تويت
الاستاذ جميل بشير ومسيرته الفنية
الموسيقار الباحث سالم حسين الامير
من الاساتذة المبدعين في المسيرة الموسيقية العراقية والذي ترك بصمات كثيرة وكبيرة فيها هو الاستاذ الراحل جميل بشير، الذي أحدث تطوراً جديداً في آلة العود عندما تفرغ للعزف على آلة العود بعد اعتزاله لآلة الكمان التي تبرع في العزف عليها في مجال المقام العراقي وألوانه والغناء الريفي وأطواره، فقد اتقن اللونين اتقاناً وحفظاً وعزفاً في هاتين المجالين الرئيسين في الموسيقى العراقية ولم يكن من يجاريه فيها علاوة على دراسته وتعلمه من استاذة الكبير المستر "ساندو البو" الموسيقى الغربية والتوزيع الهارموني والمعزوفات الغربية لأشهر الموسيقيين العالميين مثل بتهوفن وموزارت وباخ وغيرهم.
كنت استمع له عندما ينسجم في آلة الكمان سواء كان في المعزوفات الغربية او الموسيقى العربية او العراقية حيث ارتبطت في العام 1947 عندما رشحت محاضراً في الدورة الموسيقية في مدينة السليمانية صيف ذلك العام وكان يشاركني في ذلك الاستماع والانتماء الاستاذ الكبير غانم حداد الذي هو الاخر من اشهر عازفي العود الذي درسه على يد الاستاذ الموسيقار الشريف محي الدين حيدر وكذلك العزف على آلة الكمان،وكان مشاركا لنا في الدورة الصيفية في ألسليمانية كذلك مشاركتنا الثلاثة في العزف في الاذاعة الكردية وبروزنا في العزف على المقامات والغناء الكردي من اشهر المطربين الاكراد امثال الاستاذ علي مردان والأستاذ حسن جزراوي والمطرب طاهر توفيق ورسول عبد الله ورسول كردي وغيرهم من التركمان كذلك الاستاذ احمد كوزجي وغيرهم.
كنت استمع له عندما ينسجم في آلة الكمان سواء كان في المعزوفات الغربية او الموسيقى العربية او العراقية حيث ارتبطت في العام 1947 عندما رشحت محاضراً في الدورة الموسيقية في مدينة السليمانية صيف ذلك العام وكان يشاركني في ذلك الاستماع والانتماء الاستاذ الكبير غانم حداد الذي هو الاخر من اشهر عازفي العود الذي درسه على يد الاستاذ الموسيقار الشريف محي الدين حيدر وكذلك العزف على آلة الكمان،وكان مشاركا لنا في الدورة الصيفية في ألسليمانية كذلك مشاركتنا الثلاثة في العزف في الاذاعة الكردية وبروزنا في العزف على المقامات والغناء الكردي من اشهر المطربين الاكراد امثال الاستاذ علي مردان والأستاذ حسن جزراوي والمطرب طاهر توفيق ورسول عبد الله ورسول كردي وغيرهم من التركمان كذلك الاستاذ احمد كوزجي وغيرهم.
ولد الاستاذ جميل بشير في مدينة الموصل وكان والده السيد بشير عزيز من عازفي العود وصانعيه فتعلم العزف على العود والكمان وهو في طفولته على يد والده وحفظاً لكثير من الاسطوانات وجهاز الحاكي (فونغراف) الكرامفون الكثير من الموسيقى العربية كالسماعيات والبشارف واللونكات وغيرها من المعزوفات والأغاني، وعندما فتح معهد الموسيقى في بغداد وأصبح معهد الفنون الجميلة اخيراً كان من اوائل طلابه العام 1936 وتتلمذ على يد الاستاذ الشريف محي الدين حيدر ولما اشتد عوده في آلة العود دخل دراسة آلة الكمان على يد الاستاذ "ساندو البو" فكان فارساً وعازفاً في هاتين الآلتين الجميلتين كذلك اتقن الوان المقام البغدادي والموصلي اتقاناً علمياً علاوة على الاستماع لعزف مع كبار المطربين أمثال الاستاذ الكبير محمد القبانجي وغيره من القراء الكبار وأتقن ايضاً الغناء الريفي والغناء البدوي بجميع اطواره وأشكاله.
شارك الاساتذة الاتراك الذين يحاضرون في معهد الفنون الجميلة كالأستاذ الموسيقار مسعود جميل والأستاذ جودت جاغلة وغيرهم من الاساتذة الاتراك الكبار، كذلك شارك في العزف مع زملائه الاستاذ غانم حداد وشقيقه الاستاذ منير بشير في عزفهم مع استاذهم الكبير الشريف محي الدين حيدر في احدى حفلات معهد الفنون الجميلة بحضور الملك والوصي ورئيس الوزراء والوزراء وكبار السياسة والشخصيات البارزة من الذين يحضرون حفلات معهد الفنون الجميلة انذاك سواء لأساتذة وطلبة معهد الفنون الجميلة البارزين والضيوف الذين يستضيفهم المعهد من العازفين العالمين او المطربين الكبار أمثال المطرب التركي الكبير أمين نور الدين والذي شاركت انا فيه على آلة القانون مع الاساتذة جميل بشير ومنير بشير وغانم حداد والحاج حسين عبد الله على الايقاع والأستاذ مسعود جميل على آلة الجلو.
كان الاستاذ جميل بشير مؤلفاً موسيقياً، وقد الف من السماعيات العديدة اهمها سماعي حجاز ديوان وسماعي رست واهم المعزوفات الموسيقية وأجملها معزوفة (شروق) ومعزوفة (جنيد)، تخرج على يده العديد من الطلبة الذين تولو من بعده التدريس في معهد الفنون الجميلة، وكان رئيساً لفرقة الإذاعة العراقية، عمل استوديو خاص بتسجيل الاغاني العراقية لكبار المطربات والمطربين، وكنت انا عازفاً لآلة القانون مع هذه الفرقة التي يقودها بنفسه ويضع التوزيع الموسيقي والمقدمة، وقد وضع مقدمات موسيقية لتسجيلات اغاني المطرب الراحل ناظم الغزالي عندما سجل اغانيه لشركة جقماقجي.
توفي الفنان الكبير الاستاذ جميل بشير في لندن صيف عام 1977، بعد ان ترك لنا ثروة كبيرة في الموسيقى لاسيما كتابه الكبير في دراسة لآلة العود بجزئيه الأول والثاني والذي يدرس في معهد الفنون الجميلة ومعهد الدراسات الموسيقية ومدرسة الموسيقى والباليه، وهكذا فقد العراق أهم رائد للموسيقى مع من رحل منهم رحمهم الله جميعا.