إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار مع ( لطيب ولد لعروسي )المشرف على مكتبة العالم العربي بباريس - حاورته : جميلة طلباوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار مع ( لطيب ولد لعروسي )المشرف على مكتبة العالم العربي بباريس - حاورته : جميلة طلباوي

    المشرف على مكتبة العالم العربي بباريس
    لطيب ولد لعروسي
    في حوار خاص:
    لدينا في العالم العربي يوميا تغلق مكتبة، في حين في أوربا تدشن مكتبة في كلّ يوم.
    حاورته : جميلة طلباوي



    ** الكتاب الورقي لن ينتهي و سيبقى.
    ** القارئ العربي لا يقرأ إلا نصف صفحة في السنة، في حين أنّ الأمريكي يقرأ 13500 صفحة في السنة.
    **المكتبات الموجودة في بلدنا الجزائر لا تعتبر مكتبات، هي عبارة عن مخازن، أو فضاءات للقراء، المكتبة شيء آخر، المكتبة الآن لها مقاييس دولية مهمّة جدا.

    هذا الحوار جمعنا بالسيد الطيب ولد لعروسي المشرف على مكتبة العالم العربي بباريس و هو مختص في علم المكتبات تحدّث من خلاله حول أهمّية المكتبة و إشكالية المقروئية في عالمنا العربي. الطيب ولد لعروسي ناقش رسالة الدروس المعمّقة في جامعة السوربون حول أحمد رضا حوحو، كما درس علم المكتبات و التوثيق، شارك في عديد الملتقيات في الدول العربية و الأوربية.
    أصوات الشمال :
    كمشرف على مكتبة العالم العربي بباريس، نريد ك أن تعرّفنا أكثر عليها و ماذا عن أهمّ خصائصها والدور الذي تلعبه في عاصمة كبرى كباريس؟

    الطيب ولد لعروسي :
    هي مكتبة متخصصة و موسوعية لأنّها موجودة في باريس بحكم أنّها تهتمّ بالعالم العربي، و موسوعية لأنّها تتطرّق إلى كلّ ميادين المعرفة في مكتبة العالم العربي بحكم فرادتها لأنّها هي المكتبة الوحيدة و الفضاء الوحيد الذي يقدّم العالم العربي فكرا و حضارة و علما . كلّ الكتب الموجودة في هذه المكتبة أو استيراتيجية المكتبة التي بنيت عليها موجودة في أماكن أخرى حتى في الدول العربية لا توجد مكتبة نظيرة لها.
    يلتقي في هذه المكتبة الطلبة و الباحثون و الإعلاميون و رجال السياسة و السياح و الفضوليون، فالمكتبة تستقبل ما بين 300إلى 400مستفيد يوميا و هي أوّل مكان مقصود في معهد العالم العربي، أول مكان يُزار، و أول مكان يُصنّف من حيث عدد المستفيدين في غياب المعارض الكبرى أو الصغرى، تأتي المكتبة في المرتبة الثانية، و هذا يبيّن اهتمام الآخر، و اهتمام العرب بثقافته في أيّ مكان وجد فيه.
    الزوار و المستفيدون ينقسمون كالتالي: 60 بالمائة طلبة مستواهم العلمي يفوق رسالة الماجستير، و يأتي في المرتبة الثانية الأساتذة و الكتاب و الباحثون، ثمّ الإعلاميون و رجال السياسة و الفضوليون الذين يريدون الاهتمام بالعالم العربي لفترة وجيزة.
    هذه المكتبة تقدّم خدمات مباشرة و غير مباشرة، الخدمات المباشرة تتمثّل في هؤلاء الزوار، و الخدمات غير المباشرة تتمثل في جمهور كبير يستفيد من هذه المكتبة دون أن نراه و لا نستطيع تحديد مكان وجوده، لكنّه يستفيد عن طريق الفاكس و الهاتف و عبر الأنترنيت، إذ يطرح مجموعة من الأسئلة تهمّ بحثا أو تتعلّق ببعض المشاكل التي لها علاقة بالعالم العربي.

    أصوات الشمال :
    : أكيد أنّ زوار المكتبة هم من أديان مختلفة و من جنسيات مختلفة أيضا، ماذا عن هذا التنوع؟

    الطيب ولد لعروسي :
    : رواد المكتبة يأتون من مختلف أنحاء المعمورة، من القارات الخمس، الإقبال الأوربي يأتي في المرتبة الأولى، ثمّ يأتي بعده الإقبال العربي، ثمّ الإقبال الآسيوي.

    أصوات الشمال :
    : و ماذا عن الإقبال الجزائري؟

    الطيب ولد لعروسي :
    : الجزائريون يستفيدون كثيرا من المكتبة و هنالك بالإضافة إلى الطلبة و الباحثين الذين يعيشون في فرنسا، هنالك مجموعة كبيرة من الباحثين الذين يأتون من الجامعة الجزائرية خصّيصا لإثراء أبحاثهم.
    تستقبل المكتبة في هذا المجال ما بين 1500 و 2000 أستاذ جامعي من مختلف الجامعات الجزائرية سنويا، هذا العدد الذي أستقبله أنا شخصيا بحكم الإجراءات الإدارية، لكن بدون شك العدد أكبر بكثير .هؤلاء يأتون للاستفادة و الاستفادة في الحقيقة تتمّ عن طريق الأنشطة الثقافية، السنمائية، الندوات، المتحف، مهرجان السنما، مهرجان الفيلم العربي... يعني المستفيد عندما يزور المكتبة يستفيد من جملة هذه الأنشطة الثقافية، و الجدير بالذكر أنّ المعهد ينظّم ما بين 300 360 نشاط سنويا، أي ّ بمعدّل 3إلى 4 إلى 5 أنشطة في اليوم، بمعنى أنّه توجد أنشطة دائمة و مستمرّة و في كلّ المجالات.

