Announcement

Collapse
No announcement yet.

اعترافات عاشقين -الأعتراف الثاني-

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • اعترافات عاشقين -الأعتراف الثاني-

    - تعب المشوار -



    يحدث أن تنطفىء النار الا من شعلة صغيره- حد الأهمال- لم تخبو تبقى لتشكل لاحقا حرائق تلتهم كل ما يواجهها .

    في غمرة الحياة ووسط أحداث عارمه من خلال زحمة مطالب العيش التي حولت كل ذكرى بداخلها الى طريق النسيان قصرا , ثم استعذبت ما كان فباتت تحول كل ما يطفو على سطح الذاكره الى ذاك الطريق بشكل تلقائي . الا أنه يبدو وفي غفلة منها كان يصب في بحيرة تكدست فيها المشاعر بفوضوية ثم فاضت ذات حنين فطافت وتعهدت بسقيا كل الأراضي المجدبه في قلبها والحقول المنسية منذ أزمان في عقلها .

    حدث ذلك في أحدى المساءات والتي لفرط ما شابهت غيرها لم تعد تميز أيها القادم من الغادي , حين عثر بهما الزمن في احدى اللقاءات عند أحد الأصدقاء المشتركين .

    هي لم تكن تعلم أنها على موعد مع القدر , كما هو أيضا لم يتجرأ على حلم لقياها , لكن القدر حين يحلو له مداعبتنا يصنع مصادفات تكاد تكون ابعد عن الحقيقه واقرب الى الخيال ثم يسخر منا فاغرا فاه.ينتظر بسخرية ردود أفعالنا وتقلباتنا ثم يقرر النهايات !!!

    حين التقت عيناهما تجمد الدم في اطرافها حتى لم تعد تسيطر على كفها فتأمرها بالأنسحاب من بين كفيه درأ لأعين الفضوليين, وللحظات أحست بمحتويات تلك البحيرة تفضي اليها وتغمرها حتى كادت أن تستغيث .

    قال لها بصوته الحنون / لم أكن أتوقع أن يهديك القدر الي يوما...., لم تجب هي لأنها لم تجد كلمة تكفي لبث ما يدور بداخلها وهي التي لم تنبض يوما الا له , ولم يزرع حقولها غيره , وكل حلم شكلته يوما كان يفضي اليه, هو الماض والآت والحاضر الذي تعتاش فيه على أمل اللقيا .هو من طرز سود الليالي بضوء ذكراه , وهو من علمها فن العشق ومعنى أن تكون عاشقه , هو من قطف زهر حدائقها وعلى يديه تشكلت الأنثى بداخلها .

    كان يمكن أن يكونا أجمل ثنائي يتعلم العشاق فن العشق في مدرستهما , لولا لحظة ضعف مر بها – عرته من رجولته بل من انسانيته -فقرر الأبتعاد عنها ارضاء لرغبة الأهل !! هكذا بكل بساطه رمى قراره أمامها وأدار ظهره واكمل المسير

    لكن تلك الشعله لم تزل تتقد حتى استوت الذاكرة وتقوقع القلب على محتواه , وحين التقيا تحولت الى حرائق التهمت كل ما صادفها . فتذوقت معه معنى الحب وعصرت خمرة الشوق, طبطبت جراح الذاكره و نقلت فؤادها حيث شاء أو ......شاء الهوى !!!

    حين اختليا قال لها : عديني بأن تشرق الشمس من عينيك , وأعدك بأن أنثر الأمان على درب خوفك , خمس سنوات كانت كفيله بأن تذروني كبعض دقيق الا أن حبك الساكن تجاويفي لملم العاشق بداخلي و ذلك الحب لم يتوقف عن النمو بداخلي , ما زلت تسكنين احلامي وواقعي , يومي وامسي وغدي , ما زلت لا أقوى على الصباح الا اذا ابتدأته بطيفك ولا ينتهي يومي ما لم تكوني آخر العابرين على الذاكره .

    نظرت اليه وقالت :لم يزل حبي لك يكبر وينمو كطفل تعهدت رعايته , ارعاه واسقيه من ذكرانا , يسكنني الأمل بلقياك يوما , لم يخبو حبك يوما .

    قال بانفعال : حبيبتي ... ضاع الكثير من عمرنا ولن أضيع فرصتي هذه وقد جمعنا القدر نادما على ما فعل و قرر أن يصلح ما أعطبه الزمن , بل سيصير كل ألم الى زوال ويبدله حبا وهياما ... ؟؟ قالت بببرود : ما أحوجني للبكاء ..... قال باستغراب ...ومما البكاء حبيبتي ها نحن نلتقي ثانيه في سيناريو فريد لم تكتبه أيدينا , وسنضرب بلآتهم عرض الحائط شاء من شاء وأبى من أبى , كنت استمعت الى من حولي كثيرا وأخذت اكون رأيي ذات يوم , استمد خيوطه من أفكارهم حتى شكلت شبكة عنكبوتيه كنت اول العاثرين بها , وكنت انت .....,

