إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماهي أسباب الجناح ..وراثية و فسيولوجية و نفسية والاجتماعية والثقافية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماهي أسباب الجناح ..وراثية و فسيولوجية و نفسية والاجتماعية والثقافية


    أسباب الجناح :

    أولاً : الأسباب الوراثية المرتبطة بالجناح :


    لتوضيح العلاقة بين الأسباب الوراثية والجناح سنتناول أحد المجالات التي توضح الأسس الوراثية لبعض أنواع الجناح والجرائم . يوجد لدى الإنسان نوعان من الكروموسومات الجنسية هما XX في حالة الإناث ، و XY في حالة الذكور ، وتوافر أي نوع من هذه الكروموسومات يحدد جنس الفرد ، وفيما يختص الجناح والجريمة فإن الذكر يكون لديه التكوين الكروموسومي الجنس XYY أي بزيادة كروموسوم Y .
    وقد كان ( ماكليمونت وبريتاين ومالفيل وبرنتون وجاكوب (1965) أول من أكتشف أن الذكور الذين يتصفون بعض الأحيان يكنون أقل ذكاء عن التوسط وقد يمثل ذلك علاقة واضحة بأسباب ارتكابهم للجرائم ووقوعهم بعد ذلك في أيدي رجال القانون بسهولة ، وهناك علاقة أيضاً بين كون القرد ذكراً ولديه كروموسومان Y واحتمالات ارتكاب السلوك الإجرامي ، ومع ذلك فإن هذا الإرتباط ضعيف نسبياً ، فأغلب الذكور ممن تركيبهم الوراثي XYY ليسوا مجرمين ، وأغلب المجرمين من الذكور تركيبهم الوراثي ليس XYY فالجريمة لا ترجع إلى الحتمية الوراثية للفرد – إذا ما صرفنا النظر عن تكوينه الوراثي الجنسي .
    كما أن التأثيرات الجينية المتعددة إلى جانب التركيب مالكروموسومي XYY تحدد جميعها أحتمال أن يصبح الفرد جانحاً أو مجرماً من عدمه .
    ثانياً : الأسباب الفسيولوجية المرتبطة بالجناح :
    يشير جلوك وجلوك Glueck & Glueck (1957) إلى وجود ارتباط بين نمو الجسم وبين الجناح فأكثر الجانحين يتميزون بالنمط الجسمي المتوسط ( ميزومورفي أو ذوي البناء الجسمي الرياضي ) .
    وقد يرجع ذلك للتوقعات الاجتماعية ، فالفرد ذو البناء الرياضي يتوقع منه أن يكون نشطاً وأن يؤدي دوراً يتفق مع هذا البناء الجسمي . ومع ذلك فأصحاب هذا النمط الجمسي قد يختلفون فيما بينهم فيما يختص بالجناح ، فمثلاً قد توجد بينهم فروق هامة في المستوى العام للنشاط المبذول وفي مقدار الاستثارة التي قد ترجع إلى عوامل فطرية أو إلى الخبرة – مما يجعل الأشخاص يختلفون في احتمال أن يصبحوا جانحين . فذوو المستوى العالي من الإستثارة هم أكثر الأفراد بحثاً عن أعلى مستوى من الإثارة وأكثرهم هم نشاطاً وبالتالي أكثر عرضة لأن يندمجوا في ألوان من النشاط الجانح .
    وقد يكون العالم الآن متجهاً نحو البعد عن النظام – إلى الفوضى . فكثير منا يرى أن العالم يتغير إلى الأسوأ – ويرجع بعض هذا التشاؤم إلى أننا نتقدم في العمر ونتحول بالتدريج إلى الشك في طبيعة الدوافع البشرية . فقد تكون هناك بعض العوامل الفسيولوجية المهمة التي تغيرت مع الزمن وعرضتنا لكثير من الأنحراف عما هو قائم . فهناك مثلاً بحوث تشير إلى أن التعرض للمبيدات الحشرية يؤدي إلى زيادة العدوان ، وأن استخدام بعض المواد التي تضاف إلى الأطعمة يؤدي إلى النشاط والحركة الزائدة .
    وقد تكون هناك بعض العوامل الفسيولوجية الأخرى تتعلق بالتغير الاجتماعي الذي نراه ، وقد تكون بالغة الأهمية في تأثيرها أكثر من تأثير التليفزيون .

    ثالثاً : العوامل النفسية المرتبطة بالجناح :

