Announcement

Collapse
No announcement yet.

شكلت فرقة زواريب الموسيقية بمهرجان المونودراما المسرحي حالة إبداعية فريدة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • شكلت فرقة زواريب الموسيقية بمهرجان المونودراما المسرحي حالة إبداعية فريدة


    فرقة زواريب.. حالة إبداعية فريدة ضمن مهرجان المونودراما المسرحي

    رنا رفعت

    اللاذقية - سانا

    شكلت فرقة زواريب الموسيقية خلال مهرجان المونودراما المسرحي الذي اختتم فعالياته قبل يومين حالة ابداعية متميزة على مستوى الغناء والموسيقا حيث استطاعت الفرقة أن تقدم من خلال المقطوعات المتنوعة التي عزفتها قراءة للواقع السوري الراهن من زاوية فنية خالصة امتزج فيها ما هو فكري وثقافي بما هو إبداعي وخلاق.

    وكانت الفرقة قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها إلى جانب باقة منتقاة من أعمال الفنان زياد الرحباني والفنان جوزيف صقر اداها كل من مروان دريباتي مدير الفرقة بمشاركة عدد من الفنانين الشباب بينهم ايفا حبيب ونصر حسون ودانيال سلمان لتحصد بذلك المجموعة الفنية في زواريب اهتماما كبيرا واستحسانا واسعا من قبل جمهور المهرجان والنقاد الموسيقيين على حد سواء.

    وفي هذا السياق اوضح دريباتي ان مشاركة زواريب في فعاليات مهرجان المونودراما المسرحي هي سعي لتوسيع الابعاد الثقافية والابداعية للاحتفالية واستقطاب لشرائح اوسع من الجمهور الثقافي الذي يمكن له ان يعايش من خلال هذا التنويع في الانشطة المشاركة كل ما يرضي ذائقته الفنية في حقول المسرح والغناء والتشكيل والموسيقا وهي فعاليات حاضرة جميعها في المهرجان.

    وأضاف دريباتي.. قدمنا اليوم سبع اغنيات جديدة من أصل 11 اغنية اشتغلنا عليها لأشهر وتناولت جانبا من حياتنا اليومية المجتمعية منها والعاطفية والسياسية كما يعيشها السوريون اليوم فنمط الاغاني التي نقدمها لا تلاقي غالبا قبولا من جهة الإعلام لكن ما يهمنا هو الجمهور والحضور الكثيف الذي يهوى الحفلات الموسيقية الملتزمة فقد قرأت الأزمة السورية بطريقتي عبر اغنيات طرحت عناوين ذات صلة بجذور وتبعات وسلبيات الازمة الراهنة كأغنية وطني حبيبي وأغنية بحرية قول شو بدك وكيف بدك تسمعني/ وغيرها.

    وأشار قائد فرقة زواريب إلى أن الأحداث الجارية شكلت ارضية لموضوعات فنية غنائية جديدة بالنسبة للفرقة التي تسعى إلى خلق حراك فني مستمر رغم ضغط الاحداث الجارية كمؤشر إيجابي لاستمرارية الحياة والفرح والحب في الوطن منوها بان الفرقة تترك الباب مفتوحا امام استقبال المواهب الشابة وتطويرها وهذا هو هدفها الأساسي.

    وذكر دريباتي ان اختياره لاغنيات الفنان زياد الرحباني يعود لأسباب عدة اهمها ان العارف بالموسيقا العربية يعلم انه وعلى الرغم من وجود مئات الموسيقيين الا ان زياد الرحباني كان قارئا حقيقيا للحياة والموسيقا الراقية وكان متنبئا موفقا لواقع المجتمع العربي حيث قدم عددا كبيرا من الاعمال المستوحاة من أحداث عربية معاصرة والتي تتشابه وتتكرر وقائعها منذ الستينيات وحتى يومنا الحالي.

    وحول نشاط الفرقة في المرحلة الماضية أوضح أن الفرقة كانت مقلة بعروضها الفنية الموسيقية نظرا لاشتغالها الدؤوب على مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة في حقلي الموسيقا والغناء والتي استلهمت جل موضوعاتها وافكارها من وحي الازمة الراهنة ومن صلب الحياة المجتمعية السورية.

    وقال.. قمنا خلال الأشهر القليلة الماضية بتحضير مجموعة اغنيات سورية جديدة من كلماتي وألحاني وكان لدينا رغبة شديدة في تقديمها للجمهور في اقرب فرصة رغم ما نعانيه من تسلط غير مبرر لبعض الجهات الفنية المعنية بتقديم اعمالنا الموسيقية ونتمنى أن تزول اشكالية البيروقراطية الرقابية على موافقة تقديم الأعمال الفنية.

