- شاعر الفراتين
- الورشة الثقافية
(( أنا والليل ))
الجزء الرابع
أنني ياليلُ صفوٌ لوثته الآسناتْ
كنتُ بالأمس أغني لجمال الكائنات
فأقلتني رياحٌ صوب درب القاسيات
أنني ياليل موتٌ لم يعد يرجو الحياة
******
أنني ياليل سهدٌ طبعه سح الدموعْ
لي فؤادٌ سوف يبقى من لظى الهجر يلوعْ
هل سمعت الفجر يوماً لا يوافيه الطلوع
أنني ياليل وقد تشتكي منه الضلوعْ
******
أنني ياليل تيه في زمان الجهلة
سفر في كلَ ّ فجُ ّ لم تُعِنهُ البوصله
هل رأيت الحمل ينجو من دروب القتلة؟
أنني ياليل شعرٌ لا يحابي السفله
******
أنني ياليلُ عدلُ ازمع الظلمُ دماره
فغدا في الخلقُ يسمو رغم ما ترجو الحقاره
كيف يخشى الظلمَ مرءٌ أصبح الحب شعاره؟
أنني ياليل طهرٌ لم تدنسه الدعاره
******
أنني ياليل مرءٌ من صروف الدهر ِ يعجبْ
كم رأى وجهاً ضحوكاً واذا أدبرَ عقرب
أرأيت القردَ يوماً في عرين يتوثب؟
أنني ياليل غيض من ضرام ٍ يتقلبْ
******
أنني ياليل سطرٌ قد بكتْ منه الرسائل
لثمته العين شوقاً وازدهت فيه الأنامل
هل رأيت الجفن يهمي وهو في ضحكٍ يجامل؟
أنني ياليل مَرجٌ راح ضرباً بالمعاولْ
******
أنني ياليلُ ومضٌ بعيون النبلاء
أرخصُ الدمعَ احتراقاً حين ارنو الفقراء
كم رأيتُ الدمع يجري من عيون التعساء
ليتني ياليل شوكٌ بعيون الأغنياء
******
أنني ياليل تاجٌ لم يَعدْ يذكرُ مَجدَه
كمليك قد تنحى فاستوى في العرش عبده
او دعوهُ السجن قسراً فغدا الأصحاب ضده
أيلام المرءُ يوماً لو أضاعُ الحزنُ رُشده؟
******
أنني ياليل كنزٌ ضيَعتهُ الأغبياءْ
بين قذف واغتياب وسباب وافتراء
جعلوا الأوباش صحباً وأضاعوا الشرفاء
أنني ياليل داءٌ لم يعد يرجو دواءْ
******
أنني ياليل راحٌ حنَّ دوماً للكرومْ
مذ رأى بالكأس ثغراً ينفث الرشف سموم
أيطيق الكأسُ ثغرا يقلب الأنس غموم
أنني ياليل خمرٌ حوله الثغرُ يحوم
******
أنني ياليل ظهْرٌ من قنا الغدر تمزقْ
طعنات ليس تُحصى من وضيع يتملق
أن دأب الحرّ يبكي أن رأى القزم تعملق
أنني ياليل دمع في شجون يترقرقْ
******
أنني ياليل غصنٌ شاءت الأقدارُ قطعه
بظلال ٍ وثمار ٍ عَمّمَ الأرجاءُ نفعه
أرأيت الجفن يُهمي لوْ أسالَ الظلمُ دمعه
أن من عاش كريماً لن يطال الوغد شسعه
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
قصيدة أنا والليل - شاعر الفراتين
تقليص
X
-
قصيدة أنا والليل - شاعر الفراتين
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد