إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غسان كلاس - حســــان بـــدر الـــديــن الكــــاتـــب .... كمـــــا عـــرفتـــــه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غسان كلاس - حســــان بـــدر الـــديــن الكــــاتـــب .... كمـــــا عـــرفتـــــه

    دراســـــة
    حســــان بـــدر الـــديــن الكــــاتـــب .... كمـــــا عـــرفتـــــه

    غسان كلاس

    "فليعش كل منا بسلام دون إيذاء الآخرين... فقد خلق الله الحب والتسامح، فلنزل -يا أخي – كل ما يكدر صفو حبنا وتفاهمنا ولنتعانق، وقد نسينا الأحقاد ونبذنا الخلاف والشقاق"
    هذه بعض جمل من حديث الروح وبوح الوجدان أتت في تضاعيف تأملات حسان بدر الدين الكاتب صاغها من وحي قراءاته وتجاربه منذ أكثر من ستة وثلاثين عاماً. ولا ريب أنها تعبر عن إنسان شفاف قريب من القلب في تعاملاته وعلاقاته، فقد كان – وهذا يعرفه من عاشره أو صادقه أو التقاه حتى لمرة واحدة – معطاءً إلى أبعد الحدود، وصادقاً إلى أبعد مدى...
    > عرّفت على ابن القاضي، حسان الكاتب، في العقد الأخير من القرن الماضي فشرفت وكبرت بذلك، كما ذهلت لغزارة نتاجاته وتنوعها وغناها، فهو – بحق – رجل موسوعي بكل ما تحمل الكلمة من معنى... صرف جلّ حياته في الدرس والبحث والتأليف والترجمة والتحقيق والتوثيق فترك إرثاً فكرياً كبيراً أفاد منه معاصروه، وستفيد الأجيال – بلا ريب – منه فقد أرشفه وبوبّه وحفظه في معاقل العلم والمعرفة التي يستلهم الباحثون منها مرجعياتهم ومصادرهم...
    كان حريصاً على إهداء تآليفه وتصنيفاته ، مخطوطة أو مطبوعة، للجهات الثقافية والتربوية في سورية وخارجها، وتشهد على ذلك خزائن مكتبة الأسد، والمكتبة الظاهرية قبلها، ومركز الوثائق التاريخية، ومكتبات الجامعات، والمراكز الثقافية، ومركز المعلومات القومي، ومحافظة دمشق، والجمعية الجغرافية، وسواها....
    أثناء تصفحي لأوراق الملف الذي زودني به، مشكوراً، تمهيداً لإعداد فيلم يوثق حياته ومسيرته الأدبية، وكان المرض العضال قد داهمه وراح ينخر في جسده الغض عثرت – فيما عثرت – على مقالة وقصيدة، أما المقالة المؤرخة في السابع عشر من تشرين الثاني من العام 1977 فيقول في مطلعها : صعدت الأنفاس إلى بارئها، وذهب اللون الذي يوشح المحيا، تراخت الأعضاء واختل ميزانها، وغابت الحياة منها، فحلّ التصلب بدل الليونة والنضارة، وانتقل الإنسان من كل شيء إلى لا شيء...
    أما القصيدة فقد نظمها نذير يوسف بتاريخ 14-7-2001 وأهداها لـ (فقيد) العلم والأدب، المربي الكبير حسان بدر الدين الكاتب، صاحب أول موسوعة عربية سورية اسمها (الموسوعة الموجزة) وهي موسوعة في المعارف الإنسانية مبوبة بحسب الحروف الهجائية، وتقع في ثمانية وعشرين جزءاً، صدر الجزء الأول منها في 11-3-1971، وهو عضو في اتحاد الكتّاب العرب، له أكثر من مئة كتاب مودعة في مكتبة الأسد ومركز الوثائق التاريخية...
    ويضيف الشاعر، في تقديمه للقصيدة: وقد شاءت الأقدار أن تنظم هذه القصيدة في حياة الأستاذ حسان الكاتب، وذلك أن الشاعر أحب أن يمدح الكاتب، فقال له: قد أصبحت أقرب إلى الرثاء وانا في السادسة والستين من أن تمدحني... فكانت القصيدة، ومنها:


    النفس ثكلى ودمع العين هتّان
    مذ أن توارى رفيق الدرب حسان
    حسان كان أبيّ النفس ذا شمم
    بالعلم والنبل والأخـــــلاق يــزدان
    هو الأديب الذي تروى مآثره
    جيلاً فجيلاً فلا تطويه أزمــــــــان
    هو المؤرخ والبحّاثة الفطـــن
    والفيلسوف الذي زكّــــــاه منّـــان
    من بعض آثاره موسوعة لمشا
    هير الورى كلها ذوق واتقـــــــان
    ناهيك عن عدد جم من الكتب
    التي بها مكتبات الشــــام تـــزدان

    لقد كان لإصدارات الكاتب، وما يودعه في المكتبات من مخطوطات، صدى طيباً ولافتاً ليس في الصحافة العربية فحسب، بل والأجنبية أيضاً، فقد عكفت كثرة من الأقلام على التعريف بإبداعاته ونتاجاته، وأدرجت نبذاً عن حياته ومسيرته وتآليفه في الكثير من المعاجم والموسوعات...
    والكاتب، إلى ذلك، كان حاضراً ومحاضراً في ملتقيات الثقافة والفكر وندواتها ومهرجاناتها ومؤتمراتها يغنيها بآرائه ومداخلاته وأفكاره... وفي الوقت عينه كان مشجعاً وداعماً للأقلام الفتية والشابة يوجهها ويرشدها إلى أدوات البحث والإبداع...
    وتأسيساً لموسوعيته ومعارفه الغزيرة فقد كانت المؤسسات والمحافل الثقافية تستقطبه ليرفد إصدارتها، فقد أسهم في الموسوعة العربية، وفي معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين... كما زين بمقدماته الكثير من المؤلفات لغيره من الكتّاب والباحثين...
    ولد حسان الكاتب في مدينة دمشق في التاسع والعشرين من نيسان من العام 1935، وكان والده قاضياً فتنقل معه في المحافظات السورية إلى أن عادت الأسرة من جديد إلى دمشق حيث تابع مراحل دراسته الإعدادية، ودار المعلمين، وكلية التربية في جامعة دمشق. عمل في حقل التربية في سورية والسعودية، حاز شهادة الماجستير في العام 1993.
    تبوأ منصب نائب رئيس المجمع العلمي العالي، فوكيلاً لكلية العلوم الإسلامية والعربية، فمعاوناً لرئيس جامعة العلوم الإسلامية والعربية، التي أسهم في تأسيسها جميعاً...
    وكان، أمد الله في عمره، قد تزوج في العام 1961 فأنعم الله عليهما بذكرين وأنثيين، وكان لأسرته أكبر الأثر في تشجيعه على المضي في الكتابة والتأليف...
    وتقديراً لعطاءاته الثرة والهامة فقد كرّمته وزارة الثقافة، اتحاد الكتّاب العرب، في ذكرى تأسيسه، ونقابة الفنانين، ومحافظة دمشق في مهرجانها الرابع للثقافة والتراث...
    نضرع إلى الله عز وجل أن يتعافي أستاذنا الكبير من المرض الذي ألم به، وأن يعود – كما عهدناه – شامخاً قوياً لقرائه ومحبيه...
يعمل...
X