إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر ( سامي مهدي ) صوت متميز في جيل الستينات الشعري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر ( سامي مهدي ) صوت متميز في جيل الستينات الشعري



    سامي مهدي صوت متميز في جيل الستينات الشعري

    سامي مهدي وذاكرة القصيدة من زمن آخر

    العرب أونلاين- عبد الرحمن مجيد الربيعي

    هي مجموعة من المقالات التي تتحدث عن أسماء معروفة في الساحة الأدبية العربية. هشام عودة يجمع بين الحكي والسيرة الذاتية في إصدارات متتالية تكشف وجوها أخرى لكتّاب من عديد الجوانب، ربما غير التي عرفناها.

    يواصل الشاعر والناقد الفلسطيني هشام عودة مشروعه في إجراء حوارات مطولة تصدر في كتب تباعا، وقد بدأها بكتاب "وهج الأسئلة" أحمد المديني يتحدث "2010 عمان" وأحمد المديني هو الأديب والأكاديمي المغربي، ثم ألحقه بكتاب ثان هو "الشمعة والدرويش حميد سعيد يتحدث "2011 عمان" وحميد سعيد هو الشاعر العراقي المقيم في العاصمة الأردنية عمّان.

    ثم جاء كتابه الثالث في هذه السلسلة تحت عنوان "الكتابة بلا انقطاع سامي مهدي يتحدث"، وهو الكتاب الثاني عن شاعر عراقي من جيل الستينات بعد حميد سعيد حيث يعد هذان الشاعران ومعهما أسماء قليلة أخرى كفاضل العزاوي وحسب الشيخ جعفر وصركون بولص وآخرين من رموز جيل الستينات العراقي.

    ونستطيع القول أن هذا المشروع الذي يشتغل عليه الشاعر هشام عودة هو مشروع مهم لأنه يحاول تقديم من يحاورهم تقديما شاملا، حياتهم وصداقاتهم وتجاربهم الأولى ومشاغلهم الأدبية وآرائهم ومواقفهم.

    كأنه يستدرج من يحاوره ليفتح ما تخبأ من وقائع سيرته الذاتية، وهذا ما كان في كتابيه اللذين قرأتهما والمتعلقين بشاعرين صديقين جايلتهما على مدى سنوات أعمارنا الأدبية.

    ولعل الشاعر سامي مهدي هو من بين أكثر المتبتلين في عشق الشعر، وقد عمل على تطوير تجربته وهو الذي أتى للأدب من عالم الاقتصاد حيث تخرج من كلية الاقتصاد ببغداد، وعمل على تطوير قراءاته باللغة الانكليزية وعندما أتيحت له فرصة العمل في باريس عمل على تعلم اللغة الفرنسية وأصرّ على ذلك حتى صار يترجم منها وصار يقرأ تجارب شعرائها بغلتهم.

    ولسامي مهدي رصيد ثري في الكتابة النقدية والترجمة والبحث، وكان من أوائل من راجعوا تجربة جيل الستينات الشعرية في كتابه المرجعي "الموجة الصاخبة" وكذلك كتابه الذي حظي بالاهتمام والذي راجع فيه تجربة الشاعر الفلسطيني توفيق صايغ.

    لقد بدأ هشام عودة الحوار مع سامي منذ البدايات، ونشير إلى أن ديوانه الأول "رماد الفجيعة" الصادر ببغداد عام 1966 كان فاتحة جيل الستينات الشعري الذي صدر متزامنا مع مجموعة "السيف والسفينة" القصصية لمحدثكم التي كانت فاتحة جيل الستينات القصصية.

    روى سامي مهدي بدايات جيله هو ابن بغداد وليس من الوافدين عليها من المدن الأخرى وتحدث عن رفاق البدايات وتأثيرهم عليه وقبل هذا تحدث عن مدرسيه في المرحلة الثانوية حيث كان أولئك الأساتذة يمتلكون فراسة الانتباه إلى تجارب طلابهم وتوجهاتهم فيعملون على إرشادهم من أجل أن يطوروا تجاربهم.

    وتحدث كذلك عن دور النشرة المدرسية التي كان يحررها الطلبة وكانت الفضاء الذي تتحرك فيه تجاربهم الأولى.

    أعاد سامي مهدي الحديث عن روائي وقاص توفاه الله مبكرا هو موفق خضر الذي كان يحثه على النشر ما دام لديه ما يستأهل النشر من كتابات.

