ليلة القدر في بوح الشعراء..دعاء ورجاء بالرحمة والغفران

وكالة أنباء الشعر /زياد ميمان

لم تمر ليلة القدر التي باركها الله وقال عنها في محكم التنزيل "خير من ألف شهر" كغيرها من الليالي ففيها أجر وثواب كبير لمن أحياها وحسبما أخبرنا الرسول الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "ويبقى لهذه الليلة جوها الروحاني الخاص والتي كتب عنها بعض الشعراء شعراً وبوحاً فيه من الرجاء والدعاء بالرحمة والمغفرة فخط الشاعر الجزائري محمد جربوعة هذه الأبيات ونشرها على حسابه بالفيس بوك :

"مرّي بكفّكِ غيمةً في المصحفِ
وتحسّسي نبضَ الهدى في الأحرفِ
ودعي الخواتمَ كالأرانب حُرّةً
لا تنهريها، إنها لا تكتفي
هي ليلةٌ للقدرِ، كيف أقولها؟
مهما حشدتُ من الكلام فلن أفي
هي لوحةٌ وشهادةٌ شَرَفيةٌ
تاجٌ لأهل الله، فلتتشرفي
صُفّي لها رجليكِ..قومي رتّلي
مما تيسّر من أواخر(يوسفِ)
وتبسّمي في كلّ (رُبْع) بسمةً
لينال ثغرُك أجرَهُ، ثمّ اكتفي
وتزعزعي عند (الطواسين) التي
إن جئتِها لا بدّ مِن أنْ تذرفي
لا بأس بالمنديلِ..لكن حاذري
أن تُغمضي العينين أو أنْ تطرفي
فإذا بلغتِ (الفجرَ) ، ألقي نظرةً
أَصغي بحِسّ العابداتِ المرهفِ
فستسمعين الرفرفاتِ خفيفةً
ترقى إلى باب السماء وتختفي
فلتغمضي عينيكِ..طيري..وارتقي
مثل الملائكة الكرام، ورفرفي
شدي على القلب الضعيفِ بقبضةٍ
هي ساعةُ الهزّ الشديدِ الأعنفِ
فإذا شعرتِ براحة نفسيةٍ
تلقي عليكِ ظلالها، فتوقّفي
شمّي (كتاب الله) مثل حديقةٍ
وترفّقي بورودهِ إن تقطفي
مدّي يديكِ إلى سواقي عسجدٍ
كي تنعشي الحناءَ أو كي تَغرفي
رشّي على القلب المُعَنّى رشّةً
فلربّما يخبو اللهيب وينطف

أما الشاعر الفلسطيني مجدي يوسف‏ فكتب دعاء ليلة القدر

فقال:

يا إلهـي ، يا رجَائي ، *** يا مُجيبَ السّائلينـا

أنت عَونـي في عزائـي *** يا ملاذَ العاشقينا

رافقتْ قلبي المعاصي *** ،واستباحتْني السّنونا

فامنـحِ اليـوم حناناً *** يُنْبـتُ الّروح الدّفينا مجدي يوسف

وحادثة مؤثرة لوفاة صبي في سيل ضرب قرية من قرى السعودية وهو قريب للشاعر حسن القرني جعلته يخط هذه الأبيات عن رحيل الصبي في ليلة القدر فقال :

جميلٓ الحيا والمحيّا
تركتٓ الفؤادٓ نديّا

رآكٓ فلمّا تنامىٰ اشتياقٌ دعاكٓ صبيّا

وأرسلٓ للحفظِ غيماً
فما كنتٓ إلا نقيّا

فماءٌ من الله يهمي
ليرفع وجهاً وضيّا

على ليلةِ القدرِ قدْرٌ
وقد قدّر اللهُ شيّا
وما كنتُ إلا حزيناً
وما كنتٓ إلا صفيّا

بعيدا عن السوء قلباً
قريباً إلى الروحِ ضيّا

سميحاً عظيمٓ السجايا
نديَّ الرضىٰ و رضيّا

دعاهُ إليهِ فلبّى
فأهرقتُ دمعاً شهيّا

فيا ليتني كنتُ قبلا
وما كان عني قصيّا

وياليتني كنتُ ميْتا
ويا ليته كان حيّا

فسبحانٓكٓ اللهُ هبْني
لأصبرٓ قلباً نبيّا

نسأل الله أن يتقبل منا ما مضى من شهر رمضان ويجعلنا من عتقائه من النار ويدخلنا الجنة برحمته ...آمين