إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجداريات بديلا عن اللوحات بالفن التشكيلي في تونس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجداريات بديلا عن اللوحات بالفن التشكيلي في تونس

    الفن التشكيلي في تونس: الجداريات بديلا عن اللوحات





    الجدارية في تونس تعبير عن شواغل المواطن ورفض للواقع الأليم
    شادي زريبـي
    منذ اندلاع الثورة التونسية في كانون الأول 2010، والأحداث التي تلتها من تغيير على جميع المستويات، وبعد صعود الأنظمة الإسلامية إلى الحكم تحول المشهد الثقافي في تونس إلى صدام يومي مع المتشددين الرافضين لكل إبداع، بل وعاش الفنانون لحظات عصيبة أثّرت على نوعية إنتاجهم وحوّلت مسارهم إلى سياق التحدّي بجميع أشكاله، من ذلك الرسومات التي نراها اليوم على الجدران، وهي نوع من التعبير عن الرفض، وعدم الاستسلام ورسالة واضحة مفادها أن الفن لن يموت.
    وتعتبر الجداريات من أهم الفنون التي يشهدها العالم اليوم، وهي نوع من الرفض للقيود، وتطرح دائما تراث الشعوب باعتبارها حاملة لرسالة ثقافية، تمتاز بقربها للجمهور، لأنك لا تحتاج إلى قاعات عرض، بل تراها وتتأملها أثناء تنقلك في الشوارع والميادين العامة وواجهات المباني والفنادق. كما تعدّ الجداريات عملا توثيقيا يستحضر أحداثا وقعت في الماضي، ووقائع تجري في الحاضر، فهي ضاربة في الجذور منذ الحضارات الإغريقية والفرعونية والرومانية، ومرتبطة أساسا بفن العمارة.
    تعبير عن شواغل اجتماعية
    مرّ مفهوم الجدارية بالعديد من التحولات من حيث التطبيق وطرق الطرح، فهي تشكل اليوم سلاحا للفنانين للتعبير عن مواقف ضدّ القمع والاضطهاد، لهذا شكلت في تونس عنوان «ثورة 14 يناير»، وذلك عبر انتشار الرسومات على الجدران في قلب العاصمة وضواحيها، وتتمحور أغلب الصور حول ضرورة مواصلة الثورة حتى تتحقق أهدافها، من خلال الإصرار على فضح الممارسات الخفية، والتنديد بتوجه بعض الساسة الذين استغلوا مناصبهم لتحقيق غايات شخصية.
    الجداريات بديل اللوحات
    كما نرى كثير من الرسوم الكاريكاتيرية المعبّرة عن غلاء المعيشة، وارتفاع نسبة البطالة، وهي كلها شواغل اجتماعية كرست التهميش والفقر.
    في تونس برزت عديد الأسماء لفنانين تشكيليين، على رأسهم الهادي التريكي (1922)، الذي رسم أكثر من ألف لوحة، ونجا المهداوي (1937) والراحل زبير التركي (1924-2009)، دون أن ننسى الفنان الكبير علي بن سالم (1910-2001)، الذي انتهج الرمزية المجازية، حيث تبدو الأشكال محدّدة على شاكلة خطوط مقوّسة دقيقة ومرنة.
    شعارات أم شكل إبداعي جديد
    ومن الجيل الجديد برزت أسماء آمال صالح زعيم وحسين مصدّق وسندس بلح وعربية لوظيف وإبراهيم العزابي، هؤلاء التشكيليون تنوعت محاور لوحاتهم من حيث التصور والمضمون، وقد اختلفت رسوماتهم حسب التأثر وتنوع المدارس الفنية. أغلب هؤلاء انخرطوا في هذه الظاهرة، حيث نرى رسومات لآمال زعيم في شارع الحبيب بورقيبة، تعبر عن مواقف ثورية وعن بدائل ممكنة للحال الذي تعيش فيه تونس.
    ولعل هذا التوجه الجديد بدأ في الهيمنة على اللوحة التي صارت رهينة أروقة ومعارض لا يرتادها –ربما- إلا بعض المهتمين بالفن التشكيلي الذي أصبح يواجه عديد الصعوبات في تونس، حيث تقلص عدد المعارض، وهجرت الفضاءات، فكان الشارع البديل الممكن.
    الحرية للشعب التونسي من المواضيع التي ركزت عليها الرسومات
    هناك جداريات لم تتجاوز كونها نصوصا تتضمن شعارات، كـ»لا خوف بعد اليوم» و»لا السبسي ولا الجبالي، ثورتنا ثورة زوالي (فقير)» و»خبز وماء بن علي لا «وأبرزها كان «الشعب يريد اسقاط النظام»، وهي كلها كانت هتافات تحولت إلى كتابة على الجدران مع بعض الرسومات التعبيرية، بألوان زاهية يغلب عليها اللونين المميزين للدم والحرية وهما الأحمر والأبيض.
    والمميز لهذه الشعارات هو السجع حتى تعلق العبارة وتكون مستساغة، مثل « يا نظام يا جبان شعب تونس لا يهان» و»مسرحية مسرحية والحكومة هي هي» و»تونس حرة حرة والتجمع على بره» و»اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام» و» أوفياء أوفياء لدماء الشهداء»، وهي كلها عبارات احتجاجية من أناس ملوا القهر والظلم.
    كما نرى في هذه الجداريات رسومات كاريكاتيرية للعديد من الشخصيات السياسية، في وضعيات مضحــــكة وساخرة، كما تعكس حقيقة الوضع بتونس في جميع المجالات.
    وتبقى ظاهرة الرسم على الجدران ظاهرة جديدة-قديمة وسيلة من وسائل التعبير عن شواغل الشارع وتعبيرا عن واقع المواطن العربي، بدأت تنتشر بسرعة في كل الدول العربية التي عاشت الثورات، من تونس إلى مصر إلى ليبيا واليمن، و سوريا.
يعمل...
X