Announcement

Collapse
No announcement yet.

فلسطين وحلب - صوت الشعب من دمشق - ناصر قنديل -Zaleen Zade

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • فلسطين وحلب - صوت الشعب من دمشق - ناصر قنديل -Zaleen Zade

    Zaleen Zade


    صوت الشعب من دمشق
    ناصر قنديل
    فلسطين وحلب
    - الأيام الخمسة التي أمضاها جماعات الإئتلاف المعارض في ترتيب بيتهم الداخلي في اسطمبول ، في زمن الضبابية في مستقبلهم كله وتهاوي الكثير من مواقعهم ومعها مواقع حلفاء كبار لهم من قطر إلى القاهرة ، تبدو كسياحة سياسية ، كالأيام الخمسة التي أمضاها جون كيري متنقلا بين عمان وتل أبيب ، لإدارة تفاوض غير مباشر بين محمود عباس وبنيامين نتنياهو ، في زمن ضبابية مستقبل المنطقة واحداثها الكبار ، وهو يعطي الأولوية لما يبدو أنه ترف سياسي بينما المتغيرات الكبرى تتسارع من حوله
    - الواضح ان حجم الجهود المبذولة على الجبهتين لم يصل إلى نتائج مباشرة كما انه متواصل ويستهلك إهتماما لا يتناسب مع ما يفترض أنه أشياء أشد أهمية
    - هل من رابط بين هذه الجهود وما يجري خلف الكواليس من سيناريوهات تتصل بالملفات الكبرى في المنطقة ؟
    - نبدأ من حال الرؤيا الأميركية لمثلث قوة تستند إليه خرائط التسويات والمواجهات التي تشكل محور إهتمام واشنطن وهو مثلث تركيا والسعودية وإسرائيل
    - نبدأ من السؤال كيف تتصور واشنطن مرحلة ما بعد التسويات الكبرى في المنطقة بعد التسليم بلا واقعية إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ، ولا جدوى الرهان على تسوية من دونه، وما هي بوليصة التأمين التي يفترض أن تعدها لمثلثها المعرض للإهتزاز على ضوء هذه النتيجة التي باتت حتمية ، بعد فشل مشروع الفتنة بنسخته الأخيرة المهزلة والمأساة بوقت واحد ، مع تفجير أحمد الأسير لملف الأمن في صيدا ؟
    - الأكيد أن إسرائيل التي تحتل مقدمة الإهتمام الأميركي قد حظيت بالنصيب الأكبر من الجهد الأميركي في كل ما دار في كواليس التفاوض مع روسيا ، ومستقبل التوازنات العسكرية في الشرق الأوسط وشروطها ، والتي كما يبدو تضمنت إصرار روسيا على منح سوريا اسلحة حديثة مثلت أبرزها صواريخ اس اس 300 ، وتعهدا روسيا بعدم قيام حرب إيرانية سورية بالشراكة مع حزب الله على إسرائيل بعد الإنسحاب الأميركي من افغانستان
    - لكن الأكيد أن التنبه الإستراتيجي للرئيس بشار الأسد بالإعلان عن فتح جبهة الجولان قد عطل فرص الأمان الإستراتيجي لإسرائيل ما لم تنشب عليها حرب ، فما هو السيناريو الميركي البديل ؟
    - بالمقابل كيف تتصور واشنطن المضمون العملاني لبديل تفجير الفتنة المذهبية وفقا لخطة بندر وسعود بعد فشلها المريع في لبنان ، وكيف إذن سينعقد جنيف ويرصد حسابات الأطراف فيما المعارضة تخسر تباعا مواقعها في حمص وريف دمشق ؟ وهل من دور يتلاقي عليه الأميركي الباحث عن تعديل الموازين والتركي الباحث عن بوليصة تامين ؟
    - على جبهة السعودية كيف سيتعزز الرصيد السعودي بأوراق بديلة عن خسارة فرص الفوز في سوريا أمام مواجهات باردة وساحنة قادمة على المستويين العربي والخليجي تكون سوريا وإيران على الصفة المقابلة معززتان بمصادر قوتهما ؟ وما صلة الوراثة السعودية للخروج القطري من المشهد وخصوصا ما رافق التغيير في مصر ؟
