إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جدارية الموت - 14 - المستشار:حماد الحسن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جدارية الموت - 14 - المستشار:حماد الحسن



    حماد الحسن




    _المستشار:حماد الحسن - جدارية الموت -14
    تَغيبُ الفروق الجنسيّة بينَ الأَمْوات، وَيَتماهونَ في نوعٍ واحدٍ اسمهُ الموتى، تغيبُ الأُنثى فنفقِدُ تمايزنا، لمْ يعدْ ثمّةَ حاجة بنا للأَنْبياء في غياب الوجْدِ، عالَمُ الموْتِ برتقاليٌّ أَحياناً، وأَصفرُ بلوْنِ شمعِ العسلِ معظمَ الوقتِ، يُداخِلُني يُخَلخِلُ في أَعْماقي جذورَ زهرةِ بنَفْسَجٍ، فيَجْتاحُ بوحي فضاءَ القبرِ، وَتَعودُ العباراتُ مُثْقَلَةً بالنّدى، فَأَجِدُني ميّتاً جرفَ في هلوستهِ كلّ من حولهُ، يغْضبُ مني عاشقٌ فارَقَ عشيقتهُ في ريْعانِ أَلَقها وتوهّجها، يَخْلَعني عنهُ، ويَنفضُ من هوائه لزوجةَ أُنثى، ويُدَمْدِمُ كأَنّ صوتهُ قادمٌ من بئرٍ سحيقةٍ :
    _ ... أُوّاهٍ....
    وأَتساقطُ كعقدٍ منَ اللؤلؤِ على صدرِها، قلتُ لها خفِراً وأَنا أَنحني لالتقاطِ حبّاتهِ:
    _ أَعْتَذرُ موْلاتي...إنّها الغيبوبةُ تنْتابني كلّما دخلتُ أَتونَ قبلةٍ...
    تَضْحكُ بصوتٍ صافي تخالطه بحّة نشيجٍ مكتومٍ:
    _ لاتَعْتَذرْ طالما أَنتَ معي....
    أَتهاوى في موْتي كصخرَةِ سيزيف، أعودُ الى قاع الموتِ اللزجِ، وَجَسدي يرسمُ اعتذاراً، بعضُ ذرّات الترابِ يَأْخذها الهواءُ، الميتُ الشّابُّ بقرْبي يشكّلُ بجَسَدهِ نصفُ رمّانةٍ حمراءُ قانئةٌ، وَيَعْصفُ الى أُفقٍ بعيدٍ هناكَ ...........معَ ذرّات التّرابِ.
    لا شيءَ يُتْعُبني في الموتِ، كأَنّي لمْ أُغادرْ سريري، لكنّ رأْسَها المُلْقى على الوسادةِ يؤكّدُ أَنها وحدها، وسريرها مغطّىً بغيابها والغبار، كَأَنّها سمعتني أعتذرُ عن رحيلي، فتمَلْملَتْ في نوْمها، ومعَ شهيقها حلّقتُ الى موْتي، وطيفُ ابتسامةٍ ارتسمت على ثغرها، كعادتي لا أرغبُ بالتنهّدِ بجانبها إذا كانتْ نائمة، معَ أَني سهرت عند رأْسها معظم قصائدي، الموتُ جعلني أَكْتَشفُ كمْ هوَ صعبٌ ومذاقهُ علقمٌ الصّمتُ بجانبَ أُنثى تتقلبُ في سريري كأَنّها ....كرنفالْ.

يعمل...
X