تويت
الزركلي يحتفل بمرور200عام
على ولادة المؤلف البولوني ليست
على ولادة المؤلف البولوني ليست
دمشق - سانا احتفل عازف البيانو السوري الدكتور غزوان الزركلي في صالة الدراما بدار الأوبرا السورية بمرور مئتي عام على ولادة المؤلف الموسيقي البولوني فرانز ليست الذي أهدى البشرية أعمالاً موسيقية خالدة فتحت آفاقاً غير معروفة سابقاً فيما يخص الشكل الموسيقي والانسجامات النغمية الجزئية كما في مجال اللحن والإيقاع والخيال الموسيقي الجامح.
وافتتح الزركلي الأمسية بـ دراسة في مقام دو مينور بعنوان "حمى الصيد" وتتميز ببداية قوية تستعرض المقدرات التقنية واللحنية لآلة البيانو وتكوينها الموسيقي يأتي بشكل معماري يؤثر في الأذن بشكل يشبه تأثير البناء المعماري على العين ثم قدم مقطوعة "فالس الشيطان رقم واحد" من مقام "لا ماجور" وهي عمل درامي يبدأ بمقدمة قصيرة إيقاعية ثم يسير اللحن على خطين تكمن خلالهما شاعرية خالصة وتراجيدية عنيفة عاكسة ما كتبه غوته في روايته الشهيرة فاوست.
ومن مقام "ره بيمول ماجور" عزف هذا الباحث الموسيقي مقطوعة "مؤاساة رقم 3" وضمت ست مقطوعات حالمة قصيرة وذات لحن محبب ضمن الشكل الأساسي للأغنية مع تغيير اللون النغمي ضمن تقنية "البيدال" في العزف على البيانو والمقطوعة الرابعة جاءت بعنوان "الأجراس" وهي دراسة عن ألحان عازف الكمان باغانيني وهي تحاكي رنين الأجراس الصغيرة ذات الصوت الحاد وتتناغم أصوات البيانو العالية مع الأصوات الغليظة المضاعفة القوية بشكل بالغ الرشاقة وضمن نسيج هارموني أخاذ.
كما قدم الزركلي "الرابسودي الهنغارية رقم 6" وهي سردية مقسمة إلى قسمين بطيء وسريع ضمن قالب كلاسيكي متأثر بالقالب الموسيقي الشعبي الهنغاري المسمى بكزاراداس وتتميز بحيويتها في الجمع ما بين الشعبي والكلاسيكي ضمن رؤية خاصة فيها ألحان سلسة وإيقاعات رشيقة وقوية في الوقت ذاته.
وفي الجزء الثاني من الحفل عزف مقطوعة "سونيت بتراركا رقم 104" التي يضع فيها ليست نصاً موسيقياً لقصيدة الشاعر الإيطالي فرانشيسكو بتراركا وهو بالغ الغنى في اللحن والانسجام الصوتي بين أجزائها الثلاثة واختتم البرنامج بسوناتا من مقام سي مينور التي يعتبرها علماء الموسيقا أفضل مؤلفات هذا الموسيقي البولوني على الإطلاق إذ إنها تختزن شحنات نفسية هائلة تصور توتر هذه النفس وانفعالاتها.
وعن هذا الحفل أوضح الزركلي أن هذا الحفل يندرج ضمن اهتمام دار الأوبرا السورية بالاحتفاء بالمؤلفين الكلاسيكيين فبعد أن ضم العام المنصرم احتفالاً دولياً بمرور 200 عاماً على ولادة المؤلف الموسيقي البولوني فريدريك شوبان يحتفى اليوم بمؤلف بولوني أيضاً ولد بعد شوبان بسنة واحدة وهو فرانز ليست الذي تعدت أهميته وتخطت قيمة أعماله حدود موطنه وحدود قارته الأوربية.
وأضاف الحائز العديد من الجوائز العالمية في العزف على البيانو أن هدف الموسيقا أن تغني حياتنا وتبهجها لافتاً إلى أن هذا المؤلف عمل طويلاً في سبيل بناء شخصية لموسيقا بلده وحقق ذلك نجاحا كبيرا لدرجة أن الكثير من النقاد ما زالوا يشيدون بأعماله التي تعمق ثقافة الناس وتوسع علمهم بغية الوصول إلى وجدان إنساني أفضل وأحلى وإلى تربية إنسانية ترفض الوحشية وتطلب السلم والسلام وتتذوق الجمال.
يذكر أن ليست ولد عام 1811 لأبوين من أصول ألمانية واهتم بالسياسة والأدب والفلسفة ارتبط اسمه بآلة البيانو إذ كان عازفاً أسطورياً عليها وتمتع أداؤه بحسب وصف معاصريه بخيال واسع ومقدرات تقنية وتعبيرية عالية وغير معروفة من قبل.
أما الزركلي فهو عازف بيانو محترف وأستاذ جامعي ومؤلف وكاتب موسيقي ولد في دمشق عام 1954 ودرس الموسيقا فيها وفي برلين وموسكو وتدرج في سلك التعليم الجامعي ليصبح أستاذاً في كل من "فايمار" ألمانيا ودمشق والقاهرة وفاز في عدة مسابقات دولية في العزف وحصل على عدة جوائز محلية ودولية وهو محكم دولي في مسابقات العزف على البيانو ومثل سورية عازفاً منفرداً في أكثر من 26 بلداً.