إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خبز السيالات حلويات المناسبات عند الفقراء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خبز السيالات حلويات المناسبات عند الفقراء



    "السيالات" خبز المناسبات في قرية "كعبية عمار"

    نورس علي



    ارتبط "خبز السيالات" عند أهالي قرية "كعبية عمار" بمناسبات السعيدة، فلا يكاد يمر عرس أو مناسبة معينة إلا وتجد "خبز السيالات"؛ حاضراً كجزء لا يتجزأ من هذه المناسبة، ولا يتميز "السيالات" بطعمه اللذيذ فقط، بل له ذكريات جميلة تجمعه مع أبناء القرية.

    أهالي "كعبية عمار" يعتبرون "خبز السيالات" أحد مكونات تراثهم الذي يحرصون على الحفاظ عليها، خاصة أن نساء القرية أتقنوا صناعته وحافظوا على طريقة تحضيره كما هي، موقع "eSyria" زار قرية "كعبية عمار" للتعرف على "خبز السيالات" وكيفية صناعته، وبدأ مع السيد "محمد عباس" الذي فرق بين "خبز السيالات وخبز التنور" بقوله: «تستطيع تميز طعم "السيالات" عن طعم "خبز التنور" العادي بعدة جوانب، أهمها؛ ان "السيالات" يتمتع بطراوة ونضج بشكل متساو في جميع جوانبه وعلى وجهيه، وكما يتمتع "السيالات" بتداخل وتمازج طعم الزيت مع الخبز بعد نضجه، ما يضيف له نكهة مميزة لا يمكن تذوقها في خبز التنور.

    ما يضيف له قيمة أيضاً أن نسوة القرية وخاصة الكبيرات منهم، أصبحن متخصصات به وأتقنّ صناعته خلال سنوات عمرهن الطويلة، حيث يتعاونّ في صناعته وتجهيز مستلزماته اليدوية، وهو معروف كذلك في معظم قرى ريف "طرطوس"، حيث لا تكاد مناسبة في بلدات "الدي" تمر دون أن تتزين بهذا الخبز الذي نعتبره جزءاً من من تراثنا».

    تستلزم صناعة "خبز السيالات" عددا من المستلزمات: من جمع للحطب، وتأمين "دقيق القمح" ودهن الخبز بعد نضجه بالزيت
    السيدة "دليلا محمد"وتوضيب بعضه فوق بعض ليبقى طرياً، لذا نجد أن نساء "كعبية عمار" يقسمن مراحل العمل بينهن، موقع "eSyria" التقى السيدة "فريزة زيدان" التي تعتبر أمهر نساء "كعبية عمار" في صناعة "السيالات"، والتي بدأت بالقول: «لقد تعلمت صناعة "السيالات" من أمي وجدتي، هو خبز معروف منذ زمن بعيد في منطقتنا ويدركه أغلب المتقدمين بالعمر، وهو محبوب لمذاقه الشهي الذي يختلف به عن طعم خبز التنور العادي، وطريقة صناعته والتعامل معه التي تتميز بتقسيم المهام بين من يريد صناعته لمناسبة ما، فمنهم من يجمع الحطب ويضعه بالقرب من مكان إشعال النار، ومنهم من يشعل النار ويبقى مواظبا على تغذيتها بالحطب بشكل مستمر، ليبقى الدور الأساسي لصانع هذا الخبز، في تقدير درجة اشتعال النار وكثافة الدقيق ونضج الخبز على النار».

    أما السيدة "مفيدة ابراهيم" فتوضح طريقة صناعة "السيالات"، بقولها: «نحضر دقيق القمح ونضعه في وعاء كبير يمكن تقدير سعته، وذلك لتقدير كمية الماء التي سنضيفها إلى الدقيق، بعد أن نضيف الماء بهدوء وبشكل مستمر إلى الدقيق نبدأ بعجن الدقيق، في هذه الأثناء تقوم إحدى النسوة بإشعال النار في الموقد الصغير المصنوع يدوياً،
    خبز السيالاتوأثناء التحريك نحافظ على الخليط بهيئة شبه سائلة، ويكون هنا قد أصبح جاهزاً لسكبه على النار».

    بينما وضحت السيدة "دليلا محمد" طريقة إشعال النار، وأكدت أن الإبقاء على درجة حرارة ثابتة للنار لا يقل أهمية عن عملية عجن "الدقيق"، وعن ذلك تقول: «بعد جمع الحطب ووضعه قرب الموقد الصغير المتنقل، والمؤلف من صخرتين متوسطتين في حجمهما وقطعة معدنية مقعرة الشكل توضع فوقهما- المعروفة بـ"الصاج"- نبدأ بتكسير وتقطيع الحطب ووضعه في الموقد، بحيث نضع الأعواد الصغيرة الناعمة في الأسفل والأعواد الكبيرة في الأعلى، لتساعد على اشتعالها بسرعة، وبعد التأكد من اشتعالها نبدأ بإضافة أعواد الحطب باستمرار وبشكل منتظم لتبقى محافظة على درجة حرارة ثابتة للصاج المعدني، وذلك لمنع تأثير النار على طعم الخبز خلال نضجه».

    وتضيف السيدة "دليلا": «لذلك يمكن القول إن عملية التنسيق بين هذا المراحل مهمة جداً في صناعة "السيالات"، فلا يمكن زيادة نسبة الماء على الدقيق خلال العجن ولا يمكن زيادة درجة الحرارة أو تخفيفها، ويجب أن ينتهي تجهيز العجينة مع وصول الموقد إلى درجة الحرارة المطلوبة، وعندها تبدأ عملية سكب العجينة شبه السائلة على الصاج»، وعن
    السيد "محمد عباس"هذه العملية تقول السيدة "نهاد عباس": «قبل السكب مباشرةً أقوم بتحريك "عجينة الدقيق" بسرعة وأملأ الوعاء الصغير وأسكبه على "الصاج" بشكل حلزوني وأقوم بتحركه بيدي ببطء وحذر شديد، ليأخذ شكلا دائريا ويمتد على طول "الصاج"، وبعد نضج الوجه السفلي أقلبه على وجهه الثاني ليصبح ناضجاً أيضاً، حيث أرفعه عن النار وأسكب عليه زيت الزيتون "الخريج" ليشرب ما يحتاجه منه ويبقى طرياً وليناً وجاهزاً للاستهلاك».


يعمل...
X