إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حاوره : خالد بن نعجة -الشاعر بغداد السايح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حاوره : خالد بن نعجة -الشاعر بغداد السايح

    الشاعر بغداد السايح في حوار مع
    حاوره : خالد بن نعجة

    الشاعر بغداد السايح في حوار مع "اصوات الشمال"
    بالنسبة لي القصيدة هي وحي يتنزّل على أنبياء الحرف.
    الشاعر الجزائريّ يعيش في سجن كبير يحلو للسياسيين تسميته وطن.
    النقد الأدبي الجزائري حاله حال الشعر الجزائري يعاني من متطفلين. أدبنا يحتاج إلى فضاء أوسع بداية من البرامج الدراسية في الثانويات و الجامعات.

    بروح صادقة و بساطة جذابة و صمت ملفت للانتباه كهدوء يسبق عاصفة الكلام الذي يتقن فنه و بين حبه الكبير للغوص في أحاسيس متعددة من جهة ومتعة المطالعة العميقة المتواصلة التي جعلت منه مبدعا فصيح اللسان من جهة أخرى و يراوغ بلغته أفكاره ليرسم الحرف بتميز يشكل به أجمل القصائد ليحصد من خلالها مراتب مشرفة في مجال الأدب انه الشاعر المتألق بغداد سايح التقته "اصوات الشمال" و كان لنا معه هدا الحوار.


