تويت
في بادرة نادرة بين المسؤولين السودانيين، قدَّم مدير هيئة الطيران المدني السودانية محمد عبد العزيز أمس استقالته للرئيس عمر البشير، على خلفية سقوط طائرة تلودي بولاية جنوب كردفان الأحد الماضي التي أودت بحياة (32) من بينهم وزراء ودستوريون وعسكريون كبار. وحسب بيان صحافي صادر عن مكتب مدير هيئة الطيران المدني أرجع المدير استقالته إلى تحطم الطائرة، و«ما تسببت فيه من فجيعة وطنية ومصاب جلل، يقتضي تنحي المسؤول الأول عن سلطة الطيران المدني مهما كانت أسباب الحادث»، مبديا استعداده لتحمل نتائج أي تحقيقات وتبعات تترتب على الحادث. وأضاف أن استقالته تهدف إلى «إفساح» المجال لمراجعة البرنامج الإصلاحي الذي يخضع له الطيران المدني السوداني منذ ثلاث سنوات. وقال مدير الإعلام والعلاقات العامة المتحدث باسم الطيران المدني عبد الحافظ عبد الرحيم لـ«الشرق الأوسط» إنه اطلع على استقالة مديره من وسائل الإعلام، وأنها لم تمر عبر مكتبه بل وزعت على وسائل الإعلام من مكتب المدير العام مباشرة. وأضاف أن لجنة التحقيق في حوادث الطيران التابعة للهيئة العامة وبرفقتها ممثلين للمباحث والمعامل الجنائية زارت موقع الحادث وعثرت على الصندوق الأسود الخاص بالطائرة، وأخذت عينات من الطائرة ومكان الحادث لتحديد أسبابه، ورجح أن ينقل الصندوق الأسود للعاصمة الروسية «موسكو» لفحصه وتحديد أسباب الحادث. وتعد الاستقالات «عملة نادرة» بين المسؤولين السودانيين، ويتندر منتقدو نظام الرئيس البشير بتشبث المسؤولين بوظائفهم على الرغم من الإخفاقات الكبيرة التي وقعوا فيها، بيد أن وزير الزراعة عبد الحليم المتعافي تقدم هو الآخر باستقالة لم يحدد أسبابها الأسبوع الماضي. ويواجه الطيران في السودان أزمات كثيرة بسبب الحصار الاقتصادي، الذي أدى لتراجعه بسبب عجز الحكومة عن توفير وسائط النقل وقطع الغيار، ما جعل الاتحاد الأوروبي ودول أخرى تحظر الطيران السوداني فوق أراضي ومطارات الدول المكونة له. وقبيل سقوط --- أكثرأكثر...