    - نبدأ من تحديد الفشل القطري الأخواني المشترك الذي أربك الحسابات الأميركية لملاقاة زمن التسويات ، والذي يتعدى الفشل في سوريا و هو فشل مشترك لكل حلف الحرب بما فيه واشنطن ، و خطة السعودية لتعويض الفشل لم تلقى مصيرا أفضل من خطة قطر ، ولا كانت الخطة التركية بأفضل من الأخريين
    - كانت إسرائيل ولا تزال الهم الرئيسي في ملفات المنطقة الذي يقلق واشنطن بخروج سوريا معافاة و تكاملها مع أطراف حلف المقاومة من إيران إلى لبنان وفلسطين ،ولذلك كان الدور القطري هو ترتيبات مدروسة ومبرمجة للوصول إلى بناء شبكة امان كاملة لأمن إسرائيل إستنادا إلى حراك قطري على جبهتي إحتواء حركة حماس وتعديل المبادرة العربية للسلام لإنجاز صلح إسرائيلي فلسطيني يعزل سوريا وإيران عن فلسطين و مستقبلها
    - سار القطريون بالمهمة بدقة وعدلوا المبادرة العربية للسلام بما يلبي الشروط الإسرائيلية ونقلت حماس من خيار المقاومة إلى خيار الإعتدال الأخواني من قطر لتركيا لمصر ، وبقي ترتيب شراكة حماس بفهوم التسوية بالشروط الإسرائيلية فوقع الإستعصاء ، وتمردت القسام على مكتبها السياسي الذي توحد على العداء لسوريا والتخندق مع تنظيمه الأخواني في مصر لكنه إنقسم على لمبادرة القطرية للسلام
    - حماس التي أدت دورها في تسعير الفتنة المذهبية بإعلانها عمليا أن الإصطفاف في المنطقة لا يتم على بوصلة فلسطين ومن مع المقاومة ومن ضدها ، بل على اساس المذاهب ، هي ذات حماس التي ادت دورها بإلحاق أبشع إساءة لشعب فلسطين وقضيته بنقل شرائح واسعة من الشعبين والجيشين السوري والمصري إلى خانة التساؤل عن عبثية الإلتزام بالقضية التي شكلت مصر وسوريا خزانها المستديم بين العرب والمسلمين ، فيما قادة هذه القضية كلما أستبشرنا بأحدهم خيرا ترحمنا على الذي سبقه ، فتورط حماس في النزاع الداخلي في البلدين من موقع أولوية الإنتماء للأخوان على الإنتماء لفلسطين شكل الهدية الذهبية للمشروع الأميركي الإسرائيلي ، وكان يكفي أن تعجز حماس و يعجز المحور الأخواني المصري القطري عن ضمان تأقلمها السريع مع مقتضيات الأمن الإسرائيلي حتى رميت بعدما تم عصرها
    - البديل الوحيد الذي يحضر على جدول اعمال واشنطن في لحظة التغيير المصري ورغم مساعي الحفاظ على درجة من الحضور الرمزي للأخوان لضرورات المعنويات والمشهد التفاوضي ، كان التسريع بروزنامة التفاهم بين نتنياهو ومحمود عباس على أرضية التعديل الجديد للمبادرة العربية بتوقيع حمد بن جاسم ، والسعي لنقل المرجعية لكل من مصر وفلسطين إلى الحضن السعودي لإحتواء المشهدين ، تحت شعار مصر أولا ومالنا ومال فلسطين والفلسطينين ، خصوصا أن أغلب المناخ الشعبي بوجه الأخوان إرتبط برفض مشروعهم الإقليمي من باب ان لدى مصر ما هو اهم في الداخل من أوهام الدور الخارجي ، وفلسطينيا تتجه السعودية نحو تشجيع عباس على قطف ثمار شطب حماس بعد هزيمة الأخوان في مصر وتسريع التسوية مع الإسرائيليين بما تيسر
    - الخطة الأميركية هنا تقوم على تسريع روزنامة التسوية الفلطسينية الإسرائيلية لملاقاة أي تسوية مع سوريا بمعادلة قوامها ، لقد قال الفلسطينيون كلمتهم ولو فتحتم جبهة الجولان فسيكون قرار الإنسحاب من طرف واحد على طريقة جنوب لبنان وغزة دون تفاوض ويبقى السلام الشامل معلقا لكن الخطر الأمني يكون معلقا معه
