إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشعر الهزلي والهجائي والغزلي عند الشاعر خليل مردم بك وتعريفه بشعراء الأعراب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشعر الهزلي والهجائي والغزلي عند الشاعر خليل مردم بك وتعريفه بشعراء الأعراب

    الشعر الهزلي والهجائي والغزلي عند
    الشاعر خليل مردم بك
    وتعريفه بشعراء الأعراب


    إعداد: أميرة سلامة
    اكتشف سورية

    القصيدة الهزلية اليتيمة

    ليس لخليل مردم بك شعر هزلي، لأن الشعر الهزلي مرتبط بالهجاء وهو فن شعري لم يطرقه، لأنه كان كثير الحشمة، جم الأدب أبي النفس، رفيع الأخلاق، باستثناء قصيدة هزلية واحدة نظمها على طريقة ابن الرومي في الإضحاك والتماس المفارقات والعيوب يقول فيها:

    أحفى شواربه ولحيته معاً أرأيت رأس التيس ساعة يسمط
    وإذا تنحنح في الكلام حسبته ثوراً يخور على العليق وينحط


    الغزل

    للشاعر خليل مردم بك، غزل تقليدي مطبوع بطابع الأناقة المهذبة والبعد عن معاني التبذل والاستهتار الخلقي، لأن عقله كان يغلب عاطفته ويقودها دائماً، لكنه سمح لهذه العاطفة أن تنطلق من قمقمها مرة في قصيدته «الرقص» التي نظمها في الإسكندرية عام 1926 بعد أن شارك فيها، فوصف فرسانها وحركاتهم الرشيقة وصفاً دقيقاً ومفصلاً حتى كأننا نراها أمام أعيننا، وتعد هذه القصيدة من روائع شعره:
    نفخ الصور فهبوا مسرعين مثل ما نفرت طيراً بالصفير
    وعلى الصهباء كانوا عاكفين من رأى سرب مها حول غدير
    كل إلفين انضوى شملهما أقبلا فاعتنقا أي اعتناق
    لو صببت الماء ما بينهما لم يكد يخلص من فرط اعتلاق
    علقت كف بكف منهما شركاً واختلى ساق وساق
    ودنا الخدان من بعضهما حينما الجيدان هما بالتلاق
    وعلى الأنغام كانت لهما خطوات باتزان واتساق
    رقصا شتى ضروب وفنون من دبيب خافت أو ذي صرير
    بينما عومهما عوم السفين إذ هما بالخجل كالطير الكسير

    طبع أول ديوان له لأول مرة عام 1960 أي بعد وفاته بسنة، أما باقي كتبه النثرية فلم يظهر إلا في السبعينات.

    شعراء الأعراب


    من كتب خليل مردم بك
    التي نشرت بعد وفاته

    صدر هذا الكتاب عام 1978، وقد تحدث فيه خليل مردم بك عن طائفة من شعراء الأعراب اعترافاً بفضلهم، فهم شيوخ العربية، والأساتذة الرواد لكل من تفقه في اللغة، وقد ترجم لأربعين شاعراً منهم كالنابغة الشيباني، ومالك بن الريب والعتابي، وميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية وأم يزيد، ومزاحم العقيلي، وبيهس الجرمي، وحريث بن عناب، وعمارة بن عقيل، وناهض بن ثومة، والأبيرد الرياحي، وأبو نخيلة، وجرير، وغيرهم. ثم ألحق بهذه التراجم مختارات من أشعارهم في الحماسة والفخر والوصف والغزل والرثاء والمدح والهجاء، كما أورد شذرات من شعر ونثر فصحاء الأعراب ومعظمهم ممن كانوا يسكنون بادية الشام في العصر الأموي، كما عقد فصلاً خاصاً لما أثر عن الأعراب في الأدب والحكمة والوصايا والمواعظ، وفصلاً آخر لأقوالهم في البيان والفصاحة والبلاغة والخطب والأجوبة والأمثال، وذكر مجموعة منها رتبها بحسب حروف المعجم، وبين المناسبة التي قيلت فيها.
    وهناك فصلان آخران تحدث في الأول منهما عن تعصب الأعراب للعربية، مستنداً في ذلك إلى ما ورد في كتب الجاحظ الذي كان من أشد الناس تعصباً للعرب ولغتهم وإلى ما ورد في كتاب الأغاني.
    وتحدث الثاني عن تفضيل البداوة على الحضارة مستشهداً بأقوال القطامي والمتنبي وأبو العلاء المعري، وتحدث أخيراً عن الحنين إلى الأوطان في شعر الأعراب، وختم الكتاب بفصل قصير عن ملح الأعراب ونوادرهم، ورد معظمها على لسان الأصمعي راوية العرب المشهور.
    لقد عمد خليل مردم بك إلى جمع النتف المتناثرة من أخبار الأعراب وأشعارهم في الكتب المتفرقة، وضم الأبيات المبعثرة حتى استطاع أن يأتي بسيرة وافية وقصيدة تامة للشاعر، ويؤلف هذا الكتاب الذي يدل على صبره وطول أناته، بالرغم من ندرة المظان في ذلك الوقت، وتشتت الأخبار في كتب التراجم، وفقدان المنهجية عند المؤلفين القدامى، أضف إلى ذلك أنه لم يسبق لأحد أن خص الأعراب بأي دراسة أو قام بجميع سيرهم ونوادرهم في كتاب، وإنما كانت النتف تبث عرضاً في الكتب المفترقة على سبيل الاستشهاد ليس أكثر.
يعمل...
X