تويت
الشاعر رابح بلطرش للمحرر اليومي " حاوره : عمر ملايني / بيومية المحرر
رابح بلطرش شاعر في طريق عودته للجنة التي أخرج منها ، ورغم أنه أنزل للجزائر ليشقى ، الا لأن صاحب ّ" ترانيم الندى " " والصواع " يرى بأنها قطعة من خيالات الجنان حاولنا أ،ن نجس نبض الشاعر فيما كان يقبل أن يكون شاعرا للبلاط بقصر المرادية فكان هذا الحوار
1 هل صحيح بأن شعر ملائكة وليس شياطين
ـ لا يمكن ضبط تعريف منطقي للشعر لأنه لحظات الإنسان في عودته الى جنته التي اخرج منها مرة والتعبير عنها وقد يخطئ كثيرا لأنه جونا يتعامل مع متخيله إزاء مات رآه مرة ثم انزل ليشقى فكان الشعر هو المعادل الموضوعي للتعويض عن ما فقد فهو يميل الى الملائكية ويغالبه الواقع والشيطانية التي تنتابه ومع هج وجاك هو بشر سوي يخطي ويصيب
2 ت لماذا اخترت الشعر كلون من ألوان الإبداع الأدبي ؟
ـ أنا لم أختر ، كل أمري أنني عشقت هذا اللون قبل ان اعرف تسميته ، عشقته وانا بالمراحل الأولى من دراستي الأولى حين حفظت أناشيد المدرسة وأعجبت بهذه الطربية التي تحنو على المشاعر وتلذ لها الأسماع بعدها كنت وأنا بقريتي استرق السمع لمواويل الفلاحين وهم يستعينون على قيض الهجيرة بالمدائح
كم كانت تلك العوالم رائعة تشدنا اليها شدا ثم كان هذا الجمال الذي يفيض بسحره والذي علمت ان اسمه الشعر فتملكني مع انني كنت ببداية احب ان ابدع قصصا بروعة الذي كنت احبه حبا جما الكاتب الشاعر حبران خليل حبران وعوالمه السحرية
3 ـ يقال بأن الرواية و القصة الطويلة أخذتا مكانة الشعر في عرش الأدب خاصة في الجزائر ، ما رأيكم في ذلك
ـ لعل عوالم الرواية فسح وأرحب من عوالم الشعر وفتوحاته التي تحتاج الى تركيز كثير وتكثيف والقبض على اللحظات الهاربة منه للتعبير بلمحات عن أشياء لا يكفي ان تكون جميلة بقدر ما يبث هو فيها من جمال
لذلك كان الهروب بالرواية والقصة لأنها تمنح المبدع مساحة إضافية للسرد وتحتمل آراؤه الفلسفية والفكرية إضافة الى الاستراحة المفرطة التي يمنحها الزمان والمكان والشخوص التي تريحك بحرارتها وتعطيك شحنات أخرى تمنحك المقاومة أكثر
4 ـ الخيل و الليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح م القرطاس و القلم ، لمن يكتب بلطرش في المقام الأول ( بمعنى آخر من هم جمهورك ) ؟
ـ اكتب لذاتي حين أحس ان لا بلادا تحملني ألوذ بالشعر واهرب للقوافي
حينها أدرك أننا تنفس وأنني أبعث من كهف وساوسي وظنوني ، هناك لا يهمني إلا صوتي القادم من أغواري ورغم نجواه أحس انه صدى لفلوات العالم ، ان اشبع رغباتي في البوح ، جمهوري الأول هو ذاتي التي تتشظى لتصبح ملايين من البشر الذين أنهكتهم المواجع ’ وأتعبتهم الآمال وانتظار غد نريده جميلا مرسوما بدموع الذين ظلموا وبجراحات الذين حاولوا تغييرا وما هزموا ، غد يبشر بانبلاج فجر جديد جمهوري هو أنا وأنا هو هذا الفضاء الروحي الهلامي الذي يعبر عن كل مشاعر الجمال
5 ـ لو طلب منك أن تكون شاعرا في قصر المرادية على شاكلة المتنبي ؟
ماذا سترد ؟
ـ أكون بالطبع لو وجدت سيفا للدولة ، أشعر فيها بإنسانيتي وأنني في دولة مهابة الجانب
أحس فيها أن العدل للظلم هازم
6 ـ هناك من قال بأن الشاعر مثل حارس المرمي يمسك باللحظة الشعرية، وهناك من شبه الشاعر بمهاجم سريع....فبماذا تشبه الشاعر يا رابح ؟
ـ رابح بلطرش لا أشبهه إلا بما ينتابه من أوجاع يحاول ان يرسل من خلال ذلك كله رسائل للذين بهمه أن يصل إليهم كلامه وأحس بفرحة طفل حين اشعر أنني استطعت ان اعبر عن مشاعري بأقل تكلفة واقتصدت شيئا ما من اللغة وأوصلت بعض ما أحسه للآخر
o 7 ـ تقول بعض المصادر أن الشعر الحر هو الولد غير الشرعي للقصيدة المنظومة ، و انه نتيجة انحطاط و تدهور في اللغة للشعراء ، فيما يرى آخرون أن الشعر الحر في مساحة أرحب للحرية و أسهل للإبداع ماذا يرى السي رابح ؟
ـ الشعر تجربة وهو ليس قالب جاهز نلتزم هو ارض خصبة هناك من يحاول ا ن يجرب استغلالها لتزهر وهناك من يحاول أن يستثمر أراض أخرى مازلت غير مفتوحة
* فالفرق هو في الشعر أو اللاشعور ولايهم ان كانت القصيدة منظومة أو نثرية أو قصيدة تفعيلة المهم في كل ذلك ان الأذن الإبداعية المستمعة لا تخطئ الشعر
o 8 ـ ماذا يعنى ان تكون شاعر ا في الجزائر ؟
ـ o رائع ان تكون شاعر في الجزائر ومحظوظ لأنها جمال من جمال هي قطعة من خيالات الجنان التي اخرج منها ادم مرة ، والذي لا يكون شاعرا في الجزائر فهو كالذي أمامه آلة موسيقية ساحرة وهو مبتور الأصابع لا يستطيع ان يحاول مداعبتها
o ولكن سأغير
9 إذا كتبت يوما ما قصيدة أو ديوانا تتعرض فيه إلى الفساد في الجزائر....من تمدح ومن تهجو ؟؟؟؟؟
ـ o أنا ليس مهمتي مراقبة الأخلاق والآداب فهذا من اختصاص مجالات أخرى ليس مهمتي المدح ولا الذم إلا ما جاء عفويا مهمتي أن أعانق الجمال متى استطعت الى ذلك سبيلا
o تقبل مني فائق التقدير والاحترام
o شكرااا لك على هذه المداعبة الجميلة