تويت
يبدأ الحب بسؤال كبير هو :" بماذا أشعر؟"
وهذا السؤال ورغم بساطته ، يحرك خلفه عاصفة هائلةً من الأسئلة ..
...
هناك من ينتقلُ إلى مرحلة أخرى من الأسئلة فيقول : " لقد عرفتُ ما أشعر به .. أنني متضايق .. ولكنني لا أعرف لماذا ؟"
وهذه المرحلة من التساؤل تقرر الكثير من سلوكنا أمام الناس وأمام أنفسنا..
...
هناك من يقول أنني شخصياً سببٌ للضيق الذي أنا فيه فيختار بين البحث في ذاته ( مراجعة الذات : وهي مرحلة تحتاج لأدوات متطورة ) أو أنه يترك الضيق على حاله يتحرك في داخله بدون فائدة ..
وهناك من يقول أن الآخر هو سبب الضيق الذي أنا فيه .. وهنا تظهر "الكراهية" ..
...
هناك من يجعل من يختار البقاء في هذه المرحلة لأنها سهلة وممتعة فالكراهية تمنع بعض اللذة المؤقتة .. فهي تفسّر كل شيء عن طريق الآخر وكأن لا وجود للفرد نفسه إلا كضحية ..
وهناك من يختار الطريق الأصعب فيسأل :" لماذا أكره ..؟"
هذا السؤال هو برأيي جوهر الحب ..
الحب هو الجهدالذي يتطلبه الفرد في تفكيك ألغام الكراهية ..
إذا تركتُ هذه الألغام بدون تفكيك سأظل قلقاً حذراً أمشي بلا طريق .. فطريقي تقرره هذه الألغام..
الجميل والفريد في الأمر هو أن كل هذه الألغام تفككُ بطريقة واحدة .. فتفكيكِ إحداها يفكك كل الألغام الباقية بسهولة..
.....
عندما أسأل " لماذا أكره ؟" أكون في المحبة .. في القلق على علاقتي مع الآخر .. في البحث عن تحسينها وتطويرها .. حتى لو حكمت عليه وظلمته .. لكن هذا السؤال هو الطريق الأكثر مباشرة للوصول إلى التفهم..
...
أكاد أجزم أن الكراهية هي التي اكتشفت المحبة..تماماً كالنار التي اشتعلت عند طرق حجرين..
...
الكراهية التي لا تسأل " لماذا ؟" هي إعلان للموت
بينما الكراهية التي تسأل " لماذا؟" هي إعلان للحياة
...
سريعات :
الكراهية هي عجز مؤقت عن المحبة
الكراهية هي محاولة انقلاب على المحبة
الدكتور رفيف المهنا