إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لينا هويان الحسن -كتاب :رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن الـ 16- ترجمة: أنيس عبد الخالق محمود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لينا هويان الحسن -كتاب :رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن الـ 16- ترجمة: أنيس عبد الخالق محمود

    كل الطرق تؤدي إلى بلاد الشام


























    لينا هويان الحسن

    تأتي أهمية هذا الكتاب «رحلات بين العراق وبادية الشام خلال القرن السادس عشر» الصادر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، قام بترجمته أنيس عبد الخالق محمود، باعتبار أن القرن السادس عشر لا يزال يحتل أهميةً خاصةً في مسيرة التاريخ الحديث، لارتباطه بمتغيرات سياسية واقتصادية وثقافية كبرى. وكانت الاستكشافات الجغرافية، والحركة التوسعية الاستعمارية التي رافقتها بعد الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح والوصول إلى الهند، وإقامة مستعمرات فيها، أبرز مظهر لتلك المتغيرات.
    إثر ذلك تحركت البرتغال لمهاجمة دولة المماليك المتداعية والقضاء عليها. وما لبثت الدولة العثمانية، أكبر قوة إسلامية يومذاك، أن هاجمتها من الشمال، فأطاحت بها نهائياً في سنة (1517) لتدخل في صراع مباشر مع البرتغاليين، ومع الصفويين، القوة المنافسة الأخرى التي بدأت تتصاعد في الشرق. وكان من نتيجة تلك الصراعات أن فقد الشرق الاسلامي دوره القديم في الوساطة التجارية بين الشرق والغرب، وظهرت قوى جديدة أخرى حلّت محلها وفتحت آفاقاً واسعةً لعالم جديد.
    لكن، على الرغم من انهيار الدور الاقتصادي للطريق البرّي القديم، إلا ان التجار والمبشرين والمغامرين الأجانب ما لبثوا يرتادونه، لوقوعه على مفترق طرق حيوية تشكِّل حلقة وصل بين قارات العالم القديم، إلى جانب الأهمية الدينية والتاريخية لكثير من مناطقه الممتدة عبر الطريق البري القديم، الممتد من سواحل بلاد الشام حتى البصرة، فالخليج العربي. وظلّ مسار الطريق الممتد من سواحل بلاد الشام، مروراً بالعراق وبلاد فارس، وصولا إلى الهند، لا بديل منه لكثير من هؤلاء. وقد شكَّلت هذه الرقعة البريّة القصيرة أهم الطرق التي سلكها الرحّالة خلال القرن السادس عشر، وقبله، وبعده.
    وفي الوقت الذي تكشف لنا فيه كتب التاريخ والوثائق المعاصرة في كل يوم معلومات جديدةً من الصراع بين أكبر قوتين متنافستين حينذاك، الدولة العثمانية والدولة الصفوية، وتفاصيل سياسيةً واقتصاديةً واجتماعيةً مختلفةً عن المناطق التي كانت ساحة تنازع بين تينك القوتين، إلا ان المعلومات التي تزخر بها كتب الرحلات يبقى لها طعم خاص، فهي شهادات حيّة كتبها شهود عيان زاروا تلك المناطق ودونوا مشاهداتهم وملاحظاتهم عنها، وكشفوا جوانب أغفلتها المصادر الأخرى. إلا ان رحلات القرن السادس عشر لا تزال بعيدةً عن متناول اليد، باستثناء حالات نادرة رحلة الهولندي ليونارد راوولف (1573) مثلا.
    وقع اختيار المترجم ست رحلات أجنبية نادرة، بهدف تسليط المزيد من الضوء على تلك الحقبة الغامضة. وهذه الرحلات هي: رحلة الأميرال التركي سيدي علي ريِّس (1553-1554)، رحلة الإيطالي سيزار فيدرجي (1563- 1581)، رحلة الانكليزي جون نيوبري (1583)، رحلة الانكليزي جون إيلدرد (1583-1584)، رحلة الانكليزي رالف فتش (1583-1589)، وأخيراً رحلة الإخوة الإنكليز توماس وأنتوني وروبرت شيرلي (1598).
    وتكاد هذه الرحلات تكون الرحلات المعروفة الوحيدة عن تلك الحقبة، مع أن البحث لا يزال جارياً لتقديم رحلات أخرى غير معروفة.
    تتضمن كل رحلة مقدمةً مستقلةً تتناول محورين أساسيين: تعريفاً بسيرة الرحّالة، وتعريفاً بكتاب رحلته، بطبعاته وترجماته المختلفة. كما حرص المترجم على إغناء كل رحلة بالحواشي والتعليقات التوضيحية أنّى تطلبت الحاجة، وعقد مقارنات مختلفةً بين رحلة وأخرى ضمن هذا الكتاب، وبينها وبين رحلات أخرى مترجمة أو غير مترجمة، بهدف ملاحظة أوجه التشابه والاختلاف التي طرأت على أسماء المناطق، ولرصد الروايات المتعددة للحدث التاريخي الواحد. إلى جانب ذلك فقد زوِّدَت كل رحلة بصور مختلفة، تضمنت صور الرحالة، مع نماذج لأغلفة كتاب رحلته، بطبعاته المختلفة، وزوّد الكتاب أيضاً برسوم وصور توضيحية وخرائط. ويشير المترجم إلى أنه قام بنقل النصوص كما هي، فلم يتدخل فيها أو يحذف منها أي شيء.
    لينا هويان الحسن
يعمل...
X