إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أيام بلقيس الوطنية الأولى للإبداع ...كلمة حولها - بقلم : آسيا رحاحليه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيام بلقيس الوطنية الأولى للإبداع ...كلمة حولها - بقلم : آسيا رحاحليه

    كلمة حول أيام بلقيس الوطنية الأولى للإبداع ... بقلم : آسيا رحاحليه


    ما همّنا من يَكتب أمام قيمة و جودة ما يُكتب ؟
    كنت في طريق العودة من مدينة عين التوتة المضيافة بولاية باتنة الأبيةّ ، مبهورة بعظمة و جمال " شرفات غوفـــــــي " الساحرة ، مأخوذة بكرم أهل المنطقة ، مسرورة بلقاء مبدعات جزائريات جئن من مختلف ربوع الوطن ليتبادلن الآراء و يتشاركن الهمّ الجميل ، و قلق الكتابة اللذيذ ، و كان يدور برأسي تساؤل وحيد : هل يستوي الذين يبادرون و الذين لا يبادرون ..؟
    كان الصوت بداخلي يجيب : لا يستوون ، و ربي لا يستوون ..
    المبادرة جاءت من طرف الجمعية الثقافية – بلقيس - بعين التوتة ولاية باتنة ، تحت شعار " الإبداع النسوي... الراهن و الأفاق " .. مبادرة أكثر من رائعة سمحت لمبدعات جزائريات باللقاء و الصدح بالجميل من الشعر الفصيح و الملحون ، و من السرد الماتع و النثر الشجيّ ..ليس بلغة الضاد فقط بل أيضا بلغة موليير ..
    كان اللقاء محترما ، حميما ، ممتعا ، صادقا ، شاركت فيه ثلّة من الأسماء البارزة في عالم الحرف من ولايات مختلفة ، لقاءٌ تمازجت فيه الأقلام و تلاقحت الأفكار و كان التحاور حول مصطلح الأدب النسوي راقيا لم يسمح بالوقوع في فخ الجدل العقيم أو التطرّف الذميم أو النظرة السطحية الساذجة ..
    إبداع نسوي ؟ أدب نسوي ؟ كتابة نسوية ؟ كلها في اعتقادي مجرّد مصطلحات أفرزتها تاء التأنيث و نون النسوة ، هو مصطلح لا يلغي و لا يضيف ، ربما يحدد الاختلاف و المغايرة من منظور الذكورة و الأنوثة فقط و الاختلاف لا يعني بالضرورة التناقض و لا يعني أبدا المفاضلة ، المصطلح يصنّف فقط ، لكن ما قيمة التصنيف أو التجنيس ، و ما جدوى الخوض في تحليل المصطلح و محاولة إعطائه أكثر مما يحتمل من بُعد ...
    ما همّنا من يَكتب أمام قيمة و جودة ما يُكتب ؟
    أدب نسوي .. نعم ، ليكن و ماذا في ذلك ؟ كل من يرى في المصطلح و لو ذرّة من النقص أو الدونية هو بالتأكيد شخص ضحل التفكير ، محدود الرؤيا ، قاصر الفهم ، شخص قد يكون ما يزال يدور في ذهنه السؤال البدائي .. هل المرأة إنسان أم شيطان ؟
    بالتأكيد أنّ إشعال شمعة خير من لعن الظلام ، لذلك أنا واثقة بأنّ الأيام الأدبية التي اختتمت فعاليتها يوم أمس مساءً ، على قِصَر مدّتها قد أشعلت في كل " بلقيس " كان لها شرف المشاركة في الملتقى ، فتيل الكتابة و أمدّتها بشحنة إبداعية عالية و زوّدتها بطاقة إيجابية ضرورية من أجل الاستمرارية ، من أجل إعلاء صوت الأنثى المبدعة ، هذا الصوت الذي عانى كثيرا من قيد التصنيف غير المنصف ، وظل طويلا حبيس نظرة سلطوية ذكورية غير شرعية و غير عادلة .
    أخيرا ، أتقدّم باسم وفد كتّاب اتحاد الكتّاب الجزائريين لولاية سوق أهراس بآي الشكر و الامتنان لكل الذين سهروا على ظهور الملتقى وإنجاحه و لكل المشاركين و المشاركات و المصورين و التقنيين و كل من ساهم من بعيد أو قريب في انجاز و إنجاح الأيام الأدبية .
    يحدوني يقين بأنّ الطبعة القادمة سوف تكون أقوى مشاركةً و أعمق و أكثر ثراءً .
    لكم الشكر الجزيل .


    آسيا رحاحليه
    لن اقول كل ما افكر به00 لكنني حتما سافكر في كل ما ساقوله
يعمل...
X