إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم : السيدة إسماعيل الجمل - الفرصة الأخيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم : السيدة إسماعيل الجمل - الفرصة الأخيرة

    الفرصة الأخيرة
    بقلم : السيدة إسماعيل الجمل



    على مرمى البصر ومن خلف نافذة الأتوبيس وجدته كعادته ينتظرها ، تعمدت تجاهله بالرغم من أنه منحها فى هذا اليوم إبتسامة رقيقة تحمل معها معانٍ كثيرة ، ذلك الشاب الوسيم طويل القامة أثار إنتباها بأناقته الشديدة واختياره الدقيق لألوان ملابسه ، تغطى عينيه نظارة سوداء ، يقفَ دائماً فى كبرياء فكم تمنت أن يكون فتاها على هذه الصورة .
    واليوم وقد بلغت من العمر الخامسة والثلاثين عاشتها لأخيها الصغير وفاءً لذكرى والديها ، رفضت خلالها فرصاً كثيرة للزواج ، لاذت بقوقعةِ التضحية وإنكار الذات ، كأنها تحاول الهروب من مشاعرجديدة تغزو قلبها أسرعت إلى المنزل وما أن وطئت قدماها أرض شقتها حتى أسرعت إلى مرآتها ونزعت غطاء رأسها وتخللت أصابعها خصلات شعرها الناعمة السوداء فمازال هناك بقية من الجمال ،وطغت دقات قلبها القوية على صوتِ أخيها يسألها عن الغذاء ، إحتضنته بقوة .. لا .. لا يا صغبرى لن أتركك ، فإذا كان يريدنى حقاً فسوف يقتنع بوجودك معنا فالشقة تكفينا ولا ينقصها شىء ، لن أرهقه بمهر أو شبكة ، لدينا من الأرض الزراعية والعقارات ما يجعلنا نعيش على أعلى مستوى ، وأيضاً مرتبى أصبحَ كبيراً ، وأنا واثقةً أنه إذا رآك سوف يحبك.
    نامت ليلتها تفكر كيف تقنع عمها بمن إختارته زوجاً وشريكاً ، سوف تمهدُ له الطريق ، إنها فرصتها الأخيرة .
    عادت تحملُ معها أجمل المشاعر لترحيب عمها بالفكرة مبدئياً ، تمنت أن تخرج عن وقارها وتزف إليه الخبر ، ولكن كيف وهو لم يتحدث معها فى شىء بعد .
    دخلت شقتها لتجدها خاوية تماماً من جميع الكماليات ومجوهرات أمها الثمينة .
    أحست بإحتياجها الشديد إليه ، تمنته يقول لها : فداؤك كل شىء ، سوف أعوضك كل ما ضاع المهم أننى وجدتك . وفى قسم البوليس وجدته أمامها بملابسه الأنيقة وقامته الطويلة " صورة فى يد ضابط المباحث " !!

    قصة قصيرة
    بقلم / السيدة إسماعيل الجمل
يعمل...
X