إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار عن المخطوطات - بقلم : محمد الصغير داسه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار عن المخطوطات - بقلم : محمد الصغير داسه

    المخطوطات
    بقلم : محمد الصغير داسه



    حوار مع القناة الثالثة للتلفزيون الجزائري
    يوم الأربعاء 02-01-2013
    وددت تقديم ملخص للحوار الذي أجرته معي موفودة التلفيزيون..قصد الاثراء

    1-تعريف المخطوطات: و هوماكتب باليد مُطلقًا، وتفصيلا أقول: المخطوطات: مؤلفات ومُصنفات العلماء، المصطلح ظهر حديثا بظهور الطباعة. وتبعًا لذلك فالكتب قسمان: مخطوطات ومطبوعات. فما كتب باليد هو مخطوط، وما طبع صار كتابًا مطبوعًا متداولا يباع ويشترى في المكتبات.

    2-أهمية المخطوطات التاريخيّة:المخطوطات ذخائر الأمّة وثروتها الفكرية والابداعيّة والفنيّة وحاضن من حوَاضن التاريخ والفكر، كل أعمال العلماء على اختلاف مشاربهم وتخصصاتهم مدوّن فيها، سواء كان هذا العلم مُتعلقًا بالدّين كمُتون الحديث والتفسير والفقه والفلك، أوماتعلق بالأدب واللغة والفكر عامة وعلوم الاجتماع.

    3- المخطوطات التاريخية:واذا كان التاريخ يُقرأ للعبرة وليس للمتعة، فللمخطوطات التاريخيّة أهميّة كبيرة، فهي تنير درب الانسان وهو يصنع الحدث، وتفصح عن وقائع حدثت في الزمان والمكان، فالتاريخ ذاكرة الأمة والجغرافية مسرح الأحداث. والمخطوطات التاريخيّة شاهد على أحداث تلك الفترة بالنظر لبعديها الزماني والمكاني ثم البشري، والمخطوطات كثيرة وتشتمل الكتب والرسائل والعقود والوثائف التي تعد نواة المعرفة والتأريخ. وفي بلادنا كتب التاريخ لم تراجع بشكل جيّد، والكثير من الأعمال لم تمتد إليها يد التحقيق، ومنها ماهوحبيسُ الرفوف. ويشتمل على الكثير من المعارف والحقائق، ومكتبات الزوايا تعجُّ بالمخطوطات ولدى الملاك الشيئ الكثير، ولذلك فإرثنا الحضاري من هذه الثروة الطائلة بقي مشتتا، بعضها يَغط في نوم عميق على الرفوف عرضة للتلف والنهب، وما نهبه المستعمر الفرنسي {1830} يعد إبادة بحق،لأن سلوك الاستعماريندرج في إطار طمس الهويّة الجزائرية، وتعطيل الذاكرة الجماعية للشعوب وما نهب اعتبره غنيمة حرب. ولقد جرت محاولات مُحتشمة لجرد بعض المخطوطات الجزائرية على مستوى كبريات الزوايا، كزاوية الهامل والزاوية العثمانية والمختارية والحملاوية والقادرية والتيجانية وزوايا كثيرة في الجنوب، تدخل هذه المخطوطات في مختلف مواضيع الثقافة العربية الاسلامية، و قام الكثير من العلماء بجرد مماثل للمخطوطات مركزين على الجهة المالكة للمخطوط، وعدد المخطوطات التي بحوزتهم، كما قام أحد الخليجيين بجولة عبر الزوايا معتمدًا الميكروفيلم في 2006..وأرى بأنّ في الزوايا بدأ الا هتمام بالمخطوط والاعتناء به، ولدى الكثير منها فهرس..كما أن بعض المهتمين بجمع المخطوطات أفادوا منهم على سبيل المثال لا الحصرالسيد:الضيف بلقاسم من حاسي بحبحّ{الجلفة} لديه اهتمام كبير بالمخطوطات ومكتبته زاخرة بالكتب، وقام بذات العمل المرحوم أحمد بن المولود من بلدية الهامل، ومن قبل أهتم المرحوم الأستاذ عبد الرحمن شيبان بالمخطوط، فبعض المطبوعات وجدت من يتصفحها وأخرى لاتزال عُرضة للتلف وما تحتفظ به خزائن الزوايا كما أشرنا كثير، ولهذه المخطوطات قيمتهاالعلميّة وأهميتها التاريخيّة، وإن عدم الاهتمام بالمطبوعات يعني المساهمة في إتلافها وتركها نسيًا منسيًا، والنسيان كما يقال يطوي سراديب التاريخ.


