إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موسوعة الباحث حامد الظالمي ..أشتات عراقية… مشروع ثقافي وأدبي واعد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موسوعة الباحث حامد الظالمي ..أشتات عراقية… مشروع ثقافي وأدبي واعد

    أشتات عراقية… مشروع ثقافي وأدبي واعد ينجزه باحث بمفرده



    حامد الظالمي: النقد العربي بلا هوية
    جميل الشبيبي
    من المشاريع الثقافية المهمة في الساحة الثقافية والأدبية في البصرة، موسوعة الباحث حامد الظالمي مدير المكتبة المركزية في جامعة البصرة الذي شرع بمفرده وبجهده الخاص في جمع (أشتات المقالات والدراسات العراقية التي كتبها باحثون عراقيون غادرونا أو لم يستطيعوا جمعها…) وقد صدرت من هذا المشروع الذي سيضم عدة مجلدات ستة كتب لباحثين عراقيين من مختلف الأجيال هم : ادوارد يوحنا وعلي الشوك والشيخ محمد رضا الشبيبي والباحث ناصر حلاوي، إضافة إلى كتاب يتتبع ما كتب عن مدينة البصرة بعنوان «البصرة ذكرى مدينة».
    تضمن «البصرة ذكرى مدينة» ما كتبه الرحالة لوريمر في موسوعته التي سماها (دليل الخليج) عن البصرة مستلة من القسم الجغرافي من هذا المجلد. وهذه البحوث أشرف على تأليفها الرحالة لوريمر ما بين سنة 1903 وسنة 1908 من خلال مشاهداته العينية في البصرة ودول الخليج العربي في تلك الفترة وطبعت آنذاك في كلكتا وكانت من الكتابات السرية لغاية عام 1970. و يتضمن الكتاب إضافة إلى ما كتبه لوريمر قائمة من إعداد الباحث حامد الظالمي بأسماء ولاة البصرة ومتصرفيها منذ تأسيس المدينة عام 14 هجرية، وحتى وقت قريب من تاريخ المدينة.
    يتناول كتاب «إدوار يوحنا ودراساته في علم الصوت واللغة في عقد السبيعينات» نبذة عن حياة هذا المؤلف الذي اشتغل بالتدريس والكتابة في العراق أكثر من عقد من الزمن ونشر مقالات وبحوثا عديدة في المجلات العلمية وغيرها في علم الصوت وهو من مواليد مدينة كركوك 1938، اشتغل مدرسا للغة الانكليزية في مدينة السليمانية ثم انتقل بعدها إلى البصرة ليعمل مدرسا في إعدادية البصرة ثم في معهد المعلمين قبل أن ينتقل للتدريس الثانوي في بغداد وفي عام 1971 سافر إلى انكلترا لدراسة علم الأصوات في جامعة ليدز وعاد سنة 1975 بعد حصوله على الدكتوراه.
    ومن أهم البحوث التي كتبها الباحث ادوار يوحنا في علم اللغة «العربية لغة الضاد أما الانكليزية فلغة السين» و«تطور الدلالة في المفردات» و«الراء في العربية دراسة صوتية» وغيرها من البحوث.
    ويقول حامد الظالمي عن هذا الباحث: «أول عراقي يحصل على شهادة عليا في اختصاص علم الصوت اللغوي المبني على التجارب المختبرية الفيزيائية والطيفية وكانت دراسته للماجستير عن دور الأصوات اللهوية والحلقية والحنجرية في النظام الصوتي للهجة البغدادية».
    أما كتاب «علي الشوك ودراساته اللغوية والتراثية» فيقع في 190 صفحة ويحتوي على مجموعة من مقالات كتبها الأستاذ علي الشوك قبل خمسين سنة وقد وجدها الباحث «مقالات نافعة وتمثل زمانها فكرا وتنويرا عراقيا رائدا» (ص9) والأستاذ علي الشوك من أبرز المثقفين العراقيين الذين أسهموا في إغناء الثقافة بكتاباته المتنوعة والمهمة، فقد كتب عن المدارس الأدبية والفنية كالدادائية والأطروحة الفنتازية كما كتب عن الموسيقى وعن جذور المفردات العربية وأصولها العربية والأجنبية إضافة إلى مؤلفاته عن الأساطير وملامح التلاقح الحضاري بين الشرق والغرب ويضم هذا الكتاب مجموعة من مقالاته التي نشرها في المجلات العراقية ما بين عامي 1959 و1976 ومنها : «في التراث»، «النجم والرماد لسعدي يوسف»، «الأدب العربي والثورة التكنولوجية» وغيرها.
