Announcement

Collapse
No announcement yet.

أكرم زغبة المخرج الجزائري - حاورته : خالدة مختار بوريجي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • أكرم زغبة المخرج الجزائري - حاورته : خالدة مختار بوريجي

    المخرج الجزائري "أكرم زغبة":أعتزم المشاركة في كان 2013..
    وحلمي أن أعود إلى الجزائر لمساعدة الشباب المبدع
    حاورته : خالدة مختار بوريجي




    حياة دون حياة.. هو إنتاج سينمائي جديد للمخرج الجزائري الشاب "أكرم زغبة"، يتطرق إلى خفايا حياة بعض النساء المهاجرات اللاتي يقعن في سراب الحياة الرغيدة بالمهجر.. بطموح كبير، يؤكد المخرج المتألق انه سيشارك به في مهرجان كان الدولي السنة القادمة، كما يؤكد عزمه على العودة إلى الجزائر، والعمل بها، وتحقيق مشاريع كثيرة لصالح الشباب الذي يهوى السينما، لمساعدته على بلوغ آماله دون أي مقابل منه.. كان لـ"الأنباء" معه هذا الحوار الثري.



    هل يمكن ان تعطينا نبذة عن أعمالك السينمائية؟

    أنا مخرج جزائري، أعيش بفرنسا، وأنا بصدد التحضير لفيلم روائي طويل، من اجل المشاركة في كان 2013. فيلمي الذي اعتزم المشاركة به هو "حياة من دون حياة"، مع الممثلة مليكة بلباي. كما سنشارك في مهرجان دبي.


    وما هي فكرة الفيلم الجديد؟

    في "حياة دون حياة"، سترون مليكة بلباي بنظرة مغايرة، نادية فتاة طالبة بالجامعية، حلمها ان تنهي دراستها وتشتغل لمساعدة أهلها، وتشاء الأقدار ان يتقدم شاب مقيم بالمهجر لخطبتها، ورغم معارضتها لهذا الزواج إلا انه تم إجبارها على الموافقة من طرف أهلها، وإرغامها في الأخير على القبول وترك الدراسة، فتملكها حلم الهجرة والعيش بفرنسا، ولكن للأسف الشديد تكتشف الفتاة ان كل هذا كان سرابا وحلما ما لبث ان تحول إلى مأساة وحياة بدون حياة.


    إنها قصة تعالج وجها خفيا من معاناة بعض النساء المغتربات، اللاتي يعتقد الجميع أنهن يحين حياة الرفاهية والسعادة وراء الضفة الأخرى..

    القصة تسلط الضوء على شريحة من النساء، ممن اخترن الهجرة من اجل الزواج والعيش بفرنسا لتكوين أسرة، والبحث عن حياة أفضل ورفاهية أكثر. دوافع وأسباب هذا الزواج كثيرة، من بينها دوافع أسرية لتحسين ظروف المعيشة، أو التخلص من الفتاة بتزويجها. لكن سرعان ما تصطدم تلك الأحلام بواقع مر، وبخيبة أمل كبيرة ومتكررة تقريبا مع اغلب الحالات. فحسب ما تشير إليه بعض الإحصاءات فإن ما يقارب 72 بالمئة من هؤلاء النساء يجدن أنفسهن في حلقة كابوس متكرر، ودوامة لا تنتهي، تعصف بكل الأحلام العائلية والشخصية. يحاول الفيلم التركيز على صمت هذه الشريحة من النساء، ودورها في ديمومة العنف المسلط عليها بالتواطؤ والصمت والخوف من خيبة الأمل، والعودة إلى وطن الأم بذل.ثم نظرة المجتمع إلى المطلقة.. كلها عوامل تدفع بهؤلاء النسوة إلى الخضوع لشتى أنواع العنف الجسدي واللفظي، ثم التهميش والعزلة من طرف الأزواج، وعدم منحهن أدنى حقوقهن الزوجية. لكن، في مقابل هذا الواقع، تبقى صورتها لدى الأهل والأصدقاء هي صورة تلك الفتاة المحظوظة التي تزوجت شابا مغتربا، والتي تعيش حياة زوجية سعيدة ورغيدة.


