إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ساحة المرجة قصر آل غازي.. بناء أثري وسط دمشق عمره 200 عام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ساحة المرجة قصر آل غازي.. بناء أثري وسط دمشق عمره 200 عام

    قصر آل غازي.. بناء أثري يشمخ منذ مئتي عام في ساحة المرجة وسط دمشق يحكي قصة تمازج حضارتين


    دمشق - سانا
    تفردت ساحة المرجة عن ساحات وميادين دمشق والمدن السورية بأسرها بتاريخ حافل وتآلف للأضداد لتكون مكانا يجمع أنماط العمارة المتناوبة بين القديم والحديث وبين الأبنية السكنية والأسواق التجارية المتفرعة عنها.
    وجاءت تسمية المرجة التي حملتها الساحة لكثرة البساتين والخضرة التي كانت حولها ثم سميت ساحة الشهداء تخليدا لذكرى شهداء الحرية ورجالات العلم والفكر والسياسة الذين أعدموا فيها عام 1916 أواخر حقبة العثمانيين.
    ومن بين الأبنية التاريخية التي انتشرت داخل وعلى أطراف الساحة يظهر قصر آل غازي في زاويتها الغربية والذي اتحد مع جامع البصروري ليشكلا معاً معلماً أثرياً حياً يؤرخ لحقبة شهدت بداية إنشاء العمارة السكنية الحديثة في دمشق واستخدام الحجر والبلاط في البناء الطابقي والاستغناء عن الفناء الداخلي لمنازلها.
    وتقول السيدة أمل غازي مالكة القصر الحالية في تصريح لسانا:" إن هذا القصر بناه جدها الأول أحمد شاكر غازي وهو من ملاك الأراضي الدمشقيين في عام1814 على ضفاف نهر بردى".
    وتصف غازي معالم القصر الذي يتألف من3 طوابق بأنه بني على الطراز الريفي الفرنسي الذي كان دارجا في تلك الحقبة بينما زينت واجهة المنزل الرئيسية بزخارف متنوعة وضم بعض عناصر البناء الفارسي في أقسامه مثل أنواع الأقواس المستعملة وبعض الزخارف من غير أن يطغى ذلك على الطابع الدمشقي للبناء.
    وتشير غازي إلى أن القصر يعد الوحيد من نوعه الذي ينتمي إلى الفترة التي بنيت فيها السرايا والتي تشغلها حاليا وزارة الداخلية لافتة إلى أنه أقيم في أعلى الواجهة غرفة مستقلة منفردة ذات سطح خشبي إلى جانبها غرفة أخرى مثبتة ذات فتحات زجاجية تسمى "الطيارة" وفوقها جهاز بدائي قديم التصميم لحساب سرعة الريح واتجاهها كما أن الدرج عريض يتسم بطابع معين من الفخامة والرسوم الشرقية الدقيقة.
    وتسترجع غازي ذكرياتها في القصر وأعمدته وزخارفه كبناء يحكي الإرث الحضاري الدمشقي إلى جانب أنه يشكل متحفا غنيا يصور حياة أهل الشام منذ200 عام في ظل اهتمام العائلة به وحفظ المقتنيات المختلفة من نقوش وصور وتماثيل.
    بدوره يوضح الدكتور محمود حمود مدير آثار ريف دمشق والذي تشغل مديريته الطابقين الثاني والثالث من القصر أن قصر آل غازي يمثل مرحلة فاصلة في تطور العمارة بدمشق منذ البيت الشامي القديم المبني باللبن والخشب والمحدود الطوابق والذي كان احد نماذج البيت الشرقي المتميز بالإغلاق الخارجي والمفتوح على الفناء الداخلي إلى البيت الدمشقي الحديث والمتطور.
    ويتابع حمود إن محافظة دمشق أرادت منذ أمد تحويل الساحة إلى نمط عمراني حديث غير أن غيرة مالكي القصر على أهميته التاريخية دفعتهم إلى تسجيله في الآثار لحمايته من الهدم كما حصل بالمنطقة الأثرية التي كانت تحيط به.
    ويشرح مدير آثار ريف دمشق التصميم الذي بنيت وفقه أقواس القصر والتي جاءت على نوعين مقوس مدبب في رأسه ومحدب عادي وكلا القوسين يستند في طرفيه على أعمدة حجرية إلى جانب الزخارف التي ظهرت في الواجهة فوق النوافذ وعلى أطرافها.
    من جانبه يرى المهندس محمد توفيق ملص الذي يستأجر مكتبا داخل القصر أن البيت وبالرغم من أنه ميال إلى التصميم الداخلي الحديث بعض الشيء ويمثل مرحلة جديدة في العمارة إلا أن الداخل اليه سيشعر أنه في بيت دمشقي أصيل من خلال التفاصيل الصغيرة فالمغسلة الصغيرة والزجاج والمقاعد الرخامية وزخارف الأقواس.
    لاشك أن عمر القصر الذي قارب المئتي عام والتصميم الفريد الذي بني فيه من حيث المزاوجة بين فني العمارتين الدمشقية والأوروبية سوف يعطيه أهمية مضاعفة وحافزا مشجعا للترويج لهذا القصر سياحيا وإعطاءه القيمة التي يستحق.
يعمل...
X