    أصوات الشمال :
    : وجود هذا المعهد بهذا الحجم و بهذه الأهمية في قلب عاصمة كبرى كباريس، إلى أيّ مدى حقق نجاحا؟

    الطيب ولد لعروسي :
    : هذا المعهد يقدّم خدمات كبيرة و مهمّة جدا من خلال المكتبة و الأقسام الأخرى، و الدليل على ذلك أنّ هذا المعهد يصنّف من حيث الحجم و الأهمّية من بين الخمس أمكنة المزارة في باريس، عدد زواره يفوق المليون زائرا و عدد الزوار المرئيين الذين يترددون عليه يفوق المليون زائرا، أمّا عدد الزوار عبر الأنترنيت فيفوق مليون و مائتي ألف زائر، إنّه نافدة مهمّة جدا على العالم العربي في أوربا.

    أصوات الشمال :
    : التكنولوجيا أنتجت لنا الكتاب الإلكتروني و المجلة الإلكترونية، لكن الكتاب لا زال بخير في أوربا، فماذا تقولون عن إشكالية المقروئية في عالمنا العربي؟

    الطيب ولد لعروسي :
    : سؤال مهم جدا، و هو سؤال بشقين، في الشق الأول حديث على أنّ الكتاب الورقي لن ينتهي و سيبقى، و الدليل على ذلك أنّ لدينا في العالم العربي يوميا تغلق مكتبة، في حين في أوربا تدشن مكتبة في كلّ يوم تكون أحسن من الأخرى، في أمستردام دشنت مكتبة تفتح أبوابها 87 ساعة أسبوعيا، و قد أسست بطريقة تقنية تسمح للقارئ و العامل بالالتقاء، و تقرّب الكتاب للقارئ أكثر ممّا هو عليه الآن.
    في أمريكا بعض المكتبات تعمل 24 ساعة على 24 ساعة ،هذا يقودنا للحديث عن مشكل القراءة في العالم العربي، أحيلكم على تقرير التنمية العربية أو التنمية العالمية لعام 2010 و تقرير منظمة اليونسكو لسنة 2010 لتكتشفوا بأنّ القارئ العربي لا يقرأ إلا نصف صفحة في السنة، في حين أنّ الأمريكي يقرأ 13500 صفحة في السنة .
    العالم العربي لا يقرأ كتابا، في حين أنّ الآخر يقرأ 11 كتابا، لماذا؟
    مثل هذا السؤال مهمّ جدا أن نطرحه يوميا، بل يجب تحريض المسؤولين على إيجاد حلول لها، مثلا المكتبات الموجودة في بلدنا الجزائر لا تعتبر مكتبات، هي عبارة عن مخازن، أو فضاءات للقراء، المكتبة شيء آخر، المكتبة الآن لها مقاييس دولية مهمّة جدا، و العالم الغربي يتسابق كيف يبني مكتبة أحسن من الثانية ، و المكتبي لم يصبح ذلك الذي نطلب منه كتابا فيعطيه لك و انتهت مهمّته، بل يبحث معك، و يشتغل معك ، و يذهب إلى الأحياء لكي يجلب القرّاء . المكتبي وسيط ثقافي مطلوب منه أن يحبّب الكتاب و أن يحلّل الكتاب، و أن يسهل الطريق إلى الكتاب ، و أن ينظّم تظاهرات ثقافية حول الكتاب، و أن يعرف بالمثقفين، و أن يحرّض دور النشر على يلتقوا من حين لآخر ليعرّفوا بكتبهم ، هذه الأشياء مفقودة في الجزائر، مثلا عندما يطبع كتاب في الجزائر لا يوزع ، هنالك مشكلة التوزيع و مشكلة الطباعة، غياب مكتبات للقراء، نحن نساهم في تجهيل الإنسان العربي لأنّنا لا ننشئ له وسائل و جسور ليتعرّف على الكتاب.

    أصوات الشمال :
    : نحتاج إلى آليات معيّنة حتى نعيد تلك العلاقة الحميمة بين القارئ و الكتاب؟

    الطيب ولد لعروسي :
    : الآليات موجودة فقط على المسؤولين أن يأخذوها بعين الاعتبار و أن يضعوا الأشخاص المهتمّين في موضعهم الحقيقي و أن يوفروا لهم الإمكانيات للعمل، اليوم و غدا علينا أن نهتمّ بالكتاب، علينا أن ندخل الآن و ليس غدا موضوع الكتاب لأنّنا فعلا في العالم العربي لا توجد مكتبة في مستوى المكتبة الوطنية الفرنسية، أو مكتبة الكونغريس الأمريكية.
يعمل...
X