    لقد درس الباحثون عدداً ضخماً من العوامل النفسية المتعلقة بجناح الأحداث . حيث يربط الذين ينتمون لمدارس التحليل النفسي بين الجناح وبين الحرمان من حب الأم وحنانها خاصة في الأعوام الثلاثة الأولى من عمر الطفل . أما كثير من علماء النفس الأقل صلة بالاتجاهات التحليلية فيركزون على علاقة الوالدين بالطفل وعلى مراحل النمو .
    وقد اتجهت بعض الدراسات نحو اكتشاف الخصائص النفسية للجانحين وغير الجانحين، العصابيين ( الشخصية المشكلة ) والجائحين ( السلوك المشكل ) ، والعاديين (ممن لا يتميزون بأية مشكلات ) من الأطفال ، وكذلك بالأنواع المختلفة من الجناح . وقد كشف كل هذه الدراسات عن فروق مهمة في درجات الشخصية بين المجموعات كما تكشف عنها اختبارات الشخصية المقننة . وترجع بعض أسباب هذه الفروق أساساً إلى الوضع الأسري . وعلى سبيل المثال فقد وجد أن الجانحين كمجموعة لديهم صعوبات قصوى مع نماذج السلطة الذكرية .
    كما وجد أن الجانحين الإنعزاليين العصابيين يتميزون بعلاقات مضطربة مع الامهات بينما لا يظهر ذلك لدى أغلب الجانحين من الأنماط الأخرى . وهناك عامل آخر في علاقة الوالدين بالطفل ، فيرر ( هوفمان وسالتزستاين ) ( 1967) أن نمو الضمير ضعيف (وينحو نحو الجناح( في أطفال الأسر التي يكثر فيها الآباء من استخدام السلطة والعقاب على سبيل المثال – لن أخبرك لماذا أريدك أن تعمل هذا ؟ عليك أن تطيع لأنني أريد ذلك. ويتكون الضمير على الأقل من عنصرين أساسين غير متعلقين ببعضهما هما : مقاومة الإغراء أو الغواية ، وارتكاب الذنب بعد الاستسلام للاغراء والغواية أي المقاومة ونقص المقاومة ومن هذين العنصرين يتعلق نقص المقاومة بقوة النجاح . ومن الملاحظ في كثير من البيوت أن الآباء لا يهتمون بكل من العنصرين ككل – بل يهتمون بكل منهما أهتماماً منفصلاً الأمر الذي قد رجح كفة أحدهما على الآخر . . وربما كان الأمر في حاجة ماسة لدراسة التأثيرات المنفصلة لسلوك الآباء على هذين البعدين المختلفين من الضمير .
    إن الارتباط قوي بين العوامل النفسية القائمة في بيئة الفرد وبين الجناح ، ولكن بالنسبة لبعض أنواع الجناح ، وترجع بعض الأنواع الأخرى إلى عوامل اجتماعية أو ثقافية.


    رابعاً : العوامل الاجتماعية المرتبطة بالجناح :

    إن غياب الأب كعامل مهم في البناء الاجتماعي للطبقة الاجتماعية والسلالية يمثل بعداً مهماً من أبعاد المتغيرات البيئية المؤثرة على السلوك السائد لدى الأطفال فأبحاث كل من » لين وساروي « (1959م) و (سيجمان ) (1966) بينت أن غياب الأب على الأقل قبل سن الخامسة يؤدي إلى نع من التعويض بل يؤدي غالباً إلى ذكورة جانحة في المراهقة . فحيث أن غياب الأب أو فقده يرتبط بالطبقة الاجتماعية وبالسلالة – وخاصة بالطبقة الدنيا حيث يوجد أكبر نسبة من تغيب الآباء لسبب أو لآخر – فليس من المستغرب أن توجد في مثل هذه الجماعات أكبر نسبة من الجانحين .
    ويساعد غياب الأب على عمق العلاقة بين الطفل وبين الجماعة الخارجية ( الشلة ) ونجد في الطبقات الشعبية أن أغلب الصغار من الذكور ينتمون إلى شلل ويجب أن يحدث ذلك كمحاولة لحماية الذات . ورغم أن العصبة أو الشلة تقوم على أسس معينة منها الوضع الاجتماعي للآباء – فإن عضوية الشلة وعلى الأخص القيادة في ذه الشلة – إنما تقوم على الصفات الشخصية والمهارة . وربما لأن الصغار من الطبقة الدنيا تنبذهم الشلل الأخرى بسبب مهن آبائهم – فإن للذكور من هذه الطبقة الدنيا يلجأون إلى الاندماج في شلل لا ترتبط فيها أهمية الشخص بمقدار دخل الأسرة ، ووجود شعور بالتطابق وبأهمية الذات بعد عاملاً مهماً جداً أكثر من إطاعة الآخرين . وعلى المدى الطويل تصبح مثل هذه الأمور هي الإستجابة التوافقية لهؤلاء الأفراد .
    ويذكر كثير من الباحثين منهم ( ثراشر Thrasher ، (1927) ووايت (1943) وشاو ومور (1931) ( وفاريل ) (1935 ) أن ظاهرة الجناح أصبحت ظاهرة منتشرة بين الناس وأن الجانحين من الطبقة المتوسطة يتزايدون باستمرار .
    وهذا يعني في رأيهم الثقافة تتغير باستمرار بطريقة تعرض أفرادها للجريمة والعنف . وعند دراسة العلاقة بين الآباء والطفل لوحظ أن هناك مواقف من التفاعل الاجتماعي يختلف فيها الجانحون عن غير الجانحين سواء من حيث خصائص الموقف أو الهدف منه :
    1- عواطف الآباء نحو الطفل – فهي تتميز في نظر الجانحين بأنها غير واضحة أو صريحة بينما يذكر غير الجانحين أنهم يعرفون مدى حب آبائهم لهم .
    2- القائمون على رعايتهم بدلاً عن الآباء – يتصف التفاعل بين الجانح وبين الآباء البديلة بأنه لا يراعي اجتياجاتهم المختلفة كما أن عملية الإشباع تتم في إطار خال من العواطف والتقدير والقبول ، على عكس ما ذكره الأطفال غير الجانحين .
    3- العلاقات القوية في الأسرة - تنقص الجانح وتتوفر للطفل غير الجانح .
    4- نبذ الأب للطفل – شائع بين الجانحين وقليل بين غري الجانحين .
    5- نبذ الأم للطفل – شائع بين الجانحين ولكن بنسبة أقل من نبذ الآباء للطفل . ونادر بين غير الجانحين .
    6- التوجيه غير الملائم – تكثر التعليمات والتوجيهات غير السليمة وغير الملائمة سواء لطبيعة الطفل أو لمرحلة النمو التي يمر بها بالنسبة للجانحين – بينما تتصف توجيهات الآباء للأطفال غير الجانحين بأنها هادئة ومتزنة وتراعى المطالب الأساسية للنمو .
    7- الأم التي لا تقوم بتهديب الطفل – يكثر مثل هؤلاء الأمهات في حالة الأطفال الجانحين عنها في حالة غير الجانحين .
    8- الأ[ الذي يستخدم الغلظة أو القسوة في تهذيب الطفل – يشيع مثل هذا النوع من السلوك بين آباء الجانحين ويقل لدى غير الجانحين .
    9- عدوان الطفل على الأب - يزيد عدد مواقف العدوان على الأب بين الجانحين عنه بين غير الجانحين .
    10- عدوان الطفل على الأم – يزيد عدد المواقف التي يعتدي فيها الجانحون على الأم عنه في حالة غير الجانحين .
    11- العدوان على الإخوة والأخوات – يكثر عدوان الأطفال الجانحين على أخوتهم وأخوانهم عما هو موجود لدى غير الجانحين .
    12- اعتقاد الأولاد بأن الأم لا تهتم برعايتهم – يكثر هذا الشعور بين الجانحين ويقل بين غير الجانحين إلى حد كبير .
    13- اعتقاد الأولاد بأن الأب لا يهتم برعايتهم – نفس الأمر الموجود في حالة الأم ولكن بنسبة أكبر .
    14- عدم ملائمة الأب كنموذج صالح لتطابق الطفل معه – يسيطر على الجانح مفهوم بأن الأب لا يصلح لأن يكون مثلاً له – ويقل هذا المفهوم بين غير الجانحين .

