إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سعود السّنعوسيّ - رواية ساق البامبو - موسى أبودويح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سعود السّنعوسيّ - رواية ساق البامبو - موسى أبودويح

    رواية ساق البامبو لسعود السّنعوسيّ

    موسى أبودويح




    صدرت الطّبعة الأولى من رواية ساق البامبو لسعود السّنعوسيّ عن الدّار العربيّة للعلوم ناشرون في بيروت سنة 2012م، في (396) صفحة من القطع المتوسّط، بغلاف عليه صورة لجدار من سيقان البامبو الّذي يشبه الخيزران إلى حدّ ما، وعلى ظهر الغلاف فقرتان من الرّواية، تبيّن إحداهما أنّ شجرة البامبو تسمّى (كاوايان) في الفلبّين، و(خيزران) في الكويت. الرّواية مترجمة من اللغة الفلبّينيّة إلى اللغة العربيّة، ومترجمها هو إبراهيم سلام، من مواليد (مندناو) في جنوب الفلبّين لعائلة مسلمة، يجيد اللّغتين: الفلبّينيّة الّتي هي اللّغة الأمّ بالنّسبة له، والعربيّة الّتي تعلّمها في (مانيلا) وفي جامعة الكويت الّتي تخرّج منها. ويعمل حاليًّا مترجمًا في سفارة الفلبّين لدى الكويت.
    بطل الرّواية (عيسى) المولود، من أب كويتيّ وأمّ فلبّينيّة، تعمل خادمة في بيت أهله، يعقد عليها عقد زواج عرفيّ، يَشهد عليه رجلان من أصدقائه، ويبني بها على ظهر قارب صيد وسط البحر، وتحمل ببطل الرّواية، وتغضب والدة الزّوج من فعلة ابنها المخزية في نظرها، حيث يتزوج ابن عائلة مرموقة، لها اسمها ومكانتها في الكويت من خادمة فلبّينيّة، فلا تقبل الأمّ ابنها ولا مولوده ولا امرأته، وتأمره أن يلقي بها وبابنها إلى الجحيم.
    لكنّ الزّوج يرى في ذلك ظلمًا، ويقنع زوجته الفلبّينيّة أن ترحل مع ابنها من الكويت إلى الفلبّين، على أن يقوم بنفقتها وبنفقة ولدها الّذي هو ولده، إلى أن يصبح بإمكانه أن يصحّح الأخطاء ويعيدهما إلى الكويت، وأقنعها بأن هذا الحلّ هو أهون الشّرين.
    قسّم الكاتب روايته إلى خمسة أجزاء وفصل أخير، أمّا الأجزاء الخمسة فقسّم كلًّا منها إلى أرقام متسلسلة، وجعل لكلّ جزء عنوانًا وهي:
    1. عيسى قبل الميلاد، وقسّمه إلى ثمانية أرقام، جاءت في (35) صفحة.
    2. عيسى بعد الميلاد، وقسّمه إلى عشرين رقمًا، جاءت في (74) صفحة.
    3. عيسى التّيه الأوّل، وقسّمه إلى أحد عشر رقمًا، جاءت في (51) صفحة.
    4. عيسى التّيه الثّاني، وقسّمه إلى واحد وعشرين رقمًا، جاءت في (106) صفحات.
    5. عيسى على هامش الوطن، وقسّمه إلى تسعة عشر رقمًا، جاءت في (97) صفحة.
    6. والفصل الأخير أو أخيرًا، رقم واحد، جاء في (4) صفحات فقط.
    تناول الكاتب في كلّ جزء من هذه الأجزاء سيرة عيسى في فترة زمنيّة دلّ عليها عنوان الجزء، مثل قبل ميلاده منذ جاءت أمّه خادمة إلى الكويت، فرارًا من قسوة والدها، وبعد ميلاده في الكويت وترحيله إلى الفلبّين مع أمّه، وعيشه في بيت جدّه، ورحيله عن بيت جدّه وعمله بالتّدليك والعلاج الطبيعيّ، وتعرّفه على شباب كويتيّين، وتدبير سفره وعودته إلى الكويت، وعيشه في غرفة ملحقة ببيت جدّته، وتنكّر جدّته له حتّى بعد عودته؛ لخوفها على بناتها من الطّلاق إذا علم أزواجهنّ بوجوده في بيتها. وخروجه من بيت جدّته، وسكنه وحيدًا في الجابريّة في الكويت، ومعاناته كثيرًا من الوحدة الّتي عاشها، وعمله في أحد المطاعم في الكويت، وهذا العمل غير مقبول للكويتيّ عند الكويتيّين، واضطراره إلى الرّحيل عن الكويت لتنكر عائلته له، وعدم قبولهم لأنّ يعيش في الكويت بل أغلظت له عمّته نوريّة بالقول، ووصفته بأقذع الأوصاف، وأمرته أن يغادر الكويت، بل بلغ بها الحقد أن طلبت من مسؤولي المطعم الّذي يعمل فيه أن يطردوه من العمل فطردوه. وطلبت من أمّها، الّتي هي جدّته، أن تمنع عنه الرّاتب الشّهريّ فمنعته.
    لغة هذه الرّواية لغة عربيّة فصيحة، وفي ذلك دليل على إجادة المترجم للغة العربيّة، حيث لا تشعر أبدًا أن هذه الرّواية مترجمة.
