إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المبدع فارس الخوري - -فاجعة ميسلون - في الوزارة الأولى والثاني و الثالثة والأخيرة في عهد فيصل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المبدع فارس الخوري - -فاجعة ميسلون - في الوزارة الأولى والثاني و الثالثة والأخيرة في عهد فيصل

    فارس الخوري





    فارس الخوري في أول وزارة عربية في عهد الاستقلال


    في اليوم نفسه (أي في 8 آذار 1920) كلف الملك فيصل السيد رضا الركابي بالوزارة فشكلها معيناً رضا الصلح للداخلية، وفارس الخوري للمالية، وساطع الحصري للمعارف.. إلخ وتلك كانت أول وزارة في عهد الاستقلال، ودامت حتى الثالث من أيار 1920، أي أقل من شهرين.

    فارس الخوري في الوزارة الثانية في عهد فيصل


    في مجلس الأمن خلال فترة الاستراحة


    استدعى الملك السيد هاشم الأتاسي وكلفه بتأليف حكومة دفاع وطني وهي الوزارة الثانية في عهد فيصل. وحل رشيد رضا محل هاشم الأتاسي في رئاسة المؤتمر السوري. وعُيِّنَ رضا الصلح رئيساً لمجلس الشورى، ويوسف العظمة وزيراً للحربية، أما سائر الوزراء فقد احتفظوا بوزاراتهم السابقة، فارس الخوري للمالية وساطع الحصري للمعارف.. إلخ.

    فاجعة ميسلون


    في تلك الفترة كان الجنرال غورو الذي عينته فرنسا في تشرين الثاني 1919 قائداً أعلى «ثم سُمّيَ فيما بعد مفوضاً سامياً في البلاد الواقعة تحت الانتداب الفرنسي» يعزز جيشه في الساحل ويستعد لاحتلال ما بقي من سورية خلال الأشهر التي انقضت بعد مؤتمر سان ريمو للحلفاء في إيطاليا الذي كان قد وزع الانتدابات على البلاد العربية بين الدول الطامعة بالحكم بحيث تصبح فلسطين والعراق تحت انتداب إنكلترا وسورية تحت انتداب فرنسا.
    في 18 أيار 1920، واجهت الحكومةُ المؤتمرَ السوري في جوٍّ عاصف بالتوتر، وقد طلب فريق من النواب أن تُسمَّى الوزارة وزارة دفاعية، وتقرر ذلك في المؤتمر. تبع ذلك إنذارُ غورو. فاستدعى فيصل المجلس العسكري على إثره، وكان الجواب بعد ربع ساعة من اجتماعه: «إن في إمكان الجيش أن يقاوم بضع ساعات إذا كانت المعركة غير جدِّية، وإذا كان القتال حامياً فلا يستطيع أن يصمد خمس دقائق».
    وأجمع العقلاء والمطلعون عى حقائق الأمور على أن الحالة أخطر من أن تعالج بالحماسة والعواطف، بل بحسن التدبير وتقدير العواقب، وكان أن قرروا قبول شروط الإنذار تفادياً للشر الأعظم.
    وبعث الملك إلى غورو ببرقية ضمنها هذا القبول.
    من حوارٍ له مع عبد الرحمن الشهبندر، وزير الخارجية بعد أن اتخذت الوزارة قرارها بقبول الإنذار، نقتطف:
    فارس: «لا شك أننا قمنا بما يقتضيه الواجب، وتقتضيه مصلحة البلاد. ولكن الشعب لن يقدِّر ذلك، وسيزعم أننا أضعنا عليه الانتصار، وسيكون هنالك مَن يقول دائمًا: ليتَهم كانوا رفضوا الإنذار واختاروا الحرب والنضال..». عبد الرحمن أجاب: «كلا، إن الشعب سيقدِّر ذلك حتمًا، عاجلاً أم آجلاً، وسيفهم أننا خلَّصناه من ورطة كبيرة جدًّا، وسيدرك أننا، بعملنا هذا، دخلنا في عداد مَن يستحقون كلَّ تقدير».
    وبالفعل زحف غورو إلى دمشق زاعماً بأن برقية الجواب لم تصل إليه في الوقت المحدد، وكانت معركة ميسلون التي اُستُشهِدَ فيها وزير الدفاع يوسف العظمة في 24 تموز 1920، بعد أن ذهب على رأس بقايا الجيش المنحل، وتدفق الناس على محطة سكة الحديد لتنقلهم إلى مواقع القتال، وكان بعضهم لا يحمل سلاحاً ولا زاداً، ومنهم مَن سار إلى ميسلون مشياً على الأقدام، تدفعهم حماستُهم إلى السير على غير هدى، فكانت كثرتهم تعيق تقدم القوات المتجهة صوب ميسلون.

    فارس الخوري في الوزارة الثالثة والأخيرة في عهد فيصل


    استقالت وزارة هاشم الأتاسي إثر فاجعة ميسلون وعهد الملك فيصل إلى علاء الدين الدروبي بتأليف وزارة جديدة تضمن التفاهم مع الفرنسيين، فشكلها في 25 تموز 1920 واحتفظ بثلاثة من الوزراء السابقين منهم فارس الخوري للمالية.
    وعن اشتراكه في هذه الوزارة يقول فارس الخوري:
    «قبلت أن اشترك مع السيد علاء الدين الدروبي في الحكم لرغبتنا في ألا يدخل الفرنسيون دمشق وهي بدون حكومة وطنية فيفرضوا حكمهم المباشر متذرعين بهذا الفراغ، وليبقى للبلاد كيانها واستقلالها ولو من الناحية الشكلية».
    غير أن نوايا الفرنسيين كانوا مصممين على إنهاء العهد الفيصلي، فأرسلوا للملك فيصل كتاباً باسم حكومة فرنسا يدعوه إلى مغادرة البلاد في 28 تموز.
    وهكذا انتهى عهد الاستقلال الأول في زمن فيصل وابتدأ عهد الاحتلال، وابتدأت معه صفحة الجهاد الكبرى التي كان فارس الخوري من الذين خطوا سطورها والتي امتدت على ربع قرن وأدت أخيراً إلى استقلال سورية.
    وبطبيعة الحال سقطت الوزارة الثالثة وتشكَّلَت وزارة جديدة برئاسة جميل الألشي، ولم يشارك فارس الخوري هذه المرة في الوزارة، بل انصرف إلى العمل في مجالات شتى أهمها عالم القانون وعالم الاقتصاد.


    مكتب المجلس النيابي في أربعينات القرن الماضي
يعمل...
X