    خامساً : العوامل الثقافية المرتبطة بالجناح :
    يذكر ( بول جودمان ) أن الثقافة التي نعيشها ثقافة مريضة مليئة بالمتناقضات وعدم التوازن في مكوناتها المختلفة ، وأننا نعيش أغلب أوقاتنا مرتبطين بوظائفنا التي تتميز في غالبية الأحيان بأنها مغير ممتعة وغير مفيدة .
    فالثقافة بوضعها الراهن في المجتمعات الحضرية المتقدمة ثقافة مضللة ومثيرة لكثير من الصراع وينقصها الإحساس بالمعني والإحساس بالأهمية وبالقيمة . وتقدم ثقافة البالغين فرصاً قليلة للقيام بأعمال ممتعة وذات معنى بالنسبة للأفراد . لذا فإن ثقافة جماعة الرفاق تؤدي ما يمكنها به أن تملأ هذا الفراغ – عن طريق القيام بأعمال مثيرة من جهة وعن طريق رفض ثقافة الكبار من جهة أخرى .
    والانحراف عن معايير الجماعة كأحد وسائل رفض الثقافة أصبح بتقدم المجتمعات وزيادة أعداد أفرادها ظاهرة هامة . فالشخص المنحرف طبقاً لرأي ( سيمان ) (1959) يشعر بالضعف في مواجهة المجتمع ، ولم تتم لديه مجموعة قوية من المعايير يمكن أن يحكم من خلالها على سلوكة أو على سلوك الآخرين ، ويشعر بأنه معزول وبعيد عن الآخرين ، كما يشعر بالتباعد عن نفسه أيضاً . ولكن الجانح لا يواجه كل هذه المعايير حيث تتوفر لديه معايير للحكم على سلوكه . ولكن بالنظر إلى معيار الشعور بالضعف في مواجهة الجماعة يعد الجانحون منحرفين – وأنهم كلما كانوا أكثر احداثاً وإثارة للمتاعب كلما كانوا أكثر شعوراً بهذا الضعف ، فحركات الهيبيز والبيتنيك تمثلان حالات من الإنحراف والرفض لثقافة الجماعة ولكنها ليست جانحة ، لقد أصبح من الصعب على الفرد أن يحس بمعنى وجوده وأصبح العنف هو الوسيلة لتأكيد وجوده وطريقة ليعرف العالم بوجود الشخص وأهميته ومربما كان العنف المتزايد في المجتمعات عائد إلى كون القيم السائدة في هذه المجتمعات قد أصبحت غير واضحة .

يعمل...
X