    قاطعته فقالت : كنت أنا اول الضحايا حين غدرت قلبا لم يقترف اثما الا أنه احبك , وطعنتني دون رحمة منك , ثم غادرت دون وداع !! أتذكر أم اثبت عليك الوقائع ؟؟حين كانت يدك هي اليد التي امتدت في نفق الزمن لتغدر بي بعد أن وليتك ظهري امعانا بالآمان . ,

    قال : لا تلومي ضعفي أمام معتقدات كانت أسوأ ما شكل حياتي , فقد كان المانع أقوى من مقاومتي ولم أقصد يوما أن اجرحك , كل ما فعلت كان لأجل أن أختصر مسافة العذاب وصعوبة النهايات ظنا مني أن النهايات القاطعه برغم ألمها الا أنها سرعان ما تندمل , ولم أتخيل أني بذلك قطعت وريدي حيث ما زلت أنزف ولم يلتئم جرحي حتى اللحظه .لن اخبرك عن اليالي التي مرت دون طيفك , ولن اخبرك عن كل الذكريات التي خلفت بعدك اذ تسألني عنك وأحتار ماذا اجيب .

    أضاف : السماح سمة المحبين و أنا على يقين اني اعيش بداخلك كما أنت تحتلين كل مسامي , كل ما نحتاج أن نشدد أيدينا لننفض غبار الذاكرة ونعيد ترتيب تلك الفوضى التي حدثت ثم ننهل من بحر الحب

    قالت : طرح رائع وفرصة ثمينه لأمرأه تناست أن تهدأ في صخب انتظارك , لكنك أهملت عمرا مضى غفوت عن عده ضمن حساباتك , نسيت فؤادا جريحا أوجعته طريقة البعد أكثر من البعد ذاته , انت حتما لم تسأل نفسك يوما كم من الدموع ذرفت وكم من الحمم استفاقت بداخلي ولجمتها في ثنايا الروح , وكم سجلت اعترافاتي وحملتها الليل حيث سيرويها للمارين على كلماتي حين يدخل قلبي طور السكون .

    فأنت كرجل لن يبخسك المجتمع حقك في بناء اسره وعائله مهما تقدمت بالعمر , أما أنا فسينتصب مسائلا كل من علم اني تجرأت على تعاطي الحلم .

    قال : احبك , وأنا المسئول عن رد الأتهامات وحفظ كرامتك ولن أسمح لأي منهم أن يمتهنك بكلمه او حرف , ثقي بي أنت في آمان معي ولن أخذلك.... أعدك بأجمل لحظات العمر وبالسعاده أعدك بحب لن يتوقف يوما و.....

    قاطعته قائله بحزن : لكنك سبق وخذلتني !! وقد كنت وعدتني الأمان .لم تعد تكفيني الوعود فقد أكتشفت مؤخرا أنها أخف ما يمكننا حمله , أوغلت في روحي حد العجز عن الأنفصال ,لكنني فقدت القدره على اغماض عيني حين أكون معك امعانا بالحذر من خذلانك, فقدت القدره على العطاء كما كنت دوما دون حساب كي لا تلومني مرآتي وتمد لي لسانها كلما نظرت اليها , لم أعد استطيع مواجهة الألم دون أن يصرعني ربما أصبحت هشه يمكن اختراقي تعبأت شراييني بالخوف .

    أنت لا تعي معنى أن تكون مهزوما وخصمك يسكنك , أنت حتما لم تمض اليالي والنهارات حبيس ذاتك لأنك عاجز عن مواجهة الآخرين حيث اما شامتين بمن راهنت عليه واما مشفقين على الباقي من وليمة تذوقوا لحمها وهي على قيد الحياة .

    لاتقل شيئا ....فما أحببت شيئا كما أحببتك , ولا طلبت الله شيئا كما طلبتك , ولا ملئت ليالي العشقين دموعا الا لأجلك لكنك لن تستطيع ايقاف الرصاصه التي أطلقت .. تعبت مشاويرنا من الأنتظار لخطوات لن تأتي يوما الا في أحلامنا , وأجدت تشكيل الحلم وحدي كما أشاء ,واستعذبت بناء قلعتي على شواطئي وان كانت من رمل دون أن اخاف عابثا يحطمها بقدمه , مللت الأنتظار على موانىء العشق وحيده أنتظر قدومك بين القادمين , مللت شهقات الخوف والفزع وحيده في الغياب خوفا عليك ومنك , اغتيل صمام الآمان في قلبي فتعلمت التقوقع على ذاكرتي كما تعلمت العيش على ضوء شمعه حين حملت كل الضياء معك وبات يؤذيني المزيد منه .

    ذرفت دمعتين .... ونظرت اليه في نظرة وداع ....لملمت كل ما استطاعت من نظراته ومن كبريائها المهدور ...ثم أدارت ظهرها ورحلت .

    هناك رجل يعلم كيف يخلف الطيب ذكراه فيبقى مداد كل حلم ونواة كل سعادة , وآخر لا يجيد الا الفرار ... فيما أنثاه تنتظر أن يلقي القدر القبض عليه يوما !!

    يتبع,

    ريدا


    " ريدا" إذا رمحت فيا ويل القـِنا .... تستلُّ من قلب الطـّيوب سلاحا
Working...
X