إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لمواساة الأصدقاء الحزانى ( الصمت ) أفضل وسيلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لمواساة الأصدقاء الحزانى ( الصمت ) أفضل وسيلة

    «الصمت» أفضل وسيلة لمواساة الأصدقاء الحزانى





    فهم طريقة تعبير الصديق عن حزنه يساعدنا في تقديم الدعم له
    نهى الصراف
    علماء النفس يؤكدون أن صدمة فقدان المقربين هي من أصعب المراحل التي قد يواجهها الفرد في محنته ويحتاج فيها إلى تواجد الأصدقاء إلى جانبه، وهذا كاف لدعمه معنوياً.
    من أصعب الأمور على النفس هو مواساة صديق أو قريب تعرض لتجربة محزنة بفقدانه أحد أحبائه، فمحاولات البعض الجاهدة لمواساته والتخفيف عنه قد تأتي بنتائج عكسية، الأمر الذي يضاعف أحزانه ويصعب الأمور عليه أكثر. ولعل الأمر يتعلق تحديداً بما الذي ينبغي أن نقوله أو نفعله لدعم هذا الصديق في محنته -وبالتأكيد- ما الذي يجب أن نتجنبه قولاً وفعلاً، وهذا يبدو للوهلة الأولى أمراً محيراً.
    ويؤكد علماء النفس أن تجربة موت الأحباء وأقرباء الدرجة الأولى من أصعب التجارب التي يمكن أن يواجهها الفرد في حياته مع ما تحمله من انفعالات نفسية متضاربة ومتشابكة، لذلك تشكل مثل هذه التجربة نقطة تحول مهمة في حياة الفرد قد تغير مسار حياته في اتجاه مختلف تماما، فهو يعيش هذه التجربة بكل تعقيداتها الانفعالية من حزن وخوف وغضب وعدم تصديق لما حدث، وربما الشعور بالذنب تجاه شخص عزيز فقده والإحساس بالعجز بسبب الفشل في منع حدوث هذه الخسارة.
    ومن دون شك، في ظل مشاعر الوحدة والعزلة التي ستهاجمه دون رحمة سيكون بحاجة إلى صديق مثالي يمكنه أن يسمع الشكوى ويمسح الدموع ويمتص ثورات الحزن والغضب التي بداخله. .
    في مجلة علم النفس اليوم، تطرح باميلا سايترنباوم -صحفية وكاتبة أميركية وأستاذة في جامعة نورث ويسترن ميديل للصحافة- مجموعة من الأفكار التي تجعل من تجربة مواساة الصديق محاولة سيكتب لها النجاح في دعم هذا الصديق والتخفيف من معاناته إذا كانت ضمن حدود معينة تبتعد عن المبالغة في القول والفعل.
    وتشير إلى أن الهروب من المواجهة لن يكون خياراً جيداً في مثل هذه المناسبات، حيث يتهرب بعض الأشخاص من تقديم واجب العزاء مخافة الوقوع في خطأ غير مقصود أو التصرف بطريقة قد لا تكون مناسبة، وفي هذه الحالة فإن الصمت قد يكون خياراً مناسباً.
    وتقول سايترنباوم “ليس المطلوب في مثل هذه المناسبات أن تقدم الأجوبة عن الأسئلة الصعبة إذ أن وجودك بحد ذاته مهم في مواساتهم ودعمهم معنوياً وهذا يعني أنك بجانبهم تهتم لأمرهم”.
    وإذا علمنا بأن الناس يعبرون عن حزنهم بطريقة مختلفة، فهذا يدعونا إلى أن نراعي هذه الحقيقة في طريقة مواساتنا لأصدقائنا، فالبعض يتجنبون الحديث عن الفقيد وكل ما يتعلق به، كما يتخوفون من مجرد فكرة طرح اسمه وهذا أمر شائع، إلا أن البعض يتصرفون عكس ذلك ويكثرون الحديث عن عزيزهم الذي فقدوه… الأشياء التي يحبها وجميع الذكريات.
    وهذه الطريقة قد تفيدهم لأنها تمثل متنفساً للتعبير عن الحزن بطريقة انفعالية سوية، إذ أن التظاهر بعدم الاكتراث أو كبت الحزن والغضب قد ينجر عنه نتائج سلبية، في حين أن تبسيط الأمور في هذه الحالة والتطرق إلى الوقائع بصورة تدريجية والاستعانة ببعض الرموز والإشارات التي تدل على أن الحديث سيكون مدخلا للتعبير عن المشاعر الحقيقية سيكون لها مفعول مخفف للحزن.
    وتشير سايترنباوم إلى أن الدور الحقيقي للصديق يبرز بشكل واضح في هذه المرحلة، فهو يكون بمثابة الحضن الدافئ الذي يمتص ثورات الحزن والغضب، كما يمكن أن يعزز دوره هذا بمحاولة استدعاء هذه المشاعر بطريقة مباشرة عن طريق طرح أسئلة قد تساعده في البدء بإدارة دفة الحديث مثل “هل تشعر بأنك تود الحديث عن الأمر؟” أو “أنا موجود هنا لأسمعك… أنا بجانبك إذا شعرت بحاجة إلى الحديث” الخ… وتؤكد باميلا أن فهم الطريقة التي يعبر بها أصدقاؤنا عن حزنهم قد يساعدنا في تقديم الدعم الملائم لهم.
    ومن ناحية أخرى، فإن محاولة تغيير دفة الحديث إلى مواضيع أخرى كأخبار الطقس والرياضة قد يوحي لأهل الفقيد بأن المتوفى لا قيمة له وبأن الناس ما زالوا يواصلون حياتهم الطبيعية واهتماماتهم بصرف النظر عما حدث، وفي سلوك التجاهل هذا ما قد يسبب ألماً نفسياً مضاعفاً، ومرة أخرى فإن الصمت في هذه الحالة أفضل.
    ويؤكد علماء النفس أن الفترة الزمنية التي تأتي بعد مرحلة الصدمة الأولى في حالة فقدان المقربين هي من أصعب المراحل التي قد يواجهها الفرد في محنته، فالصورة تتوضح أكثر خاصة مع ابتعاد الناس بصفة تدريجية بعد انقضاء فترة العزاء، وبذلك يواجه الفرد محنة جديدة تتمثل في شعور مضاعف بالوحدة والعزلة عن العالم الخارجي وهنا يصبح دور الصديق في حياة الفرد الحزين محوريا.
    وترى سايترنباوم أن تكرار الزيارات في هذه المرحلة مهم جداً، فالشخص الذي يعاني من فقدان يجد العزاء في حضور أصدقائه حوله ومشاركتهم له في أفراحه وأطراحه ورفع معنوياته… نزهة أو وجبة طعام أو حتى الجلوس بصمت والاستعداد لسماعه، كل هذا ربما يساعده في تخطي محنته في وقت أسرع مما قد يتصوره هو نفسه.
يعمل...
X