    وتابع دريباتي.. لم نزل الى يومنا هذا نعاني من حضور جهات غير مسؤولة لا تجروء على تبني الاعمال الفنية وتقديمها للجمهور بالشكل الامثل خاصة أننا اشتغلنا على اعمال لها خصوصية الأزمة السورية وما خلفته من سلبيات في النفوس والمجتمع والحياة عامة.

    ومن الناحية التقنية لفت دريباتي الى ان الأعمال الفنية التي يقوم بتأليفها للفرقة تعتمد على إنتاج موسيقا قريبة من إحساس المتلقي وروحه وتتنوع بين الأشكال الكلاسيكية والرومانسية والشعبية بما يتناسب ومختلف أطياف المستمعين وأذواقهم مؤكدا أن العمل الموسيقي الناجح هو ذلك الذي يستطيع العازف من خلاله التغلغل في وجدان الجمهور وإدهاشه بعيدا عن أي تصنيفات تضع الموسيقا في خانة التراث الشرقي أو الغربي.

    وأشار دريباتي إلى ضرورة إعمال النقد الموسيقي في كل ما يقدم اليوم على الساحة المحلية بهدف تقييم النتاج الإبداعي المتوارد وفرزه بما يدعم النهضة الموسيقية الكبيرة التي تشهدها سورية مؤكدا على الدور الكبير الذي تضطلع به المنظومة الإعلامية في العصر الحديث في بلورة الظواهر الفنية على تنوعها وأهمية تحقيق ترويج إعلامي متكافئ لكل الأشكال الغنائية المعاصرة ليكون للجمهور كلمته النهائية فيها.

    ويؤكد اعضاء الفرقة ان زواريب هي منبر للمواهب الموسيقية الجادة والتي يصعب في كثير من الأحيان على كل منها بلورة حضورها الفني والكشف عن طاقاتها الموسيقية في مشهد يعج بالشباب المبدع والمقولات الفنية المتنوعة مشيرين إلى أن ما تقدمه المجموعة اليوم من خلال الاعمال الموسيقية والغنائية هو نمط جديد يثري تجربة العازفين والمتلقي المحلي في آن معا.

    وفي الإطار ذاته أكد عازف الدرامز محمد شحادة أن مشاركة أعضاء الفرقة في وضع أفكار الأغاني وتوزيع ألحانها بعد وضع الجمل الموسيقية الأساسية من قبل الموءلف يساهم في إبراز قدرات كل من العازفين على مختلف الآلات موضحا أن مساحة الارتجال التي تترك في كل حفل فني لموسيقيي الفرقة توءكد إمكانية حضور الموهبة الفردية وبروزها ضمن مناخات العمل الجماعي الذي يسود قالب الفرقة الفنية.

    من ناحية نقدية رأى بعض المتابعين المتخصصين ان ما تقدمه زواريب في إطار الموسيقا المعروفة حاليا بالأورينتال جاز والتي أخذت تزداد حضورا في الآونة الأخيرة هو تجربة تستمد أهميتها من القدرة على محاكاة جمهور الشباب الذي يؤلف عادة النسبة الأعلى من الحضور والتواصل مع اهتماماتهم الحياتية اليومية موضحين أن المستمع السوري صار اليوم على درجة من الثقافة الفنية التي تمكنه من فرز كل المحاولات التجريبية الجديدة.

    وتعتبر الاسكيتشات الغنائية التي قدمتها الفرقة خلال المهرجان وجها من وجوه ما يعرف بـ موسيقا على الطريق وهو تجربة تعزز التواصل مع الجمهور نظرا لما تطرحه من أشكال موسيقية تتسم بالبساطة والعفوية والخروج عن الإطار التقليدي للأمسيات الموسيقية.

    واشارت آراء متنوعة للجمهور إلى الأفق الواسع الذي وصلت إليه الفنون الموسيقية جراء تمازج التختين الشرقي والغربي والذي ولد مناخات ثرية بالعديد من الأنماط الحديثة في هذا الجانب الأمر الذي استطاع أن يبلور إنجازات موسيقية على درجة من النضج الإبداعي طالت مختلف أطياف الجمهور الفني.

    يذكر أن فرقة زواريب التي تأسست في العام 2003 تتبع للبيت العربي للموسيقا والرسم في اللاذقية ويتراوح عدد أعضائها بين خمسة إلى خمسة وعشرين عازفا حسب طبيعة النشاط الفني المقام.

    شاركت الفرقة في عدد كبير من المهرجانات المحلية وأحيت مجموعة واسعة من الأمسيات الموسيقية والغنائية في محافظات القطر.

Working...
X