إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تنادي الكاتبة ديمة سعد الله ونوس أهل الساحل: خافوا مثل السوريين - كنان القرحالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تنادي الكاتبة ديمة سعد الله ونوس أهل الساحل: خافوا مثل السوريين - كنان القرحالي

    ديمة سعد الله ونوس تنادي أهل الساحل: "خافوا مثل السوريين"


    كنان القرحالي
    عايدت الكاتبة السورية ديمة ونوس أبناء الساحل السوري الخميس الماضي أول أيام العيد بمقال كتبته في موقع المدن طالبةً منهم أن يخافوا ويصيبهم الذعر مثل السوريين!
    يكشف مقال ابنة الكاتب الراحل سعد الله ونوس عن مشاعرها الحقيقية وأمنياتها لأبناء منطقتها "الساحل السوري"، حيث لا تنظر إليهم كسوريين وهو ما يتضح بمجرد التمعن في العنوان الذي اختارته لمقالها "خافوا مثل السوريين" وهي تكرر تلك الفكرة فيما بعد حين تتساءل عن أهل الساحل السوري: "كيف سيتقاسمون وطناً فيما بعد إن لم يتقاسموا الخوف على الأقل!"
    وبالرغم من أنها تنفي أنّ كلماتها انتقام أو شماتة أو تشفٍ إلا أنّ المقال يخفي شماتة وحقد كامن حين تتمنى انهيار الساحل وتفجر الوضع الأمني فيه لكي يشارك المناطق التي تعرضت للدمار معاناتها!
    ولا تقبل ديمة ونوس بالخوف العابر والغامض والهش كما تصفه بل تريده خوفاً ورعباً عظيماً فما يحصل كما تقول: "بعيد.. لا غمامات دخان سوداء ولا أصوات قصف. ثمة من لم يسمع بعد صوت القصف. ثمة من لا يعرف الوقع الذي يحدثه هدير المدفعية. ثمة من يتفرج على ما يحدث في بلده من وراء زجاج التلفزيون. لم يختبر أبعاد الخوف التي يختبرها ابن ريف دمشق أو حمص أو حلب أو إدلب أو الرقة ودير الزور. سوريا كلها باستثناء الساحل".
    ويلاحظ قارئ المقال عدم اعتراف ديمة ونوس الضمني بانتمائها للساحل بحجة انتمائها للألم والمعاناة وهي التي تعيش خارج سورية في أمان وهي أبعد من أهلها في الساحل بأضعاف الأضعاف عن الخوف والرعب إلا اذا كانت تعتبر المتطرفين الذين يريدون "غزو" الساحل اصدقاءً لقضيتها في دحر الظلم والظالمين!
    لم تنوه الكاتبة ولو بشكل عابر إلى الجرائم المروعة التي حصلت في ريف اللاذقية واندثار عائلات بالكامل بأفظع الطرق، وهي تتجاهل تماماً حقيقة وظلامية أولئك الذين تتمنى الخوف والذعر عن طريقهم وتكتفي بالقول أنهم عناصر من "الجيش الحرّ"، تقول ديمة:
    " أتخيل الخوف الذي عاشه ويعيشه أهل الساحل بعد سماع أخبار عن اقتراب عناصر من "الجيش الحرّ" من مناطقهم المحصّنة. لقد حان وقت الخوف. ليست شماتة. ولا تشفٍّ. ولا انتقام. إنها العدالة الإنسانية".
    اذاً هي العدالة الانسانية التي تنتظرها ديمة لتحقيق غايتها وأمنياتها في تدهور الحال في الساحل، وهي تتجاهل أنّ أهل الساحل شأنهم شأن جميع أهل المحافظات السورية منتشرون في جميع أنحاء البلاد وقد تعرضوا للرعب مبكراً في حمص وعاشوا أقصى درجات الارهاب والذعر مثلهم مثل من يعيش في دمشق وريفها وريف حمص وريف حماه، ولا تجد وسيلةً لتحقيق العدالة الانسانية الا بتكرار ما حصل لمدينة حلب التي لا ذنب لها إلا عدم انخراطها في تراه ديمة "ثورة"، كما تتناسى مئات الآلاف من النازحين الذين يتقاسمون رغيفهم مع أهل الساحل، وهي لن تتذكر ذلك طالما أنّها لا تنظر إلى سكان الساحل كسوريين، تقول ديمة: " حان الوقت لتقاسم الخوف. وليس أي خوف. هذا النوع تحديداً وبالجرعة هذه بالضبط. خافوا قليلاً أو كثيراً. ألستم سوريين؟ ألستم في سوريا؟ أم أن الساحل بات دولة مستقلة؟ كلا. لن يكون دولة مستقلة. خافوا. الخوف شكل من أشكال الحياة. على الأقل، ما زال لديكم ترف الخوف. أن تشعر بالخوف، يعني انك لا تزال على قيد الحياة. وحده الميت لا يشعر بالخوف. واعلموا أن ثمة من خرج من بيته قبل سنتين ونصف ليدافع عنكم، ليحارب خوفه وخوفكم، ليصنع له ولكم وطناً أجمل، لتكونوا أفراداً وليس عناصر، ولتكونوا مواطنين وليس طائفة".
    تطالب السيدة ديمة التي تعيش خارج الألم والعذابات والرعب بأن يعيش جميع السوريين في داخل الحدود الرعب ذاته، وهو أمر مستغرب من كاتبة تحمل ارثاً عملاقاً يتمثل باسم أبيها، إذ أنّ العاقل لا يتمنى الدمار لبلدان ومناطق يجهلها ويحزن إن وقع لها ذلك، ولعلها سعيدة وراضية بالرعب والهلع الذي يعيشه أبناء مدينة حلب الذين أصبحوا سوريين حسب معايير الكاتبة حين شعروا بالخوف والرعب، ويبقى أن يثبت الساحل للسيدة ديما أنّهم سوريين بدخولهم في هذا الإطار المدمر للحرب، ولا شكّ أن من تتكلم عنهم ديمة بفخر قد بنوا وطناً أجمل في المناطق التي سيطروا عليها وأصبحوا مواطنين وليس طائفة كما تقول عن سكان الساحل، وهو أمر واضح في محافظة الرقة التي يعتقل تنظيم دولة الشام والعراق بعض أبناءها بحجة الافطار وتقيم الحد على معارضيها في الشوارع! ولعلها تتوق مع أصدقائها ممن حاولوا غزو الساحل إلى خلافة اسلامية لكي يتسنى لها يوماً ما أن تصرخ "وامعتصماه"!

يعمل...
X