    يقول سامي مهدي لهشام عودة: "سأبدأ معك من نقطة الصفر فأقول إن أبي هو الذي قادني إلى أبواب عالم الكلمات كانت معرفته بالقراءة والكتابة ضئيلة جدا، ولكنه علمني أن أكتب اسمي واسمه".

    ثم تحدث عن المجلات التي تعرّف عليها في سنوات البداية وكيف صار يتابعها بعد أن بدأ يتعلم القراءة إثرالتحاقه بالكتاتيب، وكذلك دور القرآن الذي حفظ الكثير من آياته.

    ويتحدث عن دور مجلة الآداب التي ما إن رآها عند أحد أساتذته حتى أصبحت مثاراهتمامه وصار يتابعها ثم صار من كتّابها بعد ذلك.

    وتحدث كذلك عن الشعراء الذين قرأ تجاربهم وتابع ما ينشرونه وذكر أسماء: بدر شاكر السياب، عبد الوهاب البياتي، نازك الملائكة، بلند الحيدري، خليل حاوي، صلاح عبد الصبور، أحمد عبد المعطي حجازي، محمد الفيتوري، نزار قباني "حتى شعراء الدرجة الثانية والدرجة الثالثة كنت أقتني دواوينهم". وذكر أنه حاول نظم "الأبوذية" والشعر الشعبي بالدارجة العراقية.

    وسامي مهدي مغرم بجلسات المقاهي التي يؤمها الأدباء وأذكر هنا أن لقاءاتنا الأولى عام 1964 كانت في مقهى البلدية ببغداد، وقبلها ذكر أنه كان يلتقي بعدد من الأدباء الناشئين وقتذاك في مقهى من مقاهي الرصافة لم يذكر اسمه هو وموفق خضر وغازي العبادي وخضير عبد الأمير وباسم عبد الحميد حمودي وسلمان الجبوري وعبد اللطيف إطيمش وجواد البدري وصلاح نيازي. وقد برز هؤلاء بعد ذلك وصاروا من أعلام الأدب.

    ومن بين أصدقاء العمر الذين تعايشت معهم أدبيا وإنسانيا منذ بداياتي الأولى الشاعر سامي مهدي الذي حاوره الشاعر الفلسطيني هشام عودة في هذا الكتاب وأستطيع القول إن سامي مهدي يتوفر على قدر كبير من الجدية ولذا لم أستغرب أن تكون أول زاوية يكتبها باسم مستعار كانت بتوقيع "جاد"، وقد بقي جادا في قراءاته وأحكامه ودقته حتى أن الشاعر أنسي الحاج بعد أن أطلعته على ما كتبه عنه الشاعر سامي مهدي بأنه لم يعرف قراءة كهذه إذ بدت له وكأنها مرافعة دقيقة وأتذكر أنه قد أعاد على مسمعي هذه الملاحظة التي تتفرد عن الأحكام ذات الأهواء التي يكتبها هذا الأديب أو ذاك كان ذلك عام 1985 أثناء إقامتي اللبنانية وجدية سامي مهدي لم تجب عن كل أجوبته حتى وإن كان السؤال بسيطا ولمجرد الاستيضاح عن أمر يسأله هشام عودة مثلا عن مصادر معرفته الأولى عدا القراءة فيجيبه "ربما يصح أن أقول إن الفنون التشكيلية كانت بالنسبة إليّ مصدرا آخر من مصادر المعرفة"، لكنه بعد ذلك لا يترك جوابا كهذا دون أن يهب في استكمال تفاصيل لاحقة تتعلق به حيث أخذ يتحدث عن متابعاته للمعارض وأسماء الفنانين الذين أحب أعمالهم.

    وتحدث عما أضافه إلى مكتبته من تلك المؤلفات القيمة التي كانت تبيعها شركة مخازن أورزدي باك ببغداد عن أشهر الفنانين التشكيليين في العالم كما تحدث عن المتاحف العالمية التي زارها وكذلك القصور والقلاع في المدن الفرنسية وهذه أمور مهمة جدا للشاعر إذ أنها توسع من مدى رؤيته ورؤاه وربما كان في جواب كهذا دليل لدارسي شعر سامي مهدي "للموضوع صلة".
يعمل...
X