إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقاربة تساؤلية ..تأسيس أم مغامرة؟ - بقلم الدكتورة : مختارية الوليد علي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقاربة تساؤلية ..تأسيس أم مغامرة؟ - بقلم الدكتورة : مختارية الوليد علي

    تأسيس أم مغامرة؟
    مقاربة تساؤلية

    بقلم الدكتورة : مختارية الوليد علي



    ينتبه بسرعة من يتابع المشهد العام إلى إسم محمد بغداد، الذي يجلب اليه القارئ، من خلال مقالاته وكتبه التي يلمع بريق عناوينها، وتثير الفضول اليها عبر الاشكاليات التي تطرحها، لكن بغداد من الاسماء التي تتسارع خطوات حضورها القادم في المشهد، باعتباره احد الوافدين على الساحة من الجيل الجديد، إلا أن نصوصه، بقدر ما تلفت الانتباه وتغري ببريق عناوينها، تثير أيضا الكثير من الاسئلة العميقة والمحرجة للكاتب نفسه، ولجيله بصفة عامةـ وبالذات من جانبين اساسيين هما
    الاسلوب الإعلامي في هذه النصوص، والمضمون الفكري لها، فهل هذه النصوص مجرد مقالات اعلامية عابرة، ذات سياق حيني؟ أم أنها ميلاد مشروع فكري لهذا الجيل، يساهم في شق منعرج جديد في الساحة الثقافية؟ ومن هنا يكون مبرر هذه المقاربة، التي تستند على المساءلة النقدية لها.
    ففي كتاب انتاج النخب الدينية نجد قراءة تحليلية للنخب الدينية، متتبعا لمعالم نشوئها، متعرضا في الكثير من المحطات إلى النواحي الاجتماعية، والمعرفية في ظهور النخب الجزائرية الجديدة إلى تواجه تحديات غير تلك المتوارثة من الأزمنة الماضية.
    وبين الكاتب ان النخب الجزائرية لم تتخلص من رواسب الماضي، إلا أن النخب الجديدة، وإن لم تتبلور ملامحها بعد بصفة نهائية، إلا أنها تمارس أدورا تاريخية بعيدة عن تتبع المهتمين.الكتاب تتبع زمني للفئات الاجتماعية تأتي منها هذه الاطارات التي تنتسب الى المعاهد الدينية، وهي التي ترغب في التحول الى قيادات ميدانية تتحكم في مسار الخطاب الديني والهيمنة على مسلكية المجتمع متوقفا عند طبيعة هذه الفئات الاجتماعية ثقافيا واقتصاديا.وقد تناول المؤلف الإشكالية انطلاقا من التحديات الميدانية إلى تواجه النخب الجزائرية في مختلف مستوياتها، بداية من التحديات السياسية إلى الثقافية والاقتصادية.
    اما كتاب التركة المسمومة فتناول فيه بالدراسة والتتبع تطورات أزمة حزب حركة مجتمع السلم ذو ا وقال الباحث والإعلامي الجزائري محمد بغداد ان ما تتعرض له حركة مجتمع السلم، اكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، من انقسامات في الآونة الأخيرة يعد "لعنة قديمة" تعود جذورها إلى سنوات التأسيس. الكتاب يعد أول دراسة منشورة وموثقة حول هذه الأزمة والتي أخذت أبعاد خطيرة وصلت إلى حد الانقسام والتهديد بالمواجهة بين الإخوة الأعداء، وقد سلك الباحث في كتابه مسلكين.
    الأول تميز برصد الأسباب الحقيقية والداخلية للصراع بعيدا عن تلك الأسباب المتداولة في الواجهة الإعلامية، منطلقا من الوثائق الداخلية للحركة.
    وكتاب الاعلام الديني فهو تتبع الكاتب مختلف المفاهيم التي يمنحها المفكرون والمنظرون الإسلاميون لهذا المفهوم، إضافة إلى الصيغ التي يضعون فيها تلك المفاهيم، متوقفا عند الرهانات التي يراهن عليه هؤلاء المنظرون. كتاب الإعلام الديني، عاد إلى تاريخ الظاهرة الإعلامية الدينية من خلال استعراض المراحل التي مره بها، والإنجازات التي حققتها هذه التجربة، معتبرا أن المرحل الأولى لبناء هذه التجربة كانت أكثر عقلانية من حيث المضمون وأكثر جدية من جهة الاشتغال، مستنتجا بأن هذه التجربة رغم غناها وتنوعها تجاهلتها الجامعة الجزائرية والتيارات الإسلامية وحتى المؤسسات الإعلامية الجزائرية الحديثة. وخصص الكاتب حيزا كبيرا من الكتاب إلى تحليل علمي لخطاب الإعلام الديني في الجزائر، من خلال التوقف عند الرهانات الاستراتيجية التي يتبناها في مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية والبصرية والإلكترونية.
