إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محاضرة لـ يوسف مصطفى قراءة نقدية لانتاجات شعراء حماة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محاضرة لـ يوسف مصطفى قراءة نقدية لانتاجات شعراء حماة

    قراءة نقدية لانتاجات شعراء حماة في محاضرة ليوسف مصطفى


    دمشق - سانا
    استطاع الباحث يوسف مصطفى أن يضيء من خلال محاضرته التي قدمها أمس في ثقافي المزة بعنوان قراءة نقدية في أشعار حموية على جوانب التجديد والحداثة والإبداع الشعري في شعر كل من أحمد سليمان معروف وعلي الجندي ومحمد الماغوط.
    وتطرق من خلال النماذج الثلاثة التي قدمها إلى الصورة الشعرية وحداثة التركيب اللغوي مقدما مقاربة أدبية نقدية على مستوى الشكل والمضمون الشعري.
    ففي مداخلته الأولى التي حملت عنوان خطاب الألم والبوح في شعر أحمد سليمان معروف اعتبر مصطفى أن شعر معروف جمع ثنائية الهدوء والغضب والنهوض والانكسار وحمل على ظهره شؤون الماضي وشجون المستقبل بحساسية نفسية وشعرية تجلت فيما يمكن تسميته الاستطرادات الشعرية والتفصيلات النفسية والمحيطية التي تخرج آهات وزفرات وتداعيات يأس وانكسار ومقارنات يلفها رداء التشاؤم والقلق لدى الشاعر.
    وخصص مصطفى ديوان آخر الدواء الصادر عن اتحاد الكتاب العرب لعام 2006 لتقديم صورة عن شعر معروف مشيراً إلى توحد الهم الذاتي بالهم القومي لديه فمعاناته ليست وليدة الفعل الذاتي الشخصي فقط بل هي تفاعل الذاتي وانعكاس الخارجي عليه ليزيد عمق ألمه ومعاناته أمام هذا المأزق المفارق والاختلاط الطبيعي لعلاقة الذاتي بالعالم وانعدام المخرج والنجاة.
    وتوقف مصطفى عند قصيدة من تداعيات التليف التي استهلها معروف بسؤال حول المرض وأسبابه وتطرق إلى اللوحة الوصفية التراجيدية التي شملت الحديث عن المرض وما فعله في رئتيه.
    واعتبر أن هذه القصيدة البانورامية هي بوح وجداني وفلسفي صادق أغنته استراحة المتن الشعري لدى الشاعر وتماسك البنية الشعرية لديه والقدرة على تجديد المعاني والصور والعرض حتى للفكرة الواحدة أما الطاقة النظمية لديه فهي حاضرة ومتدفقة وفنية محافظة على مدماكها النظمي وترتيب مفرداتها ودقة بناء تراكيبها ونادراً ما يلحظ الضعف أو التعثر في جملها العادية والشعرية أو إيقاع قوافيها.
    ثم انتقل مصطفى إلى الحديث عن نموذج آخر من الشعر الحموي وهو شعر علي الجندي الذي امتاز بالحداثة.
    واعتبر مصطفى ان الجندي يمثل محطة هامة في حداثة القصيدة الشعرية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين ويمتاز بحضور التراث في الكثير من رموزه في شعره وخاصة في ديوانه طرفة في مدار السرطان.
    ولفت مصطفى إلى أن الجندي ينتمي لجيل امتاز بالتمرد والرغبة في التغيير والبحث عن الجديد كما حمل حساسيته وقلقه لكن أيضاً إبداعاته الحداثية التي خطت بالقصيدة إلى فضاءات وعوالم لها لغتها وصورها وجديدها وجرؤتها وربما شكلت مدرسة شعرية لها سماتها.. فالأنثى لدى الجندي تولد الاشتعال والتألق والنهوض لكنها أيضاً قد تؤدي للعدم.. الأنثى هي في هذين النقيضين النهوض والانكسار الاشتعال والرماد.
    وبرزت لدى الجندي النظرة التشاؤمية للحياة وللإنسان ولوجوده فيها وللخيبات وتشظي النفس الإنسانية، وانشطارها واستطاع الجندي بناء سوريالية واقعه الجسدي والنفسي وتجلياته في إبداعه الشعري فقدم صورة البطل المبدع في عوالم غاب فيها تقدير الإبداع والمبدعين وأجاد كثيراً في رسم الصورة الإنسانية وتشظيها وفضائها وانعكاسه الإبداعي واستطاعت شخصيته ارتداء أشكال وألوان وانقسامات تحمل شعريتها وحداثتها وجديدها في التصوير والإضافة عبر تداعيات واستطالات بعضها يحمل الخروج إلى الكونية والوجود والعدم والحياة وفلسفتها وأسئلتها.
    وخلص مصطفى إلى القول إن علي الجندي مفصل هام في الحداثة الشعرية العربية شعره لم يكن متفائلاً رغم أن نماذج أبطاله صامدون لكنهم مغامرون ويعيشون حالة التشظي والتردد والضياع.
    والنموذج الثالث الذي اختاره مصطفى هو محمد الماغوط الذي عده أنموذجا ريفيا في الهوية الطبقية يبحث عن خلاص اجتماعي فهو ينتمي لفئة المبدعين الذين صنعوا أنفسهم بسواعدهم ولم تسهم في صنعهم الجامعات.
    ولفت إلى تميز شعر الماغوط بالمعاناة وجرأة التعبير عبر تداعيات سوريالية وانزياحات دلالية في نصه الشعري.
    وختم بالقول إن محمد الماغوط هو في حالة غربة تمثل غربة المثقف في عوالمه واحساسه دائما.‏

يعمل...
X