Imad Fawzi Shueibi
أكاد أرى المشهد بعد زمن يكتب فيه من عاش الأحداث في العالم العربي كل بطريقته ووفق زاوية رؤيته ، الجميع سيرى أنه على حق ، وهو فعلا كذلك، لأن هذه هي الحقيقة من زاويته، لكن من سيكتب التاريخ لن يتحدث عن تلك الحقائق إلا بشكل عابر تماماً كما كتبوا تاريخ الحروب دون التطرق إلى ما كان يعتبره معايشيها حقيقة مطلقة. وهنا سيقرأ الجيل القادم عن صراع القوى الكبرى لتشكيل نظام مابعد أفول أمريكا وصعود روسيا والصين ودول البريكس. والصراع على الغاز والنفط وخطوط الغاز. أما من هم أعز الناس فلن يقال عنهم شيء. للأسف.
على من لا يصدق ولا يؤلمه كما يؤلمني هذا الواقع ليعود إلى كتب التاريخ التي درسناها في كل المدارس بالعالم ولينقب بها ، هل سيجد كلمة واحدة عن تفاصيل ٧٠ ألفا قضوا في معركة صفين وعشرات الآلاف في معركة حطين و ٦٠ مليونا في الحرب العالمية الثانية. هذه هي الحقيقة الكبرى والباقي حقائق جزئية أحترمها جداً ولكنها ليس لها بالتاريخ أثر بعد عين. لكن جميع من قضوا كانوا جزءا من التاريخ القادم. أقرأ هذا بقلب دام. وعقل بارد.