إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

روحه ياسمين الشام ( أديب خير ) فنان استثنائي لن يتكرر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روحه ياسمين الشام ( أديب خير ) فنان استثنائي لن يتكرر

    غادر جسده الحياة وبقيت روحه وأعماله خالدة.. "أديب خير" رجل استثنائي لن يتكرر

    دمشق - سانا
    روحه كانت تشبه ياسمين الشام وقلبه نبض بحبها حتى اللحظات الأخيرة من حياته التي حرص أن يترك فيها بصمات خالدة لن تنسى .. هذا باختصار ما يمكننا أن نبدأ به أي كلام عن الراحل أديب خير الذي غادر جسده الحياة بسرعة لتبقى روحه وأعماله في الذاكرة لتدلنا على رجل شهد له جميع من عملوا معه بأنه استثنائي لن يتكرر.
    لم تكن محطات الراحل الذي غادر الحياة عن عمر يناهز 48 عاماً عادية فأعماله ومواقفه وإحساسه العالي بكل شيء رسخ محبة ووفاء عميقين له من جميع أصدقائه الذين أحبوه كإنسان ومنتج وفنان قبل أن يكون لهم أخاً وملجأ يقصدونه في كل الأوقات كما يؤكد الفنان نضال سيجري الذي يشير إلى أن الراحل كان دائماً الملجأ في الليالي الباردة المقيتة.
    وبكلمات مليئة بالحزن والمشاعر يصف سيجري لحظات وداعه لصديقه التي حاول فيها ألا يبكي رغم أن قلبه كان يرتجف ألماً ليشير إلى أنه وبعض الاصدقاء من بينهم المخرج الليث حجو "استقبلوا أديب الأنيق كالعادة يرتدي كفناً أبيضاً كالثلج.. نظرنا إلى وجهه الجميل المليء بالحياة رغم موته.. بكى الليث فضممته ولم أقل له أي شيء لأني بلا حنجرة.. أما الليث فاستطاع أن يقول لي لم يعد موجوداً يا نضال.. ذهب أديب.. ذهب من كنا نتكئ عليه .. ذهب صديقنا الذي كنا نعول عليه".
    ولا يتوقف الفنان سيجري عند إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على السوري النبيل كما يحب أن يطلق عليه والذي شارك معه في أغلبية أعماله التي كان أبرزها ضيعة ضايعة ليعود إلى الصفات التي تحلى بها الراحل أديب من الهدوء والإيقاع الخاص الذي كان يفرضه دون صخب لافتاً إلى أنه كان استثنائياً و حضوره ملفتاً واخاذاً فالكل كان ينفذ ما يقوله عن قناعة.
    الحزن الكبير الذي خلفه المنتج الفنان كما يحلو لزملائه وأصدقائه أن يصفوه به كان واضحاً على الموسيقي طاهر مامللي الذي لم يستطع إخفاء دموعه الحارة وهو يستعرض مسيرة عمله الطويلة مع الراحل أديب منذ تأسيس شركة سامة التي أنتجت مسلسل أهل الغرام كأولى أعمالها في تحد من أديب لهذا النوع من الأعمال التي باتت اليوم رائجة بشكل كبير عند جميع منتجي الدراما العربية.
    أفكار أديب الخلاقة وقدرته على المغامرة بحسب مامللي "أدت إلى صعود الشركة بسرعة استثنائية حيث لم يكن الراحل مديراً إدارياً تقليدياً" وإنما استلم أمور الشركة تقنياً وفنياً وتسويقياً مستقطباً جميع أصحاب المحطات الذين استطاع أن يفتح معهم أقنية تواصل مباشر زادت من تسويق وانتشار الدراما السورية.
    ويؤكد مامللي "أن الراحل لم يكن همه الربح المادي بقدر ما كان يحرص على جودة العمل" وحسن اختيار النصوص التي كان يراهن على نجاحها رغم صعوبتها وعدم إقدام العديد من المنتجين على تبنيها وعلى هذا الأساس يلاحظ أن جميع الأعمال التي أنتجها كان فيها نوعاً من السبق والتحدي بدءاً من اهل الغرام مروراً بندى الأيام و فنجان الدم و ضيعة ضايعة بجزأيه وليس آخرا مسلسل روبي.
    يصمت الموسيقي مامللي طويلاً قبل أن يعاهد نفسه على متابعة مسيرة الراحل أديب وتحقيق حلمه الذي كان يتمحور حول "إنتاج المسلسلات أسبوعياً وعلى مدار السنة وأن تصل أعمال الدراما السورية إلى جميع ارجاء الوطن العربي تمهيداً لنشرها عالمياً" مبيناً أن طموح أديب الذي عمل على إدخال دم شاب وعقلية مختلفة إلى الأعمال الدرامية في الحياة كان أكبر من أن يتحقق بالسنوات الثماني والأربعون التي عاشها".
    يتابع مامللي بكلمات لا تخلو من الفجيعة بالفقدان: "عشت الخسارة مع رحيل أديب فهو صديقي وأخي وشريكي..هو خسارة للبلد ..خسارة لنا جميعاً..لقد كان من الأشخاص الأكثر أهلية للارتقاء وتطوير الصناعة الفنية السورية إلى أفق لم ولن يقدر أحد غيره من المنتجين على تحقيقه".
    وبالعودة إلى خبر وفاة المنتج أديب خير في الثاني عشر من الشهر الحالي إثر أزمة قلبية حادة ومفاجئة أثناء وجوده في بيروت فقد جاء مؤلماً على جميع الفنانين السوريين والعرب الذين عبروا عن حزنهم العميق لفقدان قامة من قامات الدراما وهو ما يؤكده الفنان ميلاد يوسف الذي يعتبر "أن الفن السوري خسر واحداً من أعمدته ومعلماً من معالمه".
    بقي أن نشير إلى أن الفنان المنتج الراحل أديب خير بدأ مسيرته في الإنتاج في أواخر التسعينيات عندما أسس تجمع سامة الفني ومسرحاً خاصاً في مدينة معرض دمشق الدولي القديمة ليطلق بعدها شركة سامة للإنتاج الفني لتقدم مجموعة مسلسلات مهمة كـ"أهل الغرام و فنجان الدم وندى الأيام" قبل أن ينجز عملاً ذاع صيته وحصد نجاحاً باهراً هو ضيعة ضايعة ما لبث أن أتبعه بجزء ثانٍ فاز بجائزة أدونيا لينتج مسلسل روبي ويخطط بعدها لعمل مسلسل سوري جديد كان على وشك البدء بتصويره في بيروت لكن الموت كان أسرع من إنجازه.
    وفي كلماتنا الأخيرة لروح أديب خير نقول إنه وكما سيبقى ياسمين الشام ناصعاً معطراً إلى أبد الآبدين ستبقى ذكراك وأعمالك بيننا لتنير للفنانين والمنتجين طريق تطوير الفن والدراما السورية بكل إخلاص ومحبة ووفاء.
    ربى شدود
يعمل...
X