    ويتناول كتاب «الشيخ محمد رضا الشبيبي ودراسته اللهجية» جهود الشيخ الشبيبي وبحوثه الكثيرة عن اللهجات العربية وهو مخصص للمقالات الكثيرة التي نشرها الشبيبي عن اللهجات وكان موضوع اللهجات العامية وعجمة اللغة من اهتماماته الأساسية، من ذلك تأثر اللهجة العراقية باللغة الفارسية والمصرية بالتركية، وقد لاحظ أن «الإمالة والترقيق» هي من خصائص اللهجات الشائعة في الأقطار العربية.
    لكن وجهة نظره عن هذه اللهجات سلبية فهو يرى فيها «دعوة إلى تفكيك أجزاء الوطن العربي الكبير في الوقت الذي تدعو فيه الحاجة إلى الوحدة» وأن «اللهجة العامية لهجة عاجزة، فأنت لا تستطيع أن تنشئ قطعة أدبية أو مقالة علمية بلهجة من اللهجات العامية» .
    ومن أهم هذه الإصدارات وأغزرها كتاب «دراسات نقدية وبلاغية / جدل التراث والمعاصرة» ويضم معظم مقالات وتحقيقات الدكتور ناصر حلاوي في التراث العربي التي لم يسعفه العمر على جمعها في كتاب أو في مجموعة كتب فبقيت متناثرة في المجلات والدوريات.
    ويقع الكتاب في 534 صفحة من القطع الوزيري جمع فيه الباحث معظم البحوث والدراسات النقدية والبلاغية التي نشرها الدكتور ناصر حلاوي، وتأتي مساهمة الدكتور الظالمي هذه علامة على وفاء طالب لأستاذه، وعلامة على إيثار الآخر على النفس وكشف جهوده التي أسهمت في إثراء المشهد الأكاديمي بالخصوص بالجديد في البحث والتنقيب الذي كان يتصف به الراحل الدكتور ناصر حلاوي.
    ويضم هذا الكتاب مقالاته عن التراث العربي خصوصا في جانبه النقدي حين يتناول جهود النقاد العرب أمثال ابن سلام الجمحي والمرزوقي والآمدي والجرجاني وحازم القرطاجني وغيرهم، إضافة إلى قراءته لآراء أعمدة النقد العالمي التي اتضحت من خلال المقابلة الصحفية التي أجراها له الشاعر محمد صالح عبد الرضا عام 1976 حيث يقول:«أنا معجب باليوت مثلا ولكن في بعض أعماله النقدية (….) ويستهويني كولرج في حديثه عن الخيال الأولي والثانوي وعن الوحدة العضوية ولسنج في تمييزه بين الفنون وريتشاردز في حديثه عن التجربة …»
    ومن ملاحظات الدكتور حلاوي المهمة عن الناقد العربي المعاصر أنه «ما زال يبحث عن هوية وعن منهج» وأن معظم النقاد العرب لا يلتزمون بمنهج محدد في كتاباتهم النقدية بل «هم موزعون على مناهــج متنافرة ومتناقضة مما يدل على غياب الاستقرار الفكري والقاعدة النظرية المتينة، وأظن أننا سنبقى مشتتين في مناهجنا النقدية».
    إن جهد الباحث حامد الظالمي في مشروعه المهم يمثل إضافة مهمة إلى المكتبة العراقية والعربية، وهو جهد ينهل من معين العرفان بما قدمه كتاب عراقيون وأساتذة جامعيون كان من أهدافهم النبيلة إعلاء الثقافة في وطنهم بانجازاتهم الثقافية والمعرفية تواصلا بما أنجزه كتاب سبقوهم في هذا المجال، لتكون الثقافة العراقية حلقات متصلة ومتآزرة ومتآلفة.
يعمل...
X