    هل يستند الفيلم إلى قصة واقعية بعينها؟

    نعم، تستند هذه الفيلم إلى وقائع حقيقية: هي قصة نادية التي عاشت 3 سنوات تحت هذه الظروف المهينة، لكن خوفها الأكبر من ان تفقد ولدها الصغير جعلها تختار الصمت وتتحمل العذاب.. الخ، إلى ان جاء اليوم الذي استجمعت فيه قواها، وقررت التحرر من هذا الوضع المذل، وهذه المرة خوفا على ولدها من ان يطاله العنف يوما، أو ان يعيش التهميش الذي عاشته هي. هذه القصة واحدة من آلاف القصص التي عاشتها نساء مغاربيات، تزوجن من شباب يعيشون ببلاد الغربة، ومازال النوع من القصص يتكرر إلى يومنا هذا.


    أنت تريد ان تعطي صورة واضحة عن الواقع الذي تعيشه المغتربات كما هو..

    ليس كل المغتربات يعشن هذا الوضع، ولكن الكثير منهن يجدن أنفسهن فيه، انه أمر واقعي وحقيقي، ومسكوت عنه، لأنه يمثل "حشومة" بالنسبة إليهن. ان اغلب هؤلاء التعيسات يتحملن العذاب من اجل ان ترجع إلى بلدها مطلقة، ونادية من خلال هذا الفيلم لم تكن تريد ان تصل إلى هذا المصير، هي لم تكن ترغب في الذهاب، لم تكن تريد فرنسا ولا أي بلد آخر، كانت فقط تحلم بالعيش في بلدها،


    هل هذا فيلمك الأول؟ ولماذا اخترت السينما؟

    لا، فقد سبق لي الإخراج السينمائي. إن حبي للسينما جعلني ادرس الإخراج مدة 4 سنوات بفرنسا، وعامين آخرين بنيويورك،.


    وهل أفلامك كلها اجتماعية؟

    نعم، إنني اعشق هذا النوع من الأفلام، وكل ما يتعلق بمشاكل الحياة، وبصدق.


    أنت -إذن- مقتنع ان السينما هي أقوى وسائل التأثير في الناس، ما الذي تريد ان توصله إلى المشاهد الجزائري وغير الجزائري؟

    السينما هي نافذة لحقائق كثيرة، ورسالة يجب تأديتها، بإخلاص وتفان واحترام، لأننا سوف نحاسب عليها، كالمعلم، وهي نافذة لفتح أعين الكثير من الناس والقول ان هذا الأمر أو ذاك هو موجود حقا، ولا يجب التغاضي عنه. إنها طريقة لكي نقول للناس أنهم ليسوا وحيدين في مواجهة مشاكلهم المكتتمة، وانه يوجد أشخاص كثيرون يعانون مثلهم.


    هل يمكن ان تتحدث للقارئ عن أفلامك السابقة، وعن ماذا تحدثت فيها؟

    على كل حال، كان فيلمي الأول حول الثورات العربية، انه فيلم وثائقي يتحدث عما حدث في مصر، يتناول الأحداث من وجهتي نظر مختلفتين: من وجهة نظر الشعب الذي يناضل من اجل تحرر البلد، وهؤلاء الذين يرقصون ويغنون ما بين ميدان التحرير والنيل.. رقص وخمر وأشياء أخرى. وأنا احضر فيلما وثائقيا جديدا يتناول فئة المخنثين والدين (الإسلامي والمسيحي واليهودي)، وكيف يرى كل طرف دينه، وما هي نظرة كل دين إلى هؤلاء. سيكون لنا فيه اتصال مع جمعية المخنثين، وحضورها في العالم العربي، مع تحليل الظاهرة: هل هم مرضى أم يعانون من مشاكل أخلاقية، وأسباب هذه الظاهرة وكيف يتعامل الآخرون معهم، وكيف يتم تفادي هذه المشكلة، وأتطرق فيها إلى تحذير الإسلام منها، وكيفية تجنبها، وقد بدأت منذ أسابيع في التصوير.


    أنت تشتغل على الأفلام الاجتماعية والوثائقية، لكن أيهما تفضل أكثر؟

    أفضل العمل على الأفلام الاجتماعية.