    من أين كانت بداية الرحلة مع الحرف؟
    حين نكون بصدد مغامرة الحرف و الكتابة فلا يمكن تحديد البداية على وجه الدقّة لأن الإبداع يسبق الوجود الإنساني كما أن القصائد التي يكتُبها الشاعر خرجت إلى العالم قبله بحيث تعيش القصيدة في الشفاه ابتسامات و العيون نظرات إلى أن يغريها صاحب القريحة فتنسكب في بياض أوراقه.. بداية الرحلة مع الحرف لا تكون إلا بمرور عبر أنفاق القراءة العميقة و جسور التراث و عبر دروب الألم و طرق الحكايات الوجدانية انطلاقا من بحيرة الذات المتفتحة على جميع الثقافات.
    بمن تأثرت من الشعراء و لماذا؟ رغم وجود شعراء كبار في تراثنا الشعريّ العربيّ لم أتأثّر إلا بقلّة من الشعراء نظراً لارتباطي بموقف الشاعر أكثر مقارنة بإبداعه الشعريّ لذلك أكتفي بشاعرين هما المتنبي و نزار قباني فقد صنعا مجد الشعر بمواقفهما و ليس بقصائدهما فقط.. المتنبي مثلاً كان طموحاً إلى الملك و لا أجد له عيبا حين يمدح فهو مدح ذات الشعر و أنصف القصيدة عبر ممدوحيه و أمّا نزار فقد ضحّى بمناصب سياسية كثيرة من أجل محبوبته القصيدة و استطاع أن يرسم بكلماته إبداعا يستهوي الكثيرين على اختلاف أذواقهم و أجناسهم.
    كيف تقيم الحركة الأدبية الجزائرية؟
    لا يمكن أن نقيّم شيئا غير موجود فالأدب الجزائري يفتقد الحركة و يجنح إلى الخمود.. أدبنا في الجزائر يحتاج إلى فضاء أوسع بداية من البرامج الدراسية في الثانويات و الجامعات التي لا يعرف الطالب فيها أدباً جزائرياً إلا من خلال مفدي زكريا و محمد العيد آل خليفة و غيرهم من الشعراء القدماء النظميين.. غياب الحركة الأدبية واقع يفرض نفسه ما دامت لغة هذا الأدب تُحارب عبر كل مؤسسات الدولة التي يُلاحظ من خلال تعاملاتها ازدراء كبير للغة العربية هذا إذا قِسنا ذلك مع الدستور الذي يعتبرها لغة رسمية أما الأدب الجزائري المعتمد على الأمازيغية و الفرنسية في رسالته فيجد حركته خارج الوطن اجتنابا لإشكالية الأقليات و تفاديا لعقدة المستعمر.
    ماهي الأصوات الشعرية التي تستهويك و قد يكون لها تأثير على نمط كتابات؟
    أنا لا تستهويني أصوات بعينها ما دمت أتعامل في يومياتي مع نصوص لا مع شخوص باعتبار أن الكثير من الأسماء اللامعة أدبيا تقدم أعمالا فارغة يُضخّمها الإعلام و تُعظّمها جوائز مطعون في مصداقيّتها.. في المقابل أقرأ نصوصا لأدباء مغمورين أكثر رونقاً و فنّيةً و اشتغالاً و لو كانت لا تجد طريقها إلى النشر إلا من خلال الوسائط الإلكترونية.. لكن من باب الإنصاف أقول أن الأجيال الأدبية بتنوعها و اختلافها قدّمت شعراء مبدعين تُشير إليهم قصائدهم بإعجاب الانتساب و يبقى جيلي أكثر عطاء و سخاء بأصوات شعرية مميزة.
    كيف ترى النقد الأدبي الجزائري و ما هو معيار الناقد الحقيقي في نظرك؟
    النقد الأدبي الجزائري حاله حال الشعر الجزائري يعاني من متطفلين فكما يوجد من يدّعي الشعر يوجد من يدّعي النقد.. هناك اشتغال على مستوى الأدب و نقده من طرف أكاديميين يكتبون بجديّة و إتقان إلا أنهم سرعان ما يسقطون في فخّ المجاملات من خلال تقديم الشخص على حساب النص.. أعتقد أن النقد يقف عاجزا عن مسايرة العملية الإبداعية شعرا و نثرا و شِثرا (المصطلح الأخير أطلقته على ما يسمى قصيدة النثر) و هذا العجز مردّه إلى اهتمام الباحث بنصوص غير جزائرية أغلبها مشرقيّة فالوهم السائد هو أن الأدب يتبع الجغرافيا كما أن الأدب الجزائري لا يعاني من إشكالية النشر بقدر ما يعاني من أزمة توزيع و هنا الناقد بحاجة إلى مراجع ملموسة.
    ما هو الحيز الذي يشغله الوطن في نصوصك الشعرية و لماذا؟
    الوطن في النص شعريّ هذا الجامع للناس على اختلاف أنظمتهم و ألوانهم قد يكون القصيدة من خلال ملاحمه الكلمات التي يخطّها الدهر على جبين الأرض.. أو يتجلّى أمّاً باعتباره الأصل و المنطلق فشهقة الإبداع تبدأ منه لتنتهي فيه.. كما أتصوّره امرأة فهو الملهمة القادرة على العطاء العاطفيّ.. فالوطن لا يمكن أن يشغل حيزا واحدا محددا ما دام يجد عبر البوح دلالات متنوعة و مختلفة تنطلق من مفاهيم تاريخية و عقائدية و وجدانية لكن الأكيد أن حيّزه يبقى مفعما بالقيم الجمالية و الإنسانية النبيلة.

