Announcement

Collapse
No announcement yet.

مفتاح السعادة الزوجية ..الصراحة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مفتاح السعادة الزوجية ..الصراحة

    الصراحة مفتاح السعادة الزوجية




    الصراحة تصنع الثقة والثقة تحفظ السعادة الزوجية
    القاهرة- تعتبر الصراحة قوام الحياة الزوجية السليمة، فهي ضرورية لإيجاد التفاهم وحصول المودة، ولئن اختلفت الآراء حول مدى الصراحة الذي يجب توافره بين الزوجين فإن ذلك يرجع إلى الأهمية التي يعيرانها لسبل إنجاح علاقتهما، كما يعد الكذب من أهم أسباب ضعف الثقة.
    تقول ناهد شكري 25 سنة، إن المصارحة أهم شيء قبل الزواج، وعن تجربتها تقر أنها لم تسأل خطيبها السابق عن مستواه العلمي فاكتشفت أنه خريج ابتدائي بينما هي جامعية، الأمر الذي كان سببًا رئيسًا في تفاجئها بالكثير من الحقائق والمفارقات الأخرى ما جعلها تقرر عدم الاستمرار في العلاقة.
    ويوضح عصام زيدان، متزوج منذ ثلاثة أعوام، أن الأسئلة التي تدور حول الأمور المالية، من الصعب المصارحة بها، ويقول: “عندما تعرف الزوجة مقدار دخل زوجها وتكون بنود صرفه بالنسبة إليها واضحة، لا داعي أبدًا لأن تكون هناك أسئلة بهذا الخصوص، مثل: أين تذهب فلوسك؟ كم أعطيت فلانًا؟ لأنها تحرج الزوج وأحيانًا تشعره بالضعف، خاصة إذا كان وراء السؤال طلب لا يستطيع تلبيته”.
    ويعتقد عصام أن الموضوعات التي لا يحب الرجال أن يُسألوا عنها، تختلف عن تلك التي تتحفظ فيها النساء “فمثلًا نجد أن الزوجات عمومًا لا يسألن شركاءهن في الأمور المتعلقة بالعلاقة الحميمة، وذلك بسبب خجلهن، أو إحساسهن بأن طرح مثل هذه الأسئلة محرج، وبالقدر نفسه لا يحبذن أن يسألن فيها حيث ينتج عن ذلك تراكمات نفسية وضغوط، تؤثر في العلاقة بين الطرفين”.
    بينما تتحاشى سارة أبو المجد، متزوجة منذ ثلاثة عشر عامًا، سؤال زوجها عن كثير من أموره المالية، وخاصة تلك المتعلقة بما يصرفه، تقول: “ما دام لم يقصر في حقي بشيء في هذا الجانب، فأنا أرى سؤالي له عن كيفية إنفاقه لماله بمثابة الإحراج له، فهو لو كان يجد في الأمر أهمية لأخبرني، لاسيما أنني أثق بحسن تصرفه”.
    كما لا تفضل سارة أن يسألها زوجها عن بعض الخصوصيات المتعلقة بعلاقتها بأهلها، حيث تقول: “الحمد لله أن زوجي ليس لديه فضول في هذا الشأن، لكنني أؤمن بأن هناك مساحة من الخصوصية تجمعني بأهلي، وليس من حقي إفشاء أسرار أو الإجابة عن أسئلة تخصهم”.
    ويؤكد حسن عباس كوافير نسائي، متزوج منذ خمسة أعوام، أن الأسئلة التي توجهها إليه زوجته عن عمله من الأمور التي تثير حفيظته، يقول: “لا أحب أن تسألني زوجتي عن تفاصيل عملي، لأنني أعتبر أن هذا الأمر من خصوصياتي، كما أن الإجابة عن الأسئلة في هذا الشأن لا تفيد كثيرًا في العلاقة بيننا، فأنا أحترم بيتي وألتزم بجميع واجباتي، ولعملي أيضًا خصوصيته التي يجب أن أحترمها”.
    ويرى رياض سعيد، متزوج منذ ثلاثة وعشرين عامًا أن مبدأ الصراحة ضروري بين الأزواج، لأن عدم توافر الشفافية يفتح الباب أمام الكذب والمواربة، ويهدد استمرار الحياة الزوجية، ويقول: “يجب معرفة كل طرف بالآخر في المرحلة الأولى من العلاقة، والقضاء على التساؤلات الحرجة والفضولية، وذلك بتقديم كل طرف المعلومات التي تفيد في معرفة شريكه له”.
    لكن رياض يعود ويقيد هذه الصراحة بعد الزواج قائلًا: “على الزوجين الالتفات إلى مستقبل العلاقة بينهما، وعدم الخوض في تفاصيل الماضي السلبية، والمسائل الفضولية، لأن هناك أسئلة محرجة لا تزيد إلا الفرقة بينهما، مثل: من أحببت، ومع من خرجت؟ وغيرها من الأسئلة التي تشعل نار الشكوك والخلافات، وتهدد بانهيار الزواج”.
    ويؤكد د. أحمد عبد السلام، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية، أن استقامة الحياة الزوجية تبُنى على المصارحة والتي يجب أن تكون بلا حدود، وإن كان لابد من استخدامها مع الالتزام باللياقة وحسن الكلام، ولعل من أهم المشكلات التي يتعرض لها مجتمعنا حاليًا، سواء الطلاق أو تعدد الزوجات، ترجع بالدرجة الأولى إلى عدم توفر الصراحة بالدرجة الكافية بين الزوجين.
    الأمر الذي يؤدي إلى عدم القدرة على التوصل إلى حلول إيجابية لها، فتشتد الانفعالات وتنعدم الثقة، وبالتالي تكون العواقب وخيمة على الطرفين، ويضيف أن عدم المصارحة بين الأزواج له عدة عوامل، من أهمها العادات والتقاليد التي أصبحت عاملًا أساسيا في عدم مصارحة الزوج لزوجته في مختلف الأمور، فقد ساد اعتقاد خاطئ بأنه إذا صارح الزوج زوجته بمشاعره الحميمة تجاهها، فإن ذلك سيقلل من رجولته ومن شأنه وهيبته في نظرها، بل وقد يصيبها بالغرور في نفسها إلى حد أنه يصبح بالإمكان أن تصبح الآمر الناهي في البيت، وتسيطر على كل ما فيه.
    ويتوجه د. عبد السلام إلى الزوجات والأزواج بالتعاون معًا، لسلامة واستقرار حياتهم، وأن يتفهموا طبيعة العصر ويبدلوا التقاليد البالية بأخرى تساهم في إنجاح علاقتهم.
Working...
X