المستشار: حماد الحسن - جدارية الموت -8
بينَ يديْها كنت أسردُ لها وحدَها بعضاً من أَسراري في الكِتابةِ، وكيف تُراوِدني الفكرةُ كمثلِ لمعانِ قطعةٍ نقديةٍ ذهبيةٍ في ماءٍ مضطربٍ، أنظرُ في عيْنيها وأستمرُّ في لعبتي، أبْحَثُ عن عبارةٍ تجعلها تفتحُ عينيها بدهشةٍ، وأخفي توقاً يشدّني الى شواطئها، لمْ تكن تقاطعني، لكنّهُ تمّ ضبطي متلبساً برغبةٍ دفينةٍ بتعريَتها، نهَرَتْني ودَفَعَتْني بباطِنِ كَفّها الى الخَلْفِ، هَمَسَتْ في أُذُني :
_ ياشرّيرْ...
وَبقيَتْ كفّها ملْتَصقةً بصَدْري، فعاودتُ البحثَ عن تتمةِ هواجسي لأُكْملَ لها الحكاية، كنتَ أَخْشى أَنْ أَصمتَ فَتَرْحل، الأُنْثى تَرْغبُ أَنْ تَجْرِفَ بسيْلِها سدوداً مَنيعةً لرجلٍ متزنٍ، ويُطْرِبُها صَوْتُ قَرْقَعةِ صخورِهِ المنهارةِ، وفي أَوْجِ الطّوفانِ تهمسُ لي في أُذُني :
_ مابكَ هلْ فقدتَ الحياءَ والحذَرَ في العبارةِ؟!!!
تَمْتَدُّ يدي الى رموزِ المحادثةِ، وأَضغطُ على رمز الدهْشةِ، فتُجيبني بحرفٍ واحدٍ متكررٍ لا لونَ لهُ ولا بحّة، ( ههههههههه)، فأَسْمعُ صدى قهقهتها، يهْدَأ خوْفي وأَفقدُ مهارتي في طباعةِ الحروفِ، تَجْتاحُني رغبةُ العوْدةِ، وأُعلّقُ على جدارِ قبري صورةٌ جديدةٌ، ظلالُ أُنثى حَرَمتني هدْأةَ الموتِ، وَأَلْقتْ بي في بئرِ اللغةِ.