إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعرة :عبدالكريم فضيلة - قراءة لأبعاد ديوان روح المقام /الشاعر محمد علي سعيد/البوسعادي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعرة :عبدالكريم فضيلة - قراءة لأبعاد ديوان روح المقام /الشاعر محمد علي سعيد/البوسعادي

    قراءة لأبعاد ديوان روح المقام /الشاعر محمد علي سعيد/البوسعادي
    الشاعرة : أ/الفلسفة :عبدالكريم فضيلة


    صعب أن تكتب عن ما كتب خاصة إذا كنت أمام إبداع شعري لذات مميزة تجمع علوم الرياضيات و دقتها المتناهية و التي تبحث في اليقين المطلق إنها حالة ملاحقة للمطلق رغم حصار النسبي و يقابلها الشعر و الكتابة الإبداعية إنه قامة سامقة قال فيه أدونيس:"إن في نصوصك بعدا أعجبني "و لأنني سوف أرسم مسارا استقر في ذهني ويعبر عن تلك الدهشة والانفعال قد يعبر عن المطلوب أو يبتعد فأنا في كل الأحوال أعيش لحظة أخرى أحاول فيها أن أرافق الزمن اللامتناهي لدى شاعرنا محمد علي سعيد ، فهو من جيل عبرت الكتابة الشعرية لديه عن تميز خاص يأخذك إلى فعل أشبه بمعبد تفرزه صوفية معتدلة تعبر عن واقع الإنسان الجزائري في فترة العشرة الأليمة.
    بقلم :الشاعرة /أ.الفلسفة /عبدالكريم فضيلة
    قراءة لأبعاد روح المقام
    وهي عنوان المجموعة الشعرية [روح المقام أو سقط المنافي وهبوب الجهات]
    للشاعر محمد علي سعيد