    وما هي أحلامك كمخرج جزائري في الغربة؟

    أحلامي الشخصية هي ان أعود إلى بلدي، واعمل فيه، وسأعمل على تحقيق هذا الحلم ان شاء الله، واحلم أيضا إلى ان امثل الجزائر أحسن تمثيل في كل المهرجانات، وبأعمال نظيفة، وهادفة، هذا بالنسبة لي شخصيا كمخرج، هناك أيضا ما أتمناه، وهو ان أتمكن من إعطاء الشباب الموهوب الهاوي للتمثيل وما شابه ذلك فرصة، وأتمنى أيضا إعانة الشباب من هواة الإخراج السينمائي، ومساعدتهم مجانا، دون أي مقابل، لأنني في وقت من الأوقات كنت بحاجة إلى من يساعدني لكني لم أجد للأسف. لقد حالفني الحظ بعد ان التحقت بمدرسة الإخراج، بفرنسا، كان ذلك مكلفا جدا بالنسبة إليّ، لكني تجاوزت كل ذلك والحمد لله. هذا هو هدفي: ان أساعد الشباب الذي يهوى السينما والإخراج، وكل من هم حولي.


    وما هو رأيك في الانتاجات السينمائية الجزائرية في السنوات الأخيرة؟

    بالنسبة إلى السينما في الجزائر، فلقد توقفت منذ الثمانينيات، وذلك بعد المشاكل التي حلت بالبلد، إضافة إلى مشاكل الإنتاج السينمائي، ومشاكل السيناريوهات الجيدة، والممثلين..الخ، بالنسبة إلى الإنتاج فإن التمويل غير كاف، وهناك نقص فادح في الكتابة السينمائية، أما بالنسبة إلى التمثيل فيوجد ممثلون جيدون، لكن هناك الكثير من الممثلين الذين لا علاقة لهم بالتمثيل، للأسف، كما يوجد مخرجون لا علاقة لهم بالإخراج أيضا.


    نعم، لكن أليست هناك أعمال قليلة تراها جيدة؟

    هناك أعمال جيدة، وأتشرف كثيرا بمشاهدتها، لكنها قليلة، والمشكلة المطروحة حاليا انه خلال مسلسل واحد، وبين العائلة الواحدة في ذلك المسلسل نجد أكثر من لهجة، وهذا غير منطقي، فالأب يتكلم لهجة عاصمية، وتتخلل اللكنة القبائلية كلام الابن، وقد تتحدث الأم لهجة عنابية.. لكن والحمد لله بدأنا نشاهد مؤخرا أعمالا جيدة، مثل "جمعي فاميلي" ومسلسلات أخرى.


    برأيك ما هو الحل حتى تنتعش السينما الجزائرية من جديد؟

    إنني أجد نقصا كبيرا في الترويج للسينما الجزائرية، التي تحوي أعمالا جيدة، وهناك أيضا نقصا في الترويج للشباب الجزائري المبدع ثقافيا، والتحدث عن السينما وحضورها في المجتمع. سأخبركم شيئا، لقد اتصلت بي أسرة التعليم ووزارة الثقافة الفرنسية، لان لديهم برنامجا إجباريا يطبق في كل المدارس الابتدائية والإكمالية والثانوية، حيث ترسل الوزارة الطلبة كل شهر إلى دور السينما الموجودة في كل مدينة، ليشاهدوا فيلما مختارا، هناك قائمة من 1000 فيلم. في كل شهر يتم بعدها الاتصال بكل المؤسسات المدرسية لتقديم ملخصات عن الأفلام المقترحة، ويقوم الأساتذة بوضع اختياراتهم في كل مرة، وفي الأخير يرافقون طلبتهم وتلاميذهم للقيام بتجربة تحليلية أو نقدية للعمل المعروض، وبهذا يعلمون الطفل ان يشاهد الأفلام بنظرة أخرى، غير التسلية ومجرد المشاهدة، ويتعرف على ظروف إنتاجه وكيفية العمل به..الخ، وهكذا يربون أبناءهم على حب السينما منذ الصغر، وهذا من ضمن أهدافي التي أسعى إلى تحقيقها في بلدي، ان اذهب إلى المدارس واعرض فيها أفلامي، ونتكلم بخصوصها. سيكون هذا مسعاي عندما ادخل الجزائر، وسيتحقق هذا قريبا بإذن الله.


    هل ستصوم رمضان في الجزائر هذه السنة ؟

    نعم، ككل سنة، سأعود إلى بلدي بعد 15 يوما، ان شاء الله وسأصوم فيه مثلما افعل دائما.
Working...
X