إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبي قال ذلك..! قصة للأطفال بقلم : صبري ح. الطويل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبي قال ذلك..! قصة للأطفال بقلم : صبري ح. الطويل

    أبي قال ذلك..!
    قصة للأطفال بقلم : صبري ح. الطويل

    "اليوم إجازة .. سأخبر أمي أنني ذاهبة إلى بيتِ خالتي فقد اشتقت إليها كثيرًا " .. هكذا كانت (حُسنه) تردد بصوتٍ عالٍ وهى تُمشط شعرها الأسود الطويل.. وقد ارتدت وحدها ولأول مرة فستان العيد الجديد .
    سمعت (حُسنه) صوت أمها وهى تنادي بعصبية :
    - ألف مرة قلت لا داعي للسهر أمام التليفزيون .. ماذا أفعل الآن يا (حُسنه) وأخوكِ مازال نائمًا.. من سيشتري لنا طعام الإفطار؟
    أجابتها (حُسنه) بلهفة وانشراح:
    - أنا يا أمي .. ألم يقل أبي أنني لم أعدْ صغيرة؟!
    ووسط دهشة الأم .. وقبل أن تنطق بحرفٍ واحد .. خطفت (حُسنه) النقود من يدها .. والعلبة البلاستيكية النظيفة من فوق المنضدة القريبة .. وأسْرَعت نحو باب الشقة وهي تردد بثقة:
    - سأشتري الفول المدمس من عم (علي) الذي يقف على ناصية حارتنا .. ألم يقلْ أبي عنه أنه بائع نظيف والفول الذي يبيعه أحسن فول في الحي كله .. بعد ذلك سأشتري الخبز من الفرن.
    بعد لحظات كانت (حُسنه) بجوار عربة الفول .. لم تستطع الوصول إلى البائع من كثرة الزحام حوله.. فكرّت قليلاً في نفسها .. ثم اقتربت من الحمار المربوط في العربة قائلة:
    - ماذا أفعل الآن يا جحوش؟
    هزّ الحِمار رأسه وكأنه يفكر .. ثم اقترب برأسِه من يد (حُسنه) .. التي ظنَّت أنه سيساعدها في الحصول على الفول .. لوَّحت له بالجنيه .. مطَّ الحمار شفتيه وبسرعة التقطه من يدها وبدأ يؤرجح رأسه يمينًا ويسارًا في سعادة بالغة .. ثم راح يمضغه بين ضروسه القوية حتى ابتلعه تمامًا .. حينئذ صرخت (حُسنه) بغيظ:
    - لا داعي للهزار يا جحوش .. أمي ستقلق علىَّ .. إما أن تعطيني الفول أو ترد لي الجنيه..!
    سمعها الجميع فبدأوا يضحكون ويلتفون من حولها .. عندئذ توقف (على) عن البيع وقد انتفخت عروق وجهه من كثرة الضحك .. ثم اقترب منها سائلاً :
    - لماذا لم تعطني أنا الجنيه .. ألستُ أنا البائع؟
    قالت (حُسنه) بجرأة :
    - وجحوش يعمل معك .. أليس هو من يساعدك في جر العربة؟ .. أعرف أنه ذكي ويفهم كل شىء.. أبي قال ذلك..
    كاد البائع أن يسقط على ظهره من شدة الضحك .. ولكنه بهدوء تناول من يدِها العلبة البلاستيكية قائلاً:
    - أرجوكِ يا حبيبتي في المرة القادمة أعطني أنا النقود حتى لا أفلس .. أيضًا لكي لا يُنفقها جحوش في أشياءٍ تافهة.
    ومضت (حُسنه) في طريقها نحو الفرن وهي تردد في نفسها "الحمد الله أنني ما زلتُ أحتفظ بالجنيه الآخر في جيب فستاني الجديد".
    ***
    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com
يعمل...
X