    ساهم التطور التكنولوجي من خلال توفير فضاءاته الافتراضية من تقارب الأفكار بين المبدعين و الانفتاح على الثقافات الأخرى ماذا أضاف هذا الأخير لك كشاعر؟
    الأكيد أن الشاعر الجزائريّ يعيش في سجن كبير يحلو للسياسيين تسميته وطن و يسميه الشعب على سذاجته بلادا لهذا يجد متنفّسه عبر عالم افتراضي يضمن له هامشا من السعادة المؤقتة عبر الاحتكاك بتجارب أدبية مميزة لكن بصراحة لا شيء يُعوّض الممارسة الإبداعية الواقعية فرغم بهرجة الوسائط الإلكترونية و إعطائها جانبا من الشهرة يبقى التواصل بين المبدعين عبر منابر شعرية محترمة و مقاهي أدبية أكثر أهمّية و هو ما نلمسه في المجتمعات الذواقة للفن و الأدب.
    حصلت مؤخرا على المرتبة الأولى وطنيا في مسابقة أحسن قصيدة في مدح الرسول الكريم ببسكرة هل لك أن تحدثنا عن هذا التتويج؟
    هذا التتويج يأتي بعد تتويجات كثيرة و ستأتي بعده تتويجات أكثر إن شاء الله.. طبعا خلف كل تتويج هناك اشتغال عميق على النصوص الشعرية و محاولة تجسيدها في قوالب فنية تحتفظ بالبصمة الخاصة.. يبقى لهذا التتويج مذاق مميز لارتباطه بأعظم شخصية في العالم و هو محمد خاتم الأنبياء و المرسلين عليه أفضل الصلوات و التسليم كما يتزامن و انطلاق مشروع الإلياذة المحمدية رفقة نخبة من شعراء العربية في منتديات نور الأدب.. في الأخير يبقى للتتويج دافعه المعنوي خصوصا و أنه يأتي من بسكرة المعروفة بثقافتها الشعرية.
    و ماذا عن مشاركاتك الأدبية ؟ و ماهو جديدك؟ هل هناك مشروع طبع في الأفق؟
    مشاركاتي الأدبية تقتصر على بعض الجوائز التي أنالها من حين لآخر أو بعض الملتقيات الأدبية أمام قلّة الأمسيات الشعرية و تراجعها في ظل غياب رؤية استراتيجية لتنويع النشاطات الثقافية.. ثمّ أن هذه المشاركات غالبا ما تكون على حساب الاهتمامات الشخصية و العملية بدون وجود محفّزات في مستوى أمل المبدع غير أنني أحاول تقديم صورة مشرفة عن الشعر و الشعراء في العالمين الواقعي و الافتراضي.. بالنسبة لجديدي فهو اكتمال مذكرة النورس المغناوي و هي عبارة عن يوميات شعرية تحكي هموم بغداد سايح الشاعر و الإنسان انطلاقا من رؤى مختلفة كما أن هناك إلياذة جماعية عن الجزائر شارك فيها عدة شعراء من مختلف الأقطار تسمى إلياذة النور كنت واحدا من مبدعيها و هي مقدمة للطبع على مستوى وزارتي الثقافة و المجاهدين.. أما فيما يخص مشاريع الطبع فهناك عدة مخطوطات تنتظر التنقيح إلى حين إدراجها ضمن قائمة الأعمال المنشورة و هي: زيت لوشوشة تنير، كنغمة البحر أو أعمق، صهيل الأمكنة، شاهقات الغرام، مذكرة النورس المغناوي..
    متى ينحني قلم الشاعر بغداد ليقبّل الورق؟
    إذا كان مفهوم قبلة على خدّ الورق يعني القصيدة فإني أؤمن بالقبلة التي تأتي عن حبّ عميق فلا تكون سريعة بل تستمدّ البطء من تراكم المشاعر و الأحاسيس.. إنني لا أكتب القصيدة على الورق بل أسكبها في بياضه لأنها شهد يُصنع في بساتين القلب متى نمتِ القريحة وردا يسخو برحيقه في لحظة تأمل صوفيّة
    هل أنت من الشعراء الذين يكتبون القصيدة أم ممن تكتبهم؟
    قالت خالدية جاب الله في إحدى أماسي " أمير الشعراء": لا أكتب الشعر إنّ الشعر يكتبُني.. أظنها أصابت كبد الحقيقة في قولها غير أن الشعر صناعة لا تنقاد إلا من امتلك مهارتها.. بالنسبة للقصيدة لا أظن أن الأمر يتعلّق بالكتابة بقدر ما هو وحي يتنزّل على أنبياء الحرف فالقصائد مبعثرة في السماء تنتظر من ترى فيه نور البوح لتقصده.. القصائد ملائكة الشعور تبصر قلوب الشعراء بيوتا نورانية أكثر توهّجا من النجوم و لكل قصيدة قلب تهواه.
    في الأخير هل من كلمة نختم بها اللقاء
    أفضل أن تكون كلمة شعرية و هي إحدى يوميات النورس المغناوي
    أبي
    أبي صُعودُ الإبا منْ أعيُنِ الزَّمَنِ
    و لوْ مضى نازِلاً في دافئِ الشَّجَنِ.
يعمل...
X