Announcement

Collapse
No announcement yet.

حكايات التمجيد - بقلم أحمد زياد محبك

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • حكايات التمجيد - بقلم أحمد زياد محبك




    أحمد زياد محبك
    أستاذ الأدب الحديث في جامعة حلب- المشرف الثقافي لديوان العرب


    الحرف اليدوية في الحكايات الشعبية
    بقلم أحمد زياد محبك
    ثانياً ـ حكايات التمجيد:
    ثمة حكايات تمجد الحرفة وتُعْلي من شأنها، وتُبْرز مكانتَها الاجتماعية، وتفضلها أحياناً على العبادة، وهي الحكايات الأكثر، ولعل أكثر الحرف اليدوية التي تصورها هذه الحكايات هي النجارة والحدادة والخزافة.

    حكاية النجار والخياط والعابد:
    ومن الحكايات التي تمجِّد الحرفة حكاية عن نجار وخياط وعابد، وهي عن ثلاثة رجال خرجوا في سفر، فلما خيَّم عليهم الليل، اتفقوا على أن يتناوبوا على الحراسة، وكان الثلث الأول من قسمة نجار، وكي لا ينام، جمع الأخشاب، وصنع منها دمية، وكان الثلث الثاني من قسمة خياط، فخاط ثياباً لتلك الدمية، وكان الثلث الأخير من قسمة عابد متنسك دعا الله ربه أن يبث فيها الروح، ومع الفجر وجد الثلاثة أنفسهم أمام امرأة تدب فيها الحياة، فمن حظ مَنْ ستكون؟ والحكاية تدل على قيمة حرفتين اثنتين هما النجارة والخياطة، وتؤكد أنهما حرفتان إبداعيتان، تتكاملان مع العبادة والتنسك، وبالعبادة الحق يتم الخلق، وهي تؤكد التكامل أكثر مما تثير الصراع، ولكنها تؤكد من طرف خفي أن المحل الأول في الإبداع هو لصاحبي الحرفة ثم يأتي العابد ليتم العمل، ولم يكن دور العابد هو الأول ولم يكن في البداية. وتكشف الحكاية بصورة غير واعية عن قيمة التجويد في العمل وأهميته، كما تكشف عن تلبّس الحرفة صاحبها، فهي تلازمه في ليله ونهاره، في حلِّه وترحاله، وتؤكد الحكاية أن صاحب الحرفة الحق المبدع في حرفته يستطيع أن يبدع في أي وقت وفي أي مكان، ولو من غير أدوات عمله أو بعيداً عن مكان عمله.
Working...
X