إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأديبة هدى وسوف قاصة وروائية سورية - شادي نصير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأديبة هدى وسوف قاصة وروائية سورية - شادي نصير




    لقاء الأديبة هدى وسوف لـ شادي نصير










    لقاء: شادي نصير
    تحرير : رنا ماردينلي



    وكان لنا لقاء مع الأديبة السورية الكبيرة هدى وسوف حيث استضافتنا في منزلها الدافئ و كان هذا الحوار:
    بدأت حديثها معترضة على كلمة أديبة كبيرة قائلة: أنا مازلت أحبو على طريق الأدب وسعيدة بسبب اعتراف اتحاد الكتاب العرب وجعلوني عضواً معهم.
    كيف كانت البدايات، وكيف أصبحتُ أديبةً لا أعرف ومثلما قالت الأديبة السورية الكبيرة الرائعة (كوليت خوري: بما معناه كنت أريد أن أقوم بأي عمل إيجابي لأثبت بأنني موجودة). فأنا يوجد بداخلي شيء بالفطرة لا أعرف ماذا يسمى في عالم الأدب و الكتابة والثقافة.
    عندما كنت طفلة كنت أحِب المطالعة ودروس التعبير والإنشاء وكنت مبدعة فيهم لأني ميالة بطبعي إلى هذا العالم.... يستهويني الأدباء جملةً وتفصيلاً كنتاج وكأشخاص ينتمون إلى هذا العالم الذي أحبه, كما كان مناخ منزلنا ملائم جداً للمطالعة بفضل أخوتي الأكبر مني، وكان لدينا كتب خاصة بالأدب الروسي لذا فتحت عيناي على ( البوسكي وزارادشت- وماكسيم غوركي "رواية الأم" ). وقرأت أيضاً المقامر شعرت بأنه يجب على الأديب أن يطّلع على تجارب الآخرين ويستفيد منها من مجتمعات مختلفة, ذهبت إلى أمريكا اللاتينية وقرأت لـ "إيزابيل ليندي" و "لجورج آمادو" ويوجد لدي الكثير من الروايات العالمية التي قرأتها، ... هذا العالم الأدبي شدني لأبعد حدود.

    عندما أصدرت كتاباتي الأولى قال لي البعض لقد تأثرت بالأدب الروسي، هذا الشيء كان واضحاً ... وأنا أفتخر بأني قرأت الأدب الروسي في بداياتي, البعض يقرأ بغاية أن يطلع على تجارب الآخرين ليستقي منها وأنا عندما أقرأ ليس لهذه الغاية بل اقرأ من أجل المتعة والاستمتاع بجمال الرواية أو الكتاب.
    قرأت لـ (أُرهام باموق) "البيت الصامت"، رواية جميلة جداً لا أريد أن أكتب مثل أحد ولا أستقي من أحد، ولكن بشكل غير مباشر .. الأديب يستقي ويكوّن لنفسه أسلوباً خاصاً به. هناك كتب تؤثِرني ومنها ما تجذبني وأخرى توجعني قرأت (إله الأشياء الصغيرة) للكاتبة الهندية "أرُند هاتي روي" من عادتي أضع خطاً تحت كل جملة تعجبني .. لكن هذه الرواية لم أستطع أن أضع خط تحت أي سطر والسبب أنني شعرت بأني سأضع خطاً من أول كلمة حتى أخر كلمة، فالعمل ككل أثر بي...
    وأيضاً (مايكل أوداتشي) قرأت له "شبح أنيل" و "المريض الإنكليزي" شبح أنيل لا تقل جمالية وروعة عن المريض الأنكليزي.

    موضوع الكتابة تحديداً والنشر فكرت به بالتسعينات وخلال هذه الفترة كنت قد كونت أسرة, لا أعرف ... ربما هناك عوامل تلعب دوراً في حياة الإنسان والظروف الصعبة أيضاً وربما الألم. دائماً وأنا مقتنعة بـ ( أصحاب المذهب الإبداعي الذي كانوا يجدون الألم هو الذي يفجر هذا الشيء) وأتفق مع "حنا مينا" بأن الألم هو أكبر دافع للإبداع ففي حياتي مساحة من الألم كان فيها يتم الأم من الطفولة الباكرة, وظروف صعبة، جميع هذه العوامل أُختزنت وبلحظة ما كان لابد لها أن تخرج...