    إن القراءة الفعلية لهذه المجموعة الشعرية عموما تجعلنا نضع محصلة للإبداع ، الذي هو الإنسان باعتباره ناطقا فهو محصلة لكل مفارقة ولكل تناقض ، وجميع الثنائيات له وعي بالذات والزمان والوجود والمصير ، يقربك من الحقيقة لأنه نسيج تحس فيه بالتناسق والروعة في الرسم بالكلمات ، فكلما قرأت نتاجه تحتاج إلى قراءة أخرى ، ليعيدك إلى ذلك التواصل بين الإنسان والكون ، وقصة بدئه ... قصة نزول الإنسان إلى الأرض يصوغها السؤال وتلون الأحلام .
    فلا تلاحظ مشقة استخدام الألفاظ على حساب المعنى الذي يحمل الفكرة الإبداعية ، بل هناك سلاسة وليونة بين الشاعر و اللغة ، لا تبدو عنيدة معه بل تطيعه وتتطور من داخلها فتتحول معه من النطق إلى صوت منقوش ، هو صميم التخيل الواقع يعكس كنه الذات ، لا يقدر على هذه الصناعة الإبداعية إلا فئة مكنتها ظروف الخروج عن اللحظة من تجاوزها والتحكم فيها .
    [روح المقام] إضاءة تشع من الداخل تحمل كل الألوان تتقاطع فيها الأحلام الفردية مع كوابيس الوطن لأن الصدمات الفردية هي جزء مما هو على هذه الأرض ، وتحت هذه السماء فيها صفصافات متجددة في الأوقات قد يغيب النبع في إحدى الأمسيات ، لكنه يعود ذات صباح على هذه الأرض ، بالرغم من سقوط القلاع داخلنا وحولنا نعود مرة أخرى لنمتشق هرما جديدا على وقع النزيف ، وقهر السياط وحماة هذا الليل الكفيف ، في خضم الابتلاءات المتكررة وبين كل هذه الإطلالات المظلمة ، هناك إضاءات مفاجئة ، نجدد اللحظة معها [أضاء الظل] هذه اللحظة ينقل الشاعر فيها إلى قدسية في الكلمات والمشاعر [موّال النبوة] من إشراق داخلي يرسم أمامه [صورة الليل الأخير] يحمل بيديه كشف جديد تبدو فيه صورة المرايا عن الظهيرة ، هي موجة حطت على الأهداب فلم تجد لها برا ترسو عليه ففاضت لتفسح المجال إلى صفصافة أخرى.
    الحزن قادم لكن الفرح يخرج منها (بالقصيدة والوطن) عشق أبدي يحمله الشاعر في صورة هذا الرحيل المتجدد مع الصفصافات ، لن يتآكل روح المقام وإن كان في حلم البعض تناثر مع أول الشهداء ، وعادت مع الأحاسيس في تناقض [أعداؤنا ، أحبابنا] ليدخل بعدها في حالة من التساؤلات بين الأنا وبعد هذا المكان والزمان الذي حاول أن يعطيه إيقاعا آخر [من يحيي النشيد] لأن أحلى الأغاني بكت ويعود ليلملم الشظايا ويقابل الأشياء بأضدادها [أن تكون ولا تكون] عجيب لأن المدن عادة غريبة وملمحها ذهب مع العبور والرحيل ، فلم يعد هناك قرار ، لكن الوطن هو القلب يأمره بأن يهدأ قليلا كي يشم رائحة الحلم في ربوعه ، فهو شرايين الحياة فإذا كان التمزق في لحظة فهو الذي يلملم لتعود مرة أخرى تحضن وتداوي فأنت في الموت موّالا جميلا، ليصل شاعرنا بعد تيه المتناقضات إلى مقابلة فيها من جمال الوجود والمصير وهي[كي أكون وكي تكون] .
    فروح المقام تربط بين هذه الكينونة الذاتية وامتدادها عبر وجوده على هذه الأرض لأن الأكيد ورغم كل المتاعب نرسم ضحكة الأطفال ونخرج لربيع من تحت اللهب ، وسر الدهشة في فيض روح شاعرنا يطرح التساؤل من جديد حول هذا الوطن [فهل من راية أخرى لإنسان جديد؟] .
    هكذا هو محمد علي سعيّد يؤرخ للحظات الألم الجميل وهو في صميم روح المقام لبناء نص فيه من فضاءات الشعر التي تزيحنا في كل مرة إلى معان جديدة مليئة بسحر اللغة وتجدد النقاط المضيئة ، فسعى بذلك إلى بناء نص له نمطية جديدة لكنه حافظ على ظلال المضمون راهن فيه على تجلي الحكمة ضمن فلسفة الوجود ، فرسم خطا واضحا بين الإنسان والحياة .
    فالصفة القهرية المرتبطة بالماضي والذكريات لا تسيطر على شاعرنا بل هناك صفة التفاؤل والاستشراف المستقبلي الذي يطغى على التحليل الزمني للقصيدة بنسبة عالية تشكل توازنا في القصيدة داخل إيقاع الزمن ، ويعتبر في مجموعته هذه من مؤسسي المسار الجديد في الخطاب الشعري ، يكشف عن عوالم تجمع البناء المعرفي والإدراكي للحسي وفق دلالات لانهائية تبعث دائما على الانزياح ، فيؤلف بذلك متنا جديدا يختزل المشهد الدرامي لكنه لا يحاصر أبعاد اللحظة النفسية ،بل يتسع لديه الحيز بآلية واقعه لمجموع المعطيات الحسية المباشرة ، يراهن فيها على مستوى من الخطاب الشمولي يتعدى مفهوم الجنس الواحد وفق إستيطيقا متفردة في ظل الآن .المتأرجح المنزلق والذي ينتهي ويبدأ في كل لحظة جديدة مع الذات والمقام الذي يحمل هذه الروح هكذا هو الزميل و الشاعر محمد علي سعيد دائما.
يعمل...
X