تويت
Saad Alkassem
- خبر نموذج..
الثلاثاء 30-7-2013
سعد القاسم
تحت عنوان «التلفزيون السوري يحذف حلقة من خرزة زرقا لأسباب رقابية» نشر موقع متخصص بالدراما في اليوم الخامس من رمضان هذا الخبر الذي أعيد نشره كما ورد بالحرف الواحد.راجياً من الزملاء المدققين في «الثورة» عدم تصحيح الأخطاء النحوية المشار إليها بين قوسين.. حرصاً على الأمانة المهنية..
يقول خبر الموقع الذي أتجنب ذكر اسمه لأسباب أدبية:
»فوجئ (مشاهدي) مسلسل «خرزة زرقا» على قناة سورية دراما وخصوصاً أنها المحطة الوحيدة التي تعرض العمل، بعدم عرض المحطة للحلقة الرابعة من العمل على شاشتها.
بداية الأمر كان عندما قامت المحطة بإعادة الحلقة الثالثة يوم أمس رغم عرضها مسبقاً , وقد أكد (مسؤولي) العمل لموقع (...) أن القناة أعادت بثها لوجود مشاكل تقنية في الصوت ضمن بعض المشاهد.
وقد انتظر(المشاهدين) اليوم أن يتابعوا الحلقة الرابعة إلا أن القناة قامت بعرض الحلقة الخامسة مباشرة دون التنويه أو إعلام المشاهدين بأن الحلقة الرابعة لم تعرض ولم يتم توضيح سبب ذلك.
ويبدو السبب الأقرب أن قناة سورية دراما قد قامت بحذف الحلقة الرابعة لأسباب رقابية بحتة، والحلقة الرابعة كما علم (الموقع) تتحدث عن شخص يهرب من الدولة ويذهب للقرية لينتحل شخصية صحفي أجنبي والذي يؤدي شخصيته الفنان الشاب « يامن شقير » (فيحاول) نساء القرية أن تتزوج منه الا أن نظرة « توافيق» والتي تؤدي شخصيتها الفنانة «آلاء عفاش» تكشفه ويتم القبض عليه.
بعد أن يتم معرفة قصة الحلقة لا يبدو هنالك أي سبب مقنع لحذف الحلقة رقابياً وخصوصاً أن التلفزيون السوري يعرض (أعمال) لها هامش رقابي واسع ولم تتعرض لأي حذف , ولهذا يتم التساؤل حول هذه الخطوة هل هي خطوة إلى الوراء من قبل الرقابة , أو أن المحطة قد أخطأت بعدم عرض الحلقة ولم يعلم المسؤول عن هذا الأمر أو تناسى فأين احترام المشاهدين التي وعد به (مسؤولي) التلفزيون السوري.
يذكر أن مسلسل « خرزة زرقا» والذي أخرجه «محمد نصر الله» قد تم تصويره كاملاً في محافظة السويداء حيث يتكلم العمل الكوميدي عن إحدى قرى جبل العرب ويتحدث بلهجتها. «
إلى هنا انتهى خبر الموقع، والذي توقفت عنده لا بحكم مسؤوليتي في القناة، إنما بحكم علاقتي بالعمل الإعلامي.حيث وجدت فيه نموذجاً يجب اعتماده في كليات الإعلام..وهو ما سأوضحه أكثر بعد قليل..
فالخبر يقرر في عنوانه أن التلفزيون السوري قد حذف حلقة من المسلسل لأسباب رقابية، ثم يقول في متن الخبر إن الحلقة لم تعرض بسبب إعادة عرض الحلقة السابقة التي تضمنت مشاكل تقنية في الصوت كما أكد مسؤولو العمل. وبعد أن يضع (مؤلف الخبر) احتمالين وراء عدم عرض الحلقة.يقرر دون سند أن السبب الأقرب هو رقابي بحت. ثم يعود ليستعرض أحداث الحلقة الضحية وليستنتج أنه لا يوجد أي سبب مقنع لحذفها رقابياً وخصوصاً أن التلفزيون السوري يعرض أعمالاً لها هامش رقابي واسع ولم تتعرض لأي حذف، فيتساءل: هل هذه الخطوة خطوة إلى الوراء من قبل الرقابة؟..
لو أن مبتكر الخبر كلف نفسه بسؤال القناة لوفر على القراء هذه الحكاية البوليسية، ولسمع جواباً بسيطاً: باعتبار أن المسلسل من النوع (المتصل– المنفصل) أي إن كل حلقة منه تحمل حكاية مستقلة، فإنه ليست هناك أي مشكلة في عرض الحلقات دون الالتزام بتسلسلها، ولما كانت القناة قد اضطرت لإعادة عرض الحلقة التي تحوي مشاكل تقنية في الصوت (احتراماً للمشاهدين) فقد أجلت عرض الحلقة التالية حتى نهاية المسلسل كواحد من خيارين لكل منهما مبرراته الخاصة بآلية العرض..
وعودة إلى اعتبار الخبر نموذجاً يجب اعتماده في كليات الإعلام، فأقول إنه بصرف النظر عن وفرة الأخطاء النحوية فيه، فهو يقدم نموذجاً للخبر (الفقاعة) الذي يقوم على فرضيات يطرحها ثم ينفيها فيما بعد..
وبالتالي فهو نموذج الخبر الذي ينبغي على الإعلامي تجنب التورط به..