إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكاتبة منى بشلم تحاورها : الأستاذة شيماء درويش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكاتبة منى بشلم تحاورها : الأستاذة شيماء درويش

    حوار مع الكاتبة منى بشلم حاورتها : الأستاذة شيماء درويش




    منى بشلم تتجاوز قضية البحث عن الحرية إلى قضايا إنسانية أكثر إيغالا في الشعور و الواقع الذي نعيشه

    وما يعنيها أكثر هو الإنسان بأوجاعه ، بأفراحه ، بأدق تفاصيل مشاعره و أحلامه ، الإنسان بشكل مطلق دون أي تقسيم ، لأننا من طينة واحدة في النهاية


    حاورتها الأستاذة:شيماء درويش


    منى بشلم من مواليد سيرتا الهوى،مدينة العشق الأبدي،سحرت مالك حدّاد فأسرته كنجمة وطوّقت أحلام مستغانمي في ذاكرة الجسد..
    ولازالت هذه الفاتنة تأسر كلّ من يتنفّس حرقة بالحرف،فكانت منى بشلم أحلى ضحاياها،بدأت خواطرها في سنّ الثانية عشرة وانتهت بها إلى مدرّجات الجامعة التي اعتلت منبرها كأستاذة منذ ثلاث سنوات..هي حكاية لم تنته..لا تمل..

    التقيت بها عبر أثير الشبكة ،فكان لي معها هذا الحوار..

    الأستاذة شيماء درويش
    ـ هل تكتب القاصة منى بشلم بحثا عن الزمن الضائع ؟أم سراب محترق؟


    منـــى بشلم

    ما بين الزمن الضائع و السراب المحترق خيط رفيع ،إنهما يكتبان معا كجدائل متداخلة، الأهم أن ينتهيا للانبعاث نورا من بين رماد الاحتراق ، فيبعث في الروح يقينها الخيير . عن هذا تحديدا أكتب القصة و الرواية بحثا ..عن اليقين، ،أحاول لملمة الشتات الذي نعيشه ، و نعيش به لتشكيل رؤيا جديدة ، تستمد نورها من عناصر الهوية العربية الإسلامية لتنسج طريق العودة نحو هذه الجدور، غير متخلية عما بلغته الكتابة الأدبية من ملامح حداثية، هذه الملامح التي كست بعض النصوص بسيماها الخاصة.


    الأستاذة شيماء درويش
    ـ وهل من صراع درامي بين الحلم والواقع في قصصك؟


    منـــى بشلم

    ربما هو الصراع الأزلي بين ما نريده ، ما يجب أن يكون و ما هو كائن ، بين النوايا الطيبة و انكسارة الخيبة حين يتكشف الوجه المشوه للحياة ، ذاك الذي يتخفى بكثير من التجمل ، تماما كما هي الحياة ..هي نصوصي ، ربما لأني شكلت أغلبها متأثرة بحادث كنت طرفا أو شاهدا عليه .. تتولى اللغة منحه للقص.


    الأستاذة شيماء درويش

    ـ كيف تنظرين إلى المشهد الروائي والقصصي في الجزائر ؟ و ماهي آخر أعمالكَ؟


    منـــى بشلم

    أطل عليه من زاوية التفاؤل . ليس جزافا بل و كما تعلمين كوني باحثة في الرواية ،فإني أتابع باهتمام كل جديد و يمكن القول – لكن دون تعميم لأنه مجحف بالضرورةـ في الجزائر لدينا طاقات أدبية هائلة ، لما أتأمل كتابات الشباب أجدها زاخرة و متنوعة،هناك تجريب وتجديد في الروايات و الأعمال القصصية يعِد بغد أكثر ثراء للأدب الجزائري.



    تجدين روايات تاريخية ، فنطاستيكية ، روايات الأنثى التي تعبر عن انشغالاتها بشكل عميق مع بعض التجارب.. هذا التنوع يثري المشهد الأدبي ، و يدفع بالكتابة للبحث الدائم الذي سيرتقي بها مع كل تجربة درجة أخرى ، هناك طبعا الجانب المظلم، لكنه لا يجعلني أخلع تفاؤلي.

