إلى قطعة أخرى وثالثة،
    ثم
    من منحوتاته المميزة أعود للأولى لإكمال ما بدأته فأترك بالتالي مساحة لتشكل الصورة في مخيلتي وما قد يصيبها من تغيرات تضفي بالنهاية إلى منحوتة فنية جميلة».

    لاحظنا أن منحوتات الأستاذ "نزار"
    تحمل أكثر من سطح فإذا اعتبرنا أن للمنحوتة أربعة أوجه فإن كل وجه قد يحتوي على عمل نحتي متكامل، ويقول في ذلك: «في الأغلب تحتاج قراءة منحوتاتي إلى مشاهدة العمل من كافة جهاته كالرسم الثلاثي الأبعاد، فأنا أعمد إلى استخدام أسطح المنحوتة لبناء مجموعة علاقات حية تنسج قصة من القصص، بالتالي فإن عرض المنحوتة في أي مكان يحتاج لفراغ كامل حول مكان المنحوتة لتأملها.

    أستخدم عادة أدوات دقيقة لنحت قطعة الخشب وجميعها يدوية، والتي تأخذ مني وقتاً طويلاً، خاصة عند الحفر في منطقة باطنية من القطعة، في حين تخضع القطعة لعملية "برد" وتنعيم السطح من ثم طليه بمواد عازلة ولامعة، في حين أبقي القطعة بلونها الطبيعي الذي يعكس جمال خشب الزيتون وبريقه».

    عن بداياته والطريق الذي سلكه في مسيرته الفنية التشكيلية يقول: «بدأت الرسم في مرحلة مبكرة خلال دراستي الابتدائية كما كنت أدندن على بعض الآلات الموسيقية، لكن معارضة الأهل والاستهزاء بفكرة الفنون بشكل عام قيدت رغبتي في ممارسة أبسط أنواع الفنون، لذلك بقيت هذه الموهبة مدفونة، حيث منعت من العزف الموسيقي، في حين كنت مواظباً على الرسم بشكل مخفي، وخلال هذه الفترة كنت أعيش مراحل تطور خجولة في التجربة الفنية وأمارس هوايتي في الرسم على أكثر من صعيد، ومن
    أمثلة ذلك أن مدرس العلوم في مرحلة التعليم الأساسي "حلقة ثانية" احتفظ كذكرى بدفتر مادة العلوم لدقة الرسوم العلمية التي كنت أرسمها.

    على هذا المنوال استمر حلمي بالفن خفاء وولد لدي رغبة جامحة في التشكيل والإبداع وتحويل مكونات الطبيعة إلى أعمال فنية، وخلال خدمة العلم كنت أرسم لوحات مكبرة ودقيقة لقطع "المدفعية" لغاية تدريسها في المدارس العسكرية، لكن في ضوء كل هذه المحاولات بقي الحلم دفيناً في زحمة الحياة وصعوباتها، في حين كنت متابعاً باهتمام للمعارض الفنية التي كانت تجذبني أينما وجدت».

    الأستاذ "سامر عزقي" رسام ومدرس لمادة الرسم قال: «تحمل لوحات الفنان التشكيلي "نزار سليمان" عدة أبعاد تتجاوز مجرد نحت شكل جمالي إلى تشكيل لوحة من العلاقات الإنسانية على منحوتة واحدة، كما تعكس منحوتاته مشاعر إنسانية متضاربة متضافرة من الحب والأمل والعظمة والخضوع، جمع فيها التراث مع المستقبل، كما أحس في بعض لوحاته ذلك البعد الأسطوري حول "آلهة الخصب" والعطاء، وولادة الإنسان وتطوره، أستطيع القول بأن ما يعرضه الأستاذ "نزار" يرتقي لفن عالمي بامتياز لأجل العمق والدقة والتعقيد الشكلي الذي تتصف به لوحاته النحتية، وإن فناناً بهذه الرؤية لابد أن لديه مخزوناً كبيراً سيتحفنا بعطاءاته حين يتجه بكتل "الزيتون" نحو الضخامة والبناء المعقد والصور الإنسانية الكثيرة التي يمكنه تحميلها لقطعة الخشب تلك. كما أنه من الضروري جداً مسألة التخصص، وهو ما فعله الأستاذ "نزار" حين ركز على الخشب كعمل نحتي ثم تخصص أكثر حين استخدم "خشب الزيتون" الفنان التشكيلي "نزار سليمان" فقط، وهذا له أهمية في التركيز وتنمية الإبداع لدى الفنان».

    تقول السيدة "صفاء سلوم" زوجة النحات "نزار سليمان": «أدهشتني أعمال زوجي النحتية، فرغم معرفتي بحبه للنحت لم أتوقع أن يبدع أعمالاً كهذه، لذلك أنا أشجعه دوماً، وأرافقه متى استطعت حيث يعرض أعماله، وبالنسبة إلي فأنا أوفّر له الجو المناسب لإكمال أعماله، كما ألاحظ التطور الذي وصلت إليه أعماله النحتية منذ بدأ ولغاية الآن».

    يذكر أن الفنان التشكيلي "نزار سليمان" شارك بعدة معارض ومهرجانات آخرها مهرجان "صيف الساحل 2013" في قاعة المعارض في "طرطوس القديمة".

يعمل...
X