إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباحث قاسم وهب - قراءة في حياة شاغل الناس..على خطى المتنبي في أسفاره وأشعاره..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الباحث قاسم وهب - قراءة في حياة شاغل الناس..على خطى المتنبي في أسفاره وأشعاره..

    على خطى المتنبي في أسفاره وأشعاره.. قراءة في حياة شاغل الناس


    دمشق-سانا
    يصحبنا الباحث قاسم وهب ضمن كتابه "على خطى المتنبي في اسفاره وأشعاره" في رحلة عبر التاريخ والجغرافيا والشعر التي عايشها مالئ الدنيا وشاغل الناس بما فيها من جوانب مختلفة تعبر عن تناقضات كثيرة مر بها هذا الشاعر الملهم كان نتاجها كثيرا من المديح والهجاء والوصف وسوى ذلك من مواضيع شعرية مهمة.
    ويوضح الكاتب وهب انه يصعب الفصل بين رحلة المتنبي وسيرته فهو جواب آفاق عاش معظم سنوات عمره متنقلا من بلد الى آخر متخذا من ظهور المطايا مقاما ومن رحالها ارضا وكثيرا ما يتجشم السفر ويطوي المناهل والمراحل ليحقق طموحا او ليبحث عن امل في مضارب الأرض.
    ويتابع الباحث ان المتنبي ظل يلاقي المتاعب منذ خروجه من العراق الى بلاد الشام وتطوافه في ارجائها حتى لقي سيف الدولة فبسم له الحظ واكرمه واغدق عليه فكان يعطيه ثلاثة آلاف دينار كل عام بالاضافة الى ما كان يمنحه من عطايا وهبات نفيسه.
    ويبين وهب أن حساد المتنبي من الشعراء وسواهم نقموا عليه فبيتوا له المكائد وناصبوه العداء حتى فرقوا بينه وبين سيف الدولة فقصد مصر لعله يتمكن من تحقيق ما تصبو اليه نفسه في كنف كافور الذي دعاه اليها مرتين وهو في دمشق ولما ذهب اليه انزله دارا فخمة ووكل به الخدم واغدق عليه المال ظنا منه ان ذلك يكفيه.
    ويوضح وهب ان ابا الطيب المتنبي لم يكن طامعا بالمال فحسب وانما كانت تتوق نفسه الى الولاية وهو ما اخاف كافور فماطله حينا ثم منعه من الرحيل خوفا من لسانه وهو ما حمله على مغادرة الفسطاط الى الكوفة دون ان يودع كافورا.
    وفي الكتاب ان المتنبي توجه الى بغداد فلم يطب له المقام فقصد ارجان بدعوة من ابن العميد ثم زار عضد الدولة بشيراز حيث لقي في كنفهما ما لم يحلم به شاعر في زمانه لكن ذلك لم ينسه غدر الزمان الذي اضطره إلى مدح هؤلاء الملوك وهو على يقين بأنه الاجدر بالسيادة والمجد لانه في نظر نفسه خير من تسعى به قدم.
    ويتضمن الكتاب ان المتنبي دون رحلة عمره شعرا ضمنه ما كان يعتمل في نفسه من هموم ومشاغل وما عاينه من احداث ومشاهد لكنه لم يستوف ما يمكن ان تلحظه عين الرحالة من احوال البلدان وخصائصها وما يتصف به ناسها من اخلاق ومآثر وعادات ومعتقدات إلى غير ذلك من الانطباعات التي تستأثر باهتمام الرحالين.
    ويكشف الكاتب صور الأمكنة التي ألم بها المتنبي او اقام فيها معتمدا في تحديدها ووصفها على ما ورد في كتب المسالك والممالك وفي كتب البلدان العائدة إلى زمن المتنبي موثقا ذلك بما كتبه من اشعار محاولا ان يجمع بين الجغرافيا والشعر.
    ويظهر وهب ان المتنبي كان واسع الخيال يصنع من الحالة التي تصادفه ابداعا وصورا لم يأت بمثلها قبله وبذلك جاءت قصائده ملأى بالجماليات الأخاذة لانه اضاف على جمال الطبيعة كثيرا من موهبته التي ادخلته التاريخ.
    وفي الكتاب تظهر مدائح المتنبي في مقدمة اشعاره رغم ما يمتلكه من أنفة فأوصلته طموحاته الى السقوط في متاهات المديح التي لا تليق بشاعر كبير مثل المتنبي رغم ان هذه المدائح على درجة فنية عالية كقوله في سيف الدولة..
    بسيف الدولة الوضاء تمسي جفوني تحت شمس لا تغيب
    فأغزو من غزا وبه اقتداري وارمي من رمى وبه اصيب
    وتبدو ضغائن كافور واضحة في كثير من أشعاره كما ورد في الكتاب شأنه في ذلك شأن الشعراء الآخرين فكان لكافور نصيب جارح حيث هجاه بأقذع ما يمكن ان يكون الهجاء كما في قوله..
    فإني استريح بذي وهذا واتعب بالاناخة والمقام
    ولا امسي لاهل البخل ضيفا وليس قرى سوى مخ النعام
    اما عن مقتل المتنبي ورد في الكتاب ان صديقه ابا نصر اشار عليه ان يكون معه جماعة يتولون حراسته تلافيا لخطر فاتك الاسدي الذي يترقب قدومه انتقاما لشرف اخته وابنها بعد ان تعرضا لهجاء المتنبي وان فاتكا يعرف بسفكه للدماء حيث علم بمجيء المتنبي من بلاد فارس الى العراق فانتظره في طريق العودة وتربص به وقتله.
    يذكر ان الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب يقع في 375 صفحة من القطع الكبير.
يعمل...
X