إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فلسطين بين مشاهد الفرح والتحديات بقلم يوسف العباسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فلسطين بين مشاهد الفرح والتحديات بقلم يوسف العباسي

    مظاهر الانسحاب الاسرائيلى من قطاع غزة واندحار قواته المهزومه من مواقعها الحصينة فى الاراضى التى تقول كتبهم انها تدر عسلا ولبن , هذه المشاهد التى اثلجت صدور المقاومين من كل الاطياف السياسية والوطنية وهزت قلوب الغاصبين وحملت ناقوس الخطر للمرحلة القادمة ,مرحلة تأجج الصارع الفلسطينى الاسرائيلى , فى ارض المحشر والمنشر وارض الرباط الى يوم الدين , ارض الرسالات السماوية أرض الصراع بين الحق والباطل منذ الأزل
    تتابعت الأحداث وتسارعت الأخبار عن موعد الانسحاب الاسرائيلى من القطاع وتعددت السيناريوهات ولكن كلها تدور حول نقطة واحدة (انسحاب احادى الجانب) شارون يتخبط , يهدد , حرب الأنفاق , صواريخ التحدى صانعة الرعب , استشهاديين يخرجون من فوق الأرض ومن تحتها, يخرجون كالأشباح يثأرون للدين , للارض , للانسان , تمرد فى جنود صهاينة , مسيرات لامهاتهم يطالبون بالانسحاب مخافة على ابنائهم من انتقام الجبابرة ,صراع للبقاء يحدده مقاوميين يعشقون الشهادة مثلما يحب غيرهم الحياة.

    جاءت اللحظة الحاسمة, بدأت أجراس الخطر تقرع , دبابات تتقهقر تسارع جنازيرها للهروب , وجنود يهرولون الى الاندحار ما استطاعو الى ذلك سبيلا تحت ضربات الأبطال , مشاهد فرح يتقاسمها اطراف الصراع , جنود صهاينة يغنون ويرقصون لنجاتهم من الموت المحتم , مقاوميين يكبرون يهللون ابتهالا بالنصر الذى صنعته ايديهم , المقاومة تنتصر والاحتلال يندحر , القوة التى لا تقهر كما يزعمون حطم جبروتها صناديد المقاومة.

    تسارعت الأحداث والحلبة السياسية تشهد بروزأحداث وواقع جديد , اليمين المتشدد وخطة لتقسيم ونهب الأرض وقطع لكل محاولات التهدئة والسلام , وعلى الطرف, تشديد للحصار الاقتصادى والسياسى , تفاقم للدمار, عنجهية , همجية , قتل للأطفال والشيوخ , واقتلاع للشجر وقتل للبشر, دون رحمة , محاولة للضغط على الطرف الفلسطينى بمنع الضرائب ووقف دخول الاموال الى خزينة السلطة.. حوار فلسطينى وصل الى أرقى درجاته, أبرز ثمراته اتفاق على وثيقة الوفاق الوطنى , حكومة للوحدة الوطنية لم تكد يعلن عن تشكيلها حتى جاءت الدبابات والطيارات الصيونية لتبدد الفرحة وتغتال الابتسامة وتصعد من عدوانها تحت غطاء جديد (رد الاعتبار والكرامة للجندى الصيونى الذى حطم كبرياءه أبطال المقاومة )
    بين الفينة والاخرى نجد تصعيد صهيوني جديد بحجج جديدة وعديدة ,استغلال للوضع الفلسطينى المربك بانفصال اجزاءه
    جلعاد شيليت كان حجة لسيناريو جديد لنهب الارض , حكومة عنجهية تتبنى كل فكرة تنادى بالدمار , اغتيالات , قتل للمدنيين بلا مبرر , دمار للبنية التحتية واغلاق الطرق امام المساعدات الانسانية التى تكفل دخولها كل الشرائع الدولية حتى اثناء الحروب, تتوجت هذه الخطوات الى حرب غزة التى حاولت اسرائيل ان تنهي كل شي فلسطينى ,وكأن حياة هذا الجندى مقابلها حياة ملايين الفلسطينيين .

    قاتلو الشجر والبشر , قاتلوا الأطفال الرضع يتلذذون بقتل الابتسامة عن شفاه الأبرياء ولم يتبادر الى أذهانهم أن مشهد الطفلة هدى غالية وعائلتها وايمان حجو ومحمد الدرة لازالت فى ذاكرة كل فلسطينى ,مشاهد ادمت قلوب الجميع وولد ت بركان غضب لن يهدأ ولن تنال من عزيمته وكبرياءه الذى لا تنحنى هامته الا لله الواحد القهار , وأن جميع مخططاتهم سوف تحبط وتنهار بفضل القوة الفولاذية التى تتعمق فى قلوب تتمترس بعقيدة لن تنهار مادامت السماوات والارض وسوف تعود فلسطين مقبرة للأحتلال وانطلاقة للحرية نحو مأاذن الاقصى وربوعها , فقط المطلوب منا الأن الوحدة ورص الصفوف وتضيع كل فرصة لاستمرار الانقسام ,امامنا مسؤليات وطنية وتحديات كبيرة وجيل لازال يبحث عن فلسطين التى لازالت مطبوعة فى جوف عينيه ,دعونا نفكر بواقعنا الاليم والجرح العظيم ونعيد اللحمة والوحدة لارجاء الوطن التى لازالت محتلة ونعيد قوتنا التى ارهقها الانقسام ,ونرسم البسمة على قلوب الملايين ممن احبو فلسطين وعشقوا ترابها.
يعمل...
X