    4-طريقةجمع وكتابة المخطوطات:ولعل أهم وسيلة لجمع وحفظ المخطوطات هو إعتماد التيكنولجيات الحديثة للحفاظ على المخطوط وتسهيل عمليّة إنتقاله إلى المحقق بيسر. هناك منهجيات وقواعد علمية مُتبعة في أرجاء المعمورة لانتشال هذه الكنوز، وهناك أساليب وطرق بسيطة سلكها سلفنا في الوصول إلى المخطوط من بينها إتباع الخطوات الآتي ذكرها: 1- رصدالمُهتمين بالمخطوطات والمالكين لها، وأماكن تواجدهم. 2- وضع اليد على المخطوط.{مكانه – ملكيته.إسم مؤلفه.مادته العلمية..}
    3- ضبط فهرس للمخطوطات المطلوبة، المنشور منها وغير المنشور..والجهات التي تحتفظ بنسخ من هذا المخطوط
    4- الباحث يستعين بالفهرس العربي ولعل في المكتبة الوطنية يجد شيئا من هذا.
    5- وإن الاستعانة بذوي الخبرة العلمية والتجربة الناضجة في التعامل مع المخطوطات توفر على الدارس عناء البحث وترشده إلى مالك المخطوط.


    5-الاهتمام بالمخطوط: كان سلفنا يبذل قصارى جهده لتبقى المخطوطات محفوظة سالمة، فيعمل على تضبيرها بحلة قشيبة من الجلد{التجليد}. وإن العمل على استثمار هذا التراث من المخطوطات يرقى بنا إلى معارج الكشف عن حقائق مُغيبة وهي ذات منفعة علميّة. لذلك فلا بدّ من العناية بهذا التراث ونشر ثقافة الاهتمام بالكتاب وبالمخطوط خاصة، إنها ثروة ثمينة لاتعوض وهي عرضة للاهمال والتلف..إن العمل على جمع المخطوطات والتكفل بصيانتها أمرجديرٌ بالرعاية، وإن العمل على تحقيقها تحقيقا علميًّا يُزيح الغبارعلى الكثير من الأعمال المغيبة ونعتبرها عملية إكتشاف، وللتحقيق أهمية ولايقوم به إلا من يتوسم في نفسه القدرة والكفاءة والاطلاع وشيئٌ من الاهتمام.


    6-التحقيق: ولفظ التحقيق مصدره من الفعل المضعف {حقّق} يحقّق تحقيقا، وأصل مادته الفعل المضعف العين {حقّ} وقد تولدت منه معاني عديدة حقَّ الأمر يَحِق ويَحُق حقًا وحُقوقًا صارت حقًا ثابتا. ومنه أن المادة تدل على الاثبات والتصديق والاحكام والتصحيح وإخراج الكتاب على أسس علميّة صحيحة ومحكمة . 1- ويبدأ التحقيق في عنوان المطبوع وإسم مؤلفه ونسبته إليه وتحريره من التصحيف والتحريف والخطأ، والنقص والزيادة وهذا بقراءة صحيحة ذكيّة تفضي إلى إخراجه بصورة مطابقة للأصل الذي كتبه المؤلف. 2- يتطلب من المحقق جهدًا ودراية وإطلاعاعلى قواعد التحقيق وأصوله وما يجوز وما لايجوز له فيه. 3- أن يكون لديه الاستعداد للمناقشة والحوار وقبول الرأي الآخر حتى يثبت له العكس. 4- أن يلتزم بالأمانة العلميّة نصًا وروحًا وهذا أمرلاتساهل فيه. 5- أن يكون على علم بما صدر للكاتب من كتب وما كتب في الموضوع، والكتب التي تتصل بمادة المؤلف وبالمؤلف ذاته..


    7-طريقة التحقيق: ولعلني أشرت إلى ذلك إذ لابد من :
    1-المحافظة على النص الأصلي كما هو لاكما ينبغي المحقق.فليست مهمة المحقق تحسين الأسلوب أوتوضيح أخطاء عصره، أو إثراء المعلومات، إنّما على المحقق أن يقدّم النص كما هو..ويشرح غوامضه بشكل منهجي فيقوم بتخريجه وفهرسته ومعرفة الخطأ والتنقيط مع الاطلاع على نسخ من المخطوطات ومصادر المؤلف وبيئته{هوامش}. 2-نسخ النص بعناية دون أن يجتهد في التصحيح والتعليق. 3-يقوم بإجراء عملية مقابلة بين النسخة التي بين يديه والنسخ التي عثر عليها، وهذه عملية مُهمّة وجوهريّة، ويُسجل ماوُجد من خلاف بين النسخ.. 4-عندما يصل إلى الكتابة النهائية يثبّت الرسم الذي إعتمده الكاتب وأراده. 5-يكتب في الحاشيّة التصويبات التي ذكرنا ويعالج {الخُرُوم} ماضاع من الحروف ويقوم ب {عملية ّترميم } ويتدارك السقط { سقوط ورقة } أو عدّة أوراق ويعتمد الورقة الأقرب إلى الحقيقة في النسخ الأخرى، ويشيرإلى التعليقات التي يعثر عليها في الهامش لعلها تحيل القارئ الى شيئ مهم ولايدرجها في النص الأصلي أبدا.
    وعلى الله قصد السبيل.

    *-للموضوع مراجع

    الزاوية المرزوقية {بنهار} البيرين
    يومه الأربعاء 02-01-2013
يعمل...
X