تويت
السنديان شجرة تعمق وجودها في الساحل السوري وتضرب جذورها في أرضه
منذ مئات الأعوام
منذ مئات الأعوام
اللاذقية - سانا
بين الهضاب الصخرية والسفوح الجبلية في الساحل السوري تسحرك أشجار السنديان دائمة الخضرة على مدار العام والتي كانت وما زالت ملهمة الكثيرين من الكتاب والشعراء حتى غدت مضرب مثل في الصلابة والتجذر في الارض والتمسك بتراب الوطن وخاصة أنها تتميز عن اقرانها من الأشجار الحراجية بشكلها وثمرها وتكوينها في قشرتها و لبها الذي لا يأتيه العطب أو الضرر.
وتشكل المساحة التي تنتشر عليها أشجار السنديان في محافظة اللاذقية نحو 40 بالمئة من المساحات المزروعة بالأصناف الاخرى من الأشجار الحراجية وتقدر المساحة المزروعة بهذه الشجرة المعمرة في عموم المناطق الحراجية وفق مدير دائرة الحراج في مديرية الزراعة المهندس باسم دوبا بحوالي 20 ألف هكتار رغم عدم توافر احصائيات دقيقة عن توزعها كونها تتواجد بجوار أشجار حراجية أخرى تنتشر بكثرة وهي من فصيلة الأشجار عريضة الأوراق الوبرية المنشأ والتي تتميز بقساوة أوراقها.
ويؤكد دوبا أن عمر شجرة السنديان في بعض المناطق يقدر بمئات السنين أبرزها قريتا السكرية والبهلولية مشيرا إلى وجود إحداها يقدر عمرها بثلاثمئة عام بالقرب من مقام الشيخ البغدادي وكذلك أشجار اخرى تتوزع في قرى بسطوير وحلبكو الجبليتين بمنطقة جبلة.
ويشير دوبا إلى أن هناك موقعا وحيدا في اللاذقية تتواجد فيه غابة عذراء من السنديان يقع في قرية الريحانية التابعة لحرف متور في منطقة جبلة حيث تتربع على مساحة تقدر بحوالي 20 دونما ويتجاوز قطر الشجرة الوسطي فيها ثلاثة أمتار بينما يصل طولها إلى 30 مترا .
ويرى رئيس دائرة الحراج المهندس فاتح إبراهيم أن اكثرها عمرا تتواجد في قرية الربوة بمنطقة جبلة اذ يقدر عمر تلك الشجرة بأكثر من خمسمئة عام متميزة بوضعها الصحي السليم من الجذر فالساق فالأوراق ويبلغ محيطها التاجي أكثر من 30 مترا.
وعن فوائد شجرة السنديان يوضح المهندس الزراعي والخبير الحراجي أمجد جمال ان أزهارها وثمارها تستخدم في الطب الشعبي وكذلك كعلف للحيوانات في حين تصلح ثمرتها الدوام وهو الاسم الشعبي للبلوط للاستهلاك البشري ويتسم بجودة ومذاق متفاوت بين المرارة والحلاوة من شجرة إلى أخرى فضلا عن انها بيئة ملائمة لأنواع شتى من الحيوانات والزواحف والحشرات حيث تعيش في مواطنها من الجذور والساق والأغصان والأوراق.
وكان السنديان يستخدم قديما في بناء المنازل الطينية حيث ترصف سقوف المنازل من جذوع الشجرة ولعل الملفت ان الفلاح كان يقطع الشجرة في وقت غياب القمر عن كبد السماء في الفترة المعروفة محليا بالنقصة وهي مدة تمتد ثلاثة عشر يوما وتشكل ضمانة لبقاء استخدام خشب السنديان لفترات طويلة من الزمن بحال جيدة كما يعتقد.