    - الهجوم السعودي الإستباقي نحو مصر سابق لسقوط الأخوان ، و الفريق المرشح لحكم مصر لن يكون مصدر إهتمام بفلسطين إلا إذا إشتعل الشارع بهذا الإتجاه ، والرهان أن ما قامت به حماس من تورط ضد الجيش والشعب في مصر سيتكفل بتعقيم الشارع المصري بوجه هذه الفرضية
    - هنا تكسب السعودية بديلا يعوض خسارتها في سوريا وتمسك بقوة محورا عربيا جديدا تقع مصر في قلبه والمعادلة الفلسطينية الجديدة ، التي ستحتاج وقتا طويلا بعد الإنهاك لتقوم فيها قائمة لمن يتصالح وفق نهج المقاومة مع عمق عربي إسلامي ، بعد التجربة المنفرة لقيادة حركة حماس ولن يكون سهلا أن نشهد من يستطيع أن يملك مصادر القوة التي تسمح له بضرب اليد على الطاولة لمنع تسوية التصفية التي يجري إعداداها
    - السعودية وإسرائيل تحضران معا وفي الوسط صورة محمود عباس في المشروع الأميركي و كبش الفداء حماس وقطر والأخوان ، وهذا هو ما كان منكبا على هندسته جون كيري لولا خطا التقدير لكمية القدرة على ضبط الحراك المصري في الشارع والجيش ، وفقا للروزنامة الأميركية ، بحفظ دور رمزي للأخوان في المشهد حتى نهاية زمن التفاوض
    - على الجبهة السورية مع سقوط مشروع الفتنة بالنسخة الأسيرية ومعه الفشل السعودي بإعادة التوازن يبدو الطريق سالكا أمام واشنطن لإستثمار المأزق التركي لمنح أردوغان وحزبه حظا إضافيا في الشوط الأخير ، حيث التصعيد على جبهة حلب بقوة الإنخراط التركي مباشرة في الحرب ، و السعي لتعويض حسم الجيش السوري في الوسط والساحل بمحاولة إنشاء حزام الشمال وفي قلبه حلب ، لضمان المقعد التركي في المعادلة المقبلة في جنيف وتجنب خسارة اردوغان في الشارع أمام الشعب والجيش على لطريقة المصرية
    - لذلك يقوم حزب اردوغان بالتنسيق مع السعودية لوراثة الدور القطري في قيادة المعارضة السورية السياسية والعسكرية وهذا معنى الإجتماعات المكثفة على خلفية هذه الحسابات لتوسيع وترتيب وضع الإئتلاف وتدور المنافسات على الرئاسة والسعي مجددا لحكومة تتسلم الشمال لتفاوض وبيدها الجغرافيا
    - لم يكن يتسلى كيري في خمسة أيام ولا إجتماعات اسطمبول للمعارضة ترف ايضا
    - خطة كيري واضحة لكن مقابلها تنبه ويقظة على مستوى ما يدرسه الجيش السوري للإسراع بحسم الوسط وريف دمشق لتعزيز جبهة حلب ومنع اي إختراق فيها يسمح بتعديل المشهد من جهة ، ومن جهة مقابلة يستعد مقاومو فلطسين من القسام لحركة تصحح مسار حماس وتقصي مكتبها السياسي وتعتذر من الشعبين السوري والمصري عن ما اساء به قادتها ، وتسترد التعاطف مع الحركة و مع قضيتها اصلا ، بما يعطيها مع سائر فصائل المقاومة من كتائب الاقصى والجهاد الاسلامي فرص منع اي تنازلات جدية عن الحقوق الفلسطينية في مشاريع التسوية ، ومن جهة ثالثة مهما فعلت السعودية لا تستطيع بنظام ينتمي لما قبل الف عام بمعايير الديمقراطية ان تقود بلدا بحجم مصر وعنفوان شبابها وثقافتهم الديمقراطية و موروثهم عن الدور السعودي منذ التآمر على جمال عبد الناصر ، فما صنعه التاريخ وأكدته الجغرافيا ان الود السعودي المصري مفقود
    - سباق تموز و آب سيقرر مستقبل السعودية وتركيا عبر بوابتي فلسطين وسوريا وعبرهما ستيقرر مستقبل إسرائيل وتوازنات أمنها
    - إيران ليست نائمة تذكروا
    - مشروع كيري ذكي نعترف لكم بذكائكم في الإنتباه للدقائق لكننا نعترف لكم بغبائكم في نسيان الكثير من الحقائق
    ناصر قنديل
    6/7/2013



Working...
X