    عن أعمالي كنت أصدرت كتابين هما مجموعة قصصية هي "احتراق السراب" عن منشورات اختلاف الجزائرية ، و منشورات ضفاف اللبناية ، و بعدها مباشرة رواية "تواشيح الورد" عن دار الألمعية الجزائرية، الآن أشتغل على مشروع جديد ، لم تتضح معالمه بشكل جيد بعد ،لذا لا يمكنني التحدث عنه ، فقد يطول أمره .. عادة أنا أشتغل طويلا على نصوصي


    الأستاذة شيماء درويش

    - للكتابةِ طقوسٌ، هل تعيشينها أم تأتيك بآلية معينة؟


    منـــى بشلم


    الكتابة كأنثى متسلطة تحب أن تستأثر بالنفس. و لا تترك مجالا للتفكير في غيرها ، لما تأتي الفكرة ، أو لنقل مشروع العمل الأدبي فإنه يستهلك كل وقتي و تفكيري، جهودي..بحثي،قراءاتي ، و خيالاتي التي تبنيه شكلا و مضمونا.

    عن الطقوس لا شيء محدد ، لست متطلبة ، أبحث عن ركن هادئ أرتب فيه أفكاري و من ثم تأتي مرحلة السبك ، و هي الأصعب لأنها تعيدني بين آونة و أخرى للمرحلة السابقة للبحث والبناء و...كل ما ذكرت سالفا

    الأستاذة شيماء درويش
    - ما مفهوم الحب في العالم العربي؟ كيف تنظرين إليه ؟


    منـــى بشلم

    أعتقد و أتمنى أن أكون مخطئة أنه لم يعد ثمة مفهوم عربي للحب، لأننا لم نعد نكون مجموعة قيمنا و مفاهيمنا و كل أفكارنا بأنفسنا بل نستهلكها جاهزة من الشاشات.. مختلف الشاشات التي تؤطر حياتنا و تعيد تشكيل كل مفاهيمنا، القلب العربي صار ينبض وفق المعايير الغربية،حتى حاجاتنا النفسية للحب انقلبت إلى حاجات نفعية مؤقتة و مبتذلة بكل أسف

    عن نظرتي ..ربما دافئة أكثر مما يجب ، سأبتسم قليلا و أخبرك أني أحب أن يكون الحب تعلق روحين بلا قيد أو شرط ، بحلم الأبدية ، تحفه العفة ، و يزينه الزواج ، فلا أومن كثيرا بحب خارج هذه الأطياف الزاهية .


    الأستاذة شيماء درويش
    - ماهو مستقبل القصة في عصر المعلوماتية؟ وما مدى تعاطفك مع الانتشار الالكتروني لها ؟


    منـــى بشلم

    قد تفاجئك توقعاتي بأن القصة و القصة القصيرة جدا ستزدهر بشكل كبير مع اتساع انشار ما أسميته بعصر المعلوماتية ،لأنها الأنسب لقارئ مستعجل ، وقته ضيق و فضاءات تواصل كثيرة و متعددة.

    عن مدى تعاطفي مع هذا الانتشار سأحصر إجابتي في مدى تعاطفي مع ما ينشر بالمجلات والمنتديات على أنه قصص قصيرة و خاصة قصص قصيرة جدا ..هنا يضيق المدى كثيرا،ما ينشر حظه من الأدبية قليل جدا و ما يحصلونه من تعليقات لا تعدوا كونها مجاملات تجعل أصحابها يصابون سريعا بداء الغرور و يفقدون بشكل آلي فرصتهم في التحسن.

    الأستاذة شيماء درويش
    ـ الإحساس بجمالية المشهد القصصي شيء أساسي في الكتابة، كيف استطعت تخليق الجو الجمالي المناسب والتماس المذهل بين القاريء و النص؟


    منـــى بشلم

    أنت هنا تقررين وجود التماس "المذهل" بين النص و القارئ أنا لا أعرف إن كان كذلك،لكني أسعى بكل تأكيد لخلقه ، سأخبرك بسري الصغير في بناء مشاهدي ، و الذي توصلت إليه من خلال مقارنة أساليب الكتاب الذين أرتبهم حسب ذوقي ، دون أي معيار آخر ، لأني في النهاية قارئة و يحق لي تصنيف الكتاب بذاتية مطلقة . من هذه المقارنات و من ولعي الشديد بالفنون البصرية، خاصة اللوحات الزيتية بدأت طريقتي في بناء المشاهد ، بالرسم أرسم المشهد كما أتخيله لكن بالكلمات ، و هي طريقة عدد من الكاتبات و في حدود ما قرأت هي ناذرة عند الكتاب . هي طريقتي المفضلة ، و أتمنى أن تلاقي قبولا لدى القارئ

    الأستاذة شيماء درويش
    . هل استطاعت كأديبة عربية تجاوز قضية البحث عن الحرية إلى قضايا إنسانية أكثر إيغالا في الشعور و الواقع الذي نعيشه ؟

    منـــى بشلم

    لم أبحث عنها يوما ، و لا تعنيني مطلقا مسألة البحث عن الحرية ، و عن أي حرية يمكن أن نتحدث و نحن نعيش في مجتمع يسيء استعمال كل ما يسخر له.