    ومن أهم ما تميزت به هذه الرّواية هو الوصف الدّقيق والمتقن، الّذي يصل إلى أدّق التّفاصيل، فتكاد ترى ما يجول في نفس الموصوف من خواطر ومشاعر. بل أقول إن الوصف في هذه الرّواية يطرح أمام ناظريك صورة واضحة جليّة لكلّ ما وصف فيها من إنسان ونبات وحيوان وبناء وأثاث. فيصف في الإنسان مثلًا: ثيابه، ومشيته، وعيونه، ووجهه، وحاجبيه، ويصف طلاقة الوجه، وعبوسه، وحزنه، وسروره، وما يفكر به. فجاء الوصف كفيلْمٍ سينمائيّ يتحرّك أمام ناظريك. والوصف في هذه الرّواية قلّ أن تجد مثله في أيّ رواية أخرى، وأنا لم أجد مثله في أيّ رواية عربيّة قرأتها، لا قديمًا ولا حديثًا. فهو وصف يصل إلى أدّق التّفاصيل، أو قلْ هو وصف يستعصي على الوصف.
    فوصف الكويت مثلًا بقوله في صفحة (324): (للكويت وجوه عدّة.. هي أبي الّذي أحببت.. عائلتي الّتي تتناقض مشاعري تجاهها.. غربتي الّتي أكره.. انتمائي الّذي أشعر به إذا ما أساء أحدهم إلى أبنائها بصفتي واحدًا منهم.. الكويت هي خذلان أبنائها لي بنظرتهم الدّونيّة.. الكويت هي غرفتي في ملحق بيت الطّاروف.. مقدار كثير من المال.. وقليل من الحبّ لا يصلح لبناء علاقة حقيقيّة.. الكويت شقّة فارهة في الجابّرية يملؤها الفراغ.. الكويت زنزانة ظالمة مكثت فيها يومين من دون ذنب.. وأحيانًا تكون أجمل.. أراها بصورة عائلة كبيرة يحيّي أفرادها بعضهم بعضًا، في الأسواق والشّوارع والمساجد (السّلام عليكم.. وعليكم السّلام).. أو بصورة رجل عجوز طيّب.. يسكن في بيت كبير مقابل البناية حيث أسكن.. أشاهده دائمًا من شرفتي الصّغيرة يقف أمام باب بيته كلّ يوم بعد صلاة الفجر).
    ومع كلّ الميّزات الجيّدة في هذه الرّواية لم تخلُ من أخطاء؛ وممّا لاحظته منها:
    1. في صفحة (19): (ثمانينيات القرن الماضي)، والصّحيح: ثمانينات بحذف الياء الثّانية.
    2. في صفحة (35): (كل الرجال أوغاد إلا راشد)، والصّحيح: إلا راشدًا لأنّها مستثنى منصوب. وتكررت في صفحة (81).
    3. في صفحة (85): (في حقّ الغير زمن الطّفولة)، والصّحيح: في حق غيرك لأنّ غير لا تحلّى بأل.
    4. في صفحة (103): (بلغت ابنتك السّادسة عشر)، والصّحيح: السّادسة عشرة.
    5. في صفحة (139): (دون أن يفه بكلمة)، والصّحيح: أن يفوه بكلمة. وتكررت في صفحة (233)، وفي صفحة (272)، وفي صفحة (319).
    6. في صفحة (143): (عدد الجالسين إلى المقاعد)، والصّحيح: على المقاعد.
    7. في صفحة (150): (أيني من سحره؟)، والصّحيح: أين أنا. وتكررت في صفحة (383).
    8. في صفحة (170): (يعدّ بواسطتها الوقت)، والصّحيح: بوساطتها. وتكررت في صفحة (181)، وفي صفحة (306)، وفي صفحة (313)، وفي صفحة (319).
    9. في صفحة (176): (نبضات قلبي ورعشة أطرافي والطنين حثوني)، والصّحيح: حثّّتني.
    10. في صفحة (193): (له خمسة إخوة كويتيين)، والصّحيح: كويتيّون.
    11. في صفحة (273): (الحيرة والخوف والشك يملأونني)، والصّحيح: تملؤني.
    12. في صفحة (278): (ولكن الناس مشغولة بما هم أهم)، والصّحيح: مشغولون.
    13. في صفحة (283): (فرقة جاوز عددها الخمسة والعشرين رجلًا)، والصّحيح: خمسة وعشرين رجلًا بحذف الألف واللام من الكلمتين.
    14. في صفحة (293): (عصر اليوم الأول لعيد الأضحى)، والصّحيح: من عيد الأضحى.
    15. في صفحة (296): (المسيح ابن مريم)، والصّحيح: المسيح بن مريم بحذف ألف ابن.
    16. في صفحة (315): (لأستبدل أنبوبتي الفارغة بأخرى جديدة)، والصّحيح: لأستبدل بأنبوبتي الفارغة أخرى جديدة؛ لأنّ الباء هنا تدخل على المتروك.
    17. في صفحة (317): (يحمل عصاة سوداء)، والصّحيح: عصًا سوداء بحذف التاء من عصاة.
    18. في صفحة (372): (راشد ليس أبيك)، والصّحيح: ليس أباك.
    19. في صفحة (373): (يا ابن جوزافين)، والصّحيح: يا بن بحذف ألف ابن لأنّها تحذف بعد النّداء.
    20. في صفحة (388): (لماذا لا تكن مثله)، والصّحيح: لماذا لا تكون مثله، لأنّ لا هنا نافية لا جازمة.
    21. في صفحة (394): (استعدادًا لمبارات اليوم)، والصّحيح: لمباراة اليوم بتاء مربوطة بدل المبسوطة أو لمباريات اليوم.
    22. في صفحة (395): (يأتي بعينين زرقاوان)، والصّحيح: زرقاوين.
    وختامًا: إنّ هذه الرّواية هي رائعة من روائع الكاتب سعود السّنعوسيّ.
يعمل...
X