إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المطرب (شهاب احمد الاعظمي ) مطرب المقام العراقي (1918-1997)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المطرب (شهاب احمد الاعظمي ) مطرب المقام العراقي (1918-1997)

    شهاب احمد الاعـظمي
    (1918-1997)
    - شيء عن اتجاهه الجمالي
    - دوره المقامي
    - الاستماع الى المقامات وانتشارها
    - بعض سمات الطريقة القندرجية
    - مقام النوى
    - مقام الابراهيمي
    - مقام المخالف
    - مقام البهيرزاوي
    - مقام الخنبات
    شيء عن اتجاهه الجمالي
    تقترب كلماتي التي وصفت بها المطرب الكبير رشيد القندرجي في احد فصول هذا الكتاب، في مفهومها بأن رشيد القندرجي مرآة لعصره، كذلك يمكن ان نوصف المطرب القدير شهاب الاعظمي، على انه عكس في غنائه للمقام العراقي واقع حقبته الزمنية وحياته التي عاشها وثقافته البسيطة التي اكتسبها وامتلكها من بيئته.. ويمكن ان نلاحظ مفهوم هذا الحديث عند سماعنا للمقامات العراقية المسجلة بصوت شهاب الاعظمي، الاولى منها والمتأخرة، فهو من مواليد حقبة التحول وظهوره كمغني مقامي كان في حقبة التجربة، فقد كان اتجاهه الجمالي والذوقي في غنائه المقامي قد استقاه من الطريقة القندرجية، خلاصة كل التجارب القديمة للاداء المقامي الممتدة اسسها من القرن التاسع عشر بعد ان استمع اليها وتأثر بها وظل متأثرا ومتمسكا ومتلذِّذا وفياً لها حتى وفاته..
    مطرب المقام العراقي شهاب احمد الاعظمي..

    دوره المقامي
    ان دور المغني الكبير شهاب الاعظمي جلي، و لا سيما في المجال الذي يبلغ فيه غاياته وطموحاته، وبهذا الدور احتل شهاب الاعظمي مكانة مهمة في فن غناء المقام العراقي كأحد اتباع الطريقة القندرجية الرصينة، ولا زال يحتفظ بهذه الاهمية وهذه الشهرة حيث نستمع الى مقاماته المسجلة بصوته من اذاعة العراق وبعض الاذاعات الخارجية الاخرى..
    كان النصف الاول من القرن العشرين وبعد انتصافه التي عاشها وشهد احداثها المطرب شهاب الاعظمي، فترة ظهور الطريقة القبانجية بكل كمالها ونضوجها، واتَّسم انتصاف القرن هذا بنظرة جديدة واعية لحياة الوسط المقامي خلَّفها نمط جديد من التطلعات والعلاقات الاجتماعية، ادى الى تكوين وبلورة الطريقة الجديدة (الطريقة القبانجية) حتى امست النوع الفني الغنائي الأكثر استجابة لمهمات الحياة الجمالية والذوقية في بغداد في هذه الحقبة، ولكن بالرغم من كل ذلك ظلَّ الاوفياء من اتباع الطريقة القندرجية متمسكون بمبادئهم الجمالية والذوقية في غناء المقام العراقي على هدي استاذهم رشيد القندرجي.. وكان منهم شهاب الاعظمي.. الذي انتشرت في زمنه الطريقة القبانجية وذاع صيتها، اضافة الى الكثير من اغاني الالوان الغناسيقية الاخرى..

    الاستماع الى المقامات وانتشارها
    رغم انتشار التسجيلات الصوتية لمغنين من غير المقام العراقي، أي من الالوان الغنائية الاخرى وتأثيراتها الواضحة مثل الغناء الريفي والبدوي وغناء الاقليات والقوميات العديدة، حتى اصبح الميل العارم نحو الاستماع الى المقام العراقي والتخصص فيه سواء في الغناء او العزف، بعد انتصاف القرن العشرين، حاجة ملحَّة ظلَّت تتزايد بحيث ازدادت الاهتمامات وكثرت المؤلفات والكتابات بالصحف والمجلات والاحاديث الاذاعية والتلفزيونية من قبل كل المتخصصين، وكذلك كثرت بطبيعة الحال التسجيلات الصوتية في غناء المقام العراقي واصبحت اكثر انتشارا وتوزيعا من ذي قبل تماشيا للتطور المستمر للاجهزة الصناعية، ومع كل هذه التنوعات في الاستماع والتخصص، استقر رأي شهاب الاعظمي ورؤيته الجمالية في غناء المقام العراقي عندما استمع الى الطريقة القندرجية عن طريق مؤسسها رشيد القندرجي وباقي الاتباع، فتأثر بها واختارها منهجا لغنائه المقامي وتمسك بكل مبادئها، وجعلها لغة ادائية خاصة به.. فقد اثار مقام الابراهيمي (سلَّمه بيات) المغنى بصوت استاذ الجميع رشيد القندرجي، شجونا تعبيرية في نفس مطربنا شهاب الاعظمي بواسطة رصانته وصياغته الاسلوبية والتعبيرية، وبهذا فإننا نلحظ ونحن نستمع الى مقام الابراهيمي المغنى بصوت شهاب الاعظمي، وكأنه تخصص في غناء هذا المقام ذي الروح الكلاسيكية القديمة، وغناه بكل جوارحه وبكل جودة واتقان.. ومما اتذكره، - قال لي يوما- انه رغم احترامه الكبير لمحمد القبانجي وطريقته الفذة، إلا أنه مفتون بطريقة رشيد القندرجي (الطريقة القندرجية) ويعتبرها افضل الطرق الغنائية المقامية واجملها واقربها الى نفسه والى واقع التعبير عن حياة العراقيين، وهاجم بعض مغني اليوم واعتبر غناءهم هذيانا خالي من الاصالة والواقعية، وعبر عن رغبته في الاستماع دوما الى المغنين المقاميين القدامى 2*