    وفي حركة الاعلام الثقافي نقف عند الكتاب الذي يدعو الى ضرورة فتح نقاش جاد و حقيقي يتصف بالحرية و الموضوعية وتحمل المسؤولية، وذلك لبناء منظومة إعلامية ثقافية تتناسب والوضع السياسي والاقتصادي التي تعرفه الجزائر في الفترة الأخيرة، وتتماشى مع الأوضاع والتغيرات التي يشهدها العالم لاسيما العالم العربي. وقد اتجه الكتاب الى دعوة الإعلاميين للارتقاء بممارستهم الإعلامية إلى مستوى الاحترافية، ودعوتهم إلى تأسيس فضاءات وتقاليد جديدة للنقاش والحوار، من اجل تجاوز العثرات السابقة وتحقيق الأهداف المرجوة وذلك من الابتعاد على المزاجية ، وقد جاء الكتاب كوجهة نظر تراكمت مع ممارسته الإعلامية التي يعتبرها تجربة بسيطة مقارنة بالأسماء الإعلامية الأخرى المعروفة في الساحة الإعلامية.
    وفي الفتوى الفقهية في زمن الثورات العربية نحصل على تتبع واحصاء لأغلب الفتوى التي انخرطت في غمار الثورات العربية، ووقف عند أهم الشيوخ الذين أصدروا هذه الفتاوى، التي صنفها الكاتب إلى نوعين، الأولى ما ذهب إلى الوقوف موقف المساند والمدعم والمحرض على الانخراط في الثورات، معتبرة إياها بالواجب الديني الذي يجب أن يقوم به المسلم، وسيؤجر عليه في الدنيا، وينال ثوابه من الله في الآخرة، وحكمة على الأنظمة السياسية بالخروج عن الصواب والحق، والنوع الثاني. تلك الفتاوى التي جزمت بحرمة مجرد الاعتصام والتظاهر، وأقسمت بأن الإسلام يحرم كل ذلك ويمنع الثورات ضد الأنظمة السياسية القائمة، مهما كانت جائرة وظالمة، وأكدت هذه الفتاوى أن من يشارك في الثورات، سيعاقبه الله تعالي في الدنيا ويلحقه العذاب الأليم في الآخرة.
    وفي كتاب دماء الصحراء. حروب القاعدة في الساحل الإفريقي تحضر أزمة منطقة الساحل الإفريقي التي تتعاظم يوميا ويتوسع الجدل السياسي والإعلامي بشأنها، مما جعلها القضية الأولى والأزمة الكبرى في الشمال الإفريقي، وهى الأزمة التي تكاد تعصف بعدد من دول المنطقة، كانت في مقدمتها مالى. وانهيار هذه الدولة بسبب عدة عوامل منها فعل الجماعات المسلحة في منطقة الشمال، ويعد الكتاب مقاربة منهجية، تحاول الاقتراب من ميدان المعارك، ولكن ليس من الزاوية العسكرية والأمنية، ليذهب الكاتب إلى دراسة السلوك السياسي لأطراف الأزمة المؤثرة، في تداعياتها وهو السلوك الذى يتم تناوله في هذه الدراسة، قائم على خلفيات هذه السلوكيات والمرجعيات التي يقوم عليها وتفرزها مفاهيمه المؤسسة، سواء تلك المنتمية إلى الثقافة الإسلامية أو الثقافة الغربية، ويتم ذلك على أسس منهجية علمية حديثة.
    وعبر كتاب ازمة المؤسسة الفقهية في الجزائر مناقشة عميقة لأزمة المؤسسة الفقهية، على أساس أنها المؤسسة التي بقية في إطار النسيان أو التجاهل، عبر ما تحتمي به من التعالي والغموض، وقد اعتبر محمد بغداد، أن كتابه الجديد يختلف عما أصدره من قبل، على اعتبار انه ثمرة دراسة أكاديمية وجهد بحثي متخصص، دام لأكثر من عشر سنوات، تتبع فيها تفاصيل الحركة الفقهية الجزائرية، وتجلياتها في مختلف المجالات، ونقب على ملفاتها، ليكون الكتاب دراسة مسحية لأهم المراحل والمحطات المكونة للبناء الهيكلي لهذه المؤسسة.وعن تبريره لإطلاق مصطلح الأزمة، يذهب بغداد إلى أن التحديات التي فشل فيها الخطاب الفقهي الجزائري، والانزواء الذي انسحب إليه، والتخلي الواضح الذي يتوارى فيه، وابتعاده السلبي عن مواجهة الأسئلة الكبرى التي ينتجها المجتمع، كون ذلك يشكل المفتاح الأساسي لدراسة الظاهرة التي تفاقمت إلى مستوى الأزمة التي تعني في أبسط معانيها العجز والتواري.
    وعبر كتاب النزعة الانقلابية في الأحزاب الجزائرية تتمحور الإشكالية حول التساؤل القائم والملح، لماذا يتم التداول على السلطة في الاحزاب الجزائرية، عبر الحركات الانقلابية والسلوكات العنفية، دون أن يكون للمؤسسات والأساليب الديمقراطية، دور في تحقيق التداول السلمي، وما هي الاسباب الحقيقية التي تساهم في توسيع هذه الحركات والسلوكات الانقلابية، التي شملت كل التيارات السياسية، بدون استثناء، وهل ذلك راجع الى ظروف نفسية مرتبطة بإنسان المنطقة الجغرافية، الرافض للقيود البيروقراطية، التي يفرضها الالتزام الحزبي، أم إلى الضغوط التاريخية المتراكمة، أم إلى أسباب أخرى يبحثها الكتاب. الدراسة، تتناول بالتتبع والتحليل الاعلامي والمنهجي، بعيدا عن التسلسل التاريخي لظاهرة الانقلابات الحزبية، الاطراف الفاعلة في الحركات الانقلابية، والجهات المساهمة فيها، وبالذات الادوار التي تقوم بها، في توسيع دائرتها، وتنوع تجسيداتها الميدانية، بما في ذلك العامل الظاهر والمتجلي والعوامل المستترة.
يعمل...
X