    ما يعنيني أكثر هو الإنسان بأوجاعه ، بأفراحه ، بأدق تفاصيل مشاعره و أحلامه ، الإنسان بشكل مطلق دون أي تقسيم ، لأننا من طينة واحدة في النهاية. لأدنو خطوة بعد هذا المقام من انتمائي فتجدينني أهتم بالهموم العربية ، الإسلامية ، بتيهنا بين نوازعنا ، و ضياعنا بين تفاصيل عصرنا. و في خطوة أخيرة أقترب من الأنوثة و هي سمتي و طابعي لا يمكنني تجاوزها و لا التعالي عليها ، أحاول أن أقولها..ربما من منظور آخر غير منفصل عن الدين و الهوية.


    الأستاذة شيماء درويش
    - تواشيح الورد فاتحة رواياتك وكما أرى فيها أنك أجدت صياغة الكلمات وتطويعها للخيال الشعري بلمسة حداثية تكسرها الموضوعات الاسلامية ، كيف جمعت بين المتناقضين؟ و كيف تتوقعين أن تكون ردة فعل القراء؟
    منـــى بشلم

    تواشيح الورد هي أولى سرودي الطويلة ، المؤكد أنها ستجمع كل ما يعتمل بالفكر دفعة واحدة، ربما بتركيز شديد و تنسيق أقل ، تواشيح الورد هي هذا المزيج الذي ذكرت ، صياغة حداثية لموضوعات إسلامية تنفتح على عدد كبير من الأسئلة الاجتماعية و الانسانية، و تسلك درب البحث عن الآنا الذات العربية المسلمة وسط هدمها الذي لا يتوقف.

    هو مشروعي للكتابة إن وفقني الله أن أستثمر ما يخدمني من كل حديث ..جديد ، و أن أعود للجذور ليس للتلميع ..بل تنقيبا عن هذه الأنا التي تكاد تمّحي. عن ردة فعل القراء ، حقيقة لا أدري ، و لم استطع اخفاء خوفي و توتري قبل البيع بالإهداء ، و لا أنا قادرة على التخلص منه الآن ، أتمنى أن تمتع قراءتهم و تكون بمستوى ذوقهم فنيا ، أما الباقي فهي فكرة نتفق أو نختلف لا ضرر.<

    الأستاذة شيماء درويش
    ـ وقّعت مؤخرا باكورة أعمالك المجموعة القصصية "احتراق السراب" الصادرة عن دار الاختلاف في المعرض الدولي للكتاب كيف كان صداها؟


    منـــى بشلم


    هي تجربتي الأولى لهذا التقليد الجميل الذي جعلني أتلمس التغير الذي طرأ على نوعية الوافدين على المعرض الدولي للكتاب،من أجمل ما لاحظت تفاوت مستويات و اهتمامات الوافدين. كان من بين من وقعت لهم ممرضة و قد سعدت كثيرا بها ،خاصة و أنها كسرت فكرتي عن كون المهتمين بالعلوم لا يقرأون الأدب العربي. من أجمل القراء طالبة ثانوي فاجأتني بأنها لا تعرف ما هو السراب،شرحت لها والدتها المعنى فاقتربت و طلبت التوقيع على نسختها و في لحظات أمطرتني بأسئلتها الذكية.



    كانت تجربة جميلة جدا ، فرصة للقاء عدد كبير من الكتاب و الأكاديميين، من الأصدقاء و الزملاء، لكن يبقى الأجمل هو الحركة الكثيفة للقرّاء العاديين غير المتخصصين ، الذين حضروا بشكل واسع. كما عدت و التقيت بهم بالمسرح ليضاعفوا دهشتي ، طلبة الثانوي ، شبان ، كهول ، لا تربطهم صلة بعالم الكتابة ، وجدتهم يقتنون الكتابين ( الرواية ، و المجموعة القصصية) بأعداد أدهشتني، و غيرت فكرتي السابقة بشكل كلي .. فشكرا لهم كمثل هذه الدهشة


    الأستاذة شيماء درويش
    ـ شكرا لك الكاتبة والقاصة منى بشلم تمنياتي لك بكامل التألق.


    منـــى بشلم

    جميل الشكر لك و لأسئلتك الراقية، و كل الشكر للقارئ الكريم الذي سيعيش هذا اللقاء البهي .

يعمل...
X