    بعض سمات الطريقة القندرجية
    انطوى الاسلوب الغنائي الخاص واللغة الادائية التي اتخذها شهاب الاعظمي، المستقاة من الطريقة القندرجية، على ذلك النمو العارم، الذي اتسمت به تعابير الطريقة القندرجية المعارض للاتجاه الرومانسي في تخيُّلاته وتأملاته الحالمة.. فمن الطبيعي ان لا يستطيع شهاب الاعظمي الاستماع الى مغني اليوم المقاميين الذين ادركوا خيالات وتأملات تعبيرية فيها ميل نحو الرومانسية والحداثة، ووقف الجمهور المستمع الحالي مفتونا ببريق التطور التكنلوجي في اجهزة التسجيل الصوتي ونظامه التسجيلي ونظافة هذه التسجيلات، موقفا يكاد ان يكون نسيانا للكثير من التسجيلات السابقة في مطلع القرن العشرين.. وهكذا كان رأي شهاب الاعظمي طبيعيا بالنسبة له فيما قال وادلى، فقد حدَّد علاقته الجمالية بتسجيلات المقام العراقي المعاصرة، استنادا واحتراما الى موروثاته الجمالية الاولى التي اكتسبها وامتلكها من جماليات الوسط المقامي منذ صغره، وبالذات من اعماق الطريقة القندرجية في الغناء المقامي..
    ان حالة الدقة والايجاز وعدم الاسهاب، التي هي صورة من صور الطريقة القندرجية ومن سماتها وسمات التسجيلات الصوتية لمؤسسها رشيد القندرجي إبان النجاح المضطرد الذي احرزه هو واتباعه المغنين، كانت مناسبة لروح العصر كما يبدو ذلك، فالطريقة القندرجية تجمع بين فن المسارات اللحنية غير المسهبة، وبين متانة البناء اللحني للعلاقات الداخلية للمواد الاولية والعناصر اللحنية المكونة للمقام العراقي.. وكذلك بين التعابير الجمالية المناسبة لتلك الحقبة الزمنية، هذا على الرغم من ان هذه الحقبة كانت فيها الاسهابات وعدم الايجاز الغنائي مقبولا من الناحية الجمالية بصورة عامة. وقد عبر عن هذه السمات من بعيد او قريب الكثير من الكتَّاب والمؤلفين بما نشروه في الصحف والمجلات والكتب التي ألِّفتْ..
    وبهذه الميزة، زائدا الاسلوب الغناسيقي والافكار الثقافية اضافة الى العفوية المعتمدة على الرؤية العفوية، تُخلق المباديء الفنية وتُأسس الطرق الغناسيقية الفنية التي يُعتمد عليها وتأخذ مداها في الانتشار. وكذلك تخلق الحبكة والتماسك لكل المكونات التي تعبر عن هذه الطريقة وتجميعها في وحدة فنية متكاملة شاملة..

    الهوامش
    *حدثني استاذي المرحوم شعوبي ابراهيم، ان مقام الاوج لعبد القادر حسون، هو اول مرة يرافق فيها مطرب عازفا على آلة الجوزة..وذلك عام 1951
    2* كانت مناسبة بحثي الذي كتبته عن التراث الغناسيقي في الاعظمية وقدمته الى كلية الفنون الجميلة، قسم الفنون الموسيقية، ان التقي بالمرحوم شهاب الاعظمي مرات عديدة شبه يومية في مقهى السدير على نهر دجلة في الاعظمية بجانب جسر الائمة، حيث كنت قد اخترته احد عيناته، وقد اكتشفت فية شخصية مقبولة جدا، لذيذ المجالسة، منكتا بصورة نقدية ساخرة، بسيطا لكنه عميقا، فاهما جدا في شؤون المقام العراقي، يحفظ الشعر الفصيح والعامي ويتلذذ بهما عندما يلقيهما او يغنيهما، والاروع من كل ذلك انني وجدت فيه راويا للاحداث والتاريخ بشكل يثير الدهشة ولا يمكن ان يمل منه ابدا..! الامر الذي وطد علاقتي بهذا الفنان المقامي الكبير رغم تاخرها، واستفدت من آرائه وافكاره الفنية الشيء الكثير حتى اصبح مجيئنا الى مقهى السدير شبه يومي..
    3* حول قصيدة ابن نباتة المصري حيث لم يغن منها شهاب الاعظمي اكثر من خمسة ابيات من بداية القصيدة، ولمتعة القاريء الكريم وفائدته وجمال وشهرة هذه القصيدة فقد اخرجتها من كتاب الغزل بالنسيب في مناجاة الحبيب..
    4* في منتصف الثمانينات ظهر الفنان شهاب في برنامج (سهرة مع المقام العراقي) الذي كان يعده الحاج هاشم الرجب، اذ ذكر انه قد سجل اكثر من ثلاثين مقاما عراقيا في الاذاعة والتلفزيون..
    5* نفس لقاءاتي اليومية مع المرحوم شهاب الاعظمي واحاديثنا المتنوعة في شؤون المقام العراقي..انظر هامش رقم 2 من هذا الفصل..


    شبكة البصرة
يعمل...
X