    أنا عشت في قرية جبلية جميلة جداً، لعبت بين الينابيع وتسلقت الجبال والأشجار وركضت وقطعت عناقيد العنب من الدوالي وأشعر بأن هذا المكان وجماله له الدور الأكبر بشكل أو بآخر بمساعدة الأديب على أن يشكل الرؤى التي تتكون بلحظة معينة .. تدخل على هذا المختبر وإلى هذا الدماغ بلحظة لتخرج جميعها بشكل قصة قصيرة أو مقالة أو بشكل خاطرة، بالنتيجة ممكن أن تخرج رواية.
    في بداية الكتابات راسلتُ أدب الشباب لجريدة تشرين، كان قد استلم الصفحة (الأستاذ عيد معمّر) أوجه له التحية والشكر ... بصراحة أنا لا أعرفه ولا أعرف عنه أي شيء، فهو كان ينشر لي جميع القصص من دون أن يعلم من أنا هذا الشيء كان يشجعني بأنني أقدم شيء مقبولا. فيما بعد فكرت بأن أجمع هذه الكتابات وأطبع مجموعة قصصية باسم (طرقات وعرة) في عام 2002 وهي الإصدار الأول .... جميع القصص كنت أتحدث بها عن معاناة المرأة وكانوا دائماً يتوجهون لي بالسؤال: هل تكلمت عن معاناتك الخاصة أومن واقعك؟ أجبتهم بأنه لا يمكن للإنسان أن يتجاوز ذاته أو نفسه بلحظة...
    الكتابة بالنتيجة مصدر لتفريغ هذه الشحنات التي بداخلنا بشكل أو بأخر, الكتابة هي للمتعة الذاتية كما هي القراءة، يوجد مقولة لممدوح عدوان: "عندما تكتب أكتب كأن أحداً لن يقرؤك أكتب كأنك تقفل على نفسك الباب". أنا أحس بأن الشخص يكتب لنفسه في البداية وبعدها ممكن أن يلامس مشاعر وأحاسيس أشخاص آخرين. أنا جميع كتاباتي أحسست بأنها لامست المشاعر تحديداً العنصر النسائي.

    أنا متعلقة بالطبيعة كثيراً وأحب القرية لدرجة الوله فأنا من مواليد برج العذراء وهو برج ترابي.. وهذا كان واضحاً في جميع كتاباتي، جميع الأشخاص الذين قرؤوا كتابي يسألونني هل عشت في القرية لفترة طويلة؟ وأنا حقيقةً لم أبق في القرية إلا سنة واحدة، ولكن..... كان عمري حينها تسع سنوات كنت في الثاني الابتدائي... هي قرية جبلية تشاد بيوتها ضمن الجبل وصعب أن تمر أي سيارة أو أي دراجة على طرقاتها وأنا لا أستطيع أن أنساهاً أبداً ... وأول إهداء كان مهدى لهذه القرية .. لدير ماما .. وخاصةً لزواريبها الصغيرة الضيقة ((بمعنى الدروب الصغيرة التي تنتشر بين البيوت)).
    وتقرأ الأديبة هدى وسوف: الإهداء....(إلى بيوتها المتدثرة في الغيم إلى جبالها المزدانة بالسنديان إلى الزواريب التي تحتفظ بآثار خطواتي الأولى إلى البرك التي تحتفظ مياهها بتضاريس جسد الطفولة إلى ينابيعها وعيون الماء إلى ناسها أحلى الناس إلى كل شيء هناك بدءاً من تراب الأرض وحتى السماء أهدي كلماتي الأولى وكل ماسوف يأتي من كلمات).
    هناك سفوح ووديان وضمن هذه الوديان والأراضي لكل فلاح قطعة أرض وبهذه الأرض يوجد نبعة ماء ويوجد فيها بركة كانوا قد حفروها بأيديهم وملؤها في الماء وعندما كنا أطفالاً كنا نسبح فيها.
    هذه الذاكرة لا أعرف إن كانت هي التي شكلت العالم الروائي أو العالم الكتابي ولكن على ما يبدو عندما كبرت استنتجت بأن للطبيعة دور كبير .. فهي ليست سهلة, في الشتاء، صاخبة وقاسية وفي الصيف تشعر وكأنك تريد أن تطير أنت والأشجار. بشكل أو بأخر المكان له تأثير على شخصية الإنسان فعندما تعيش في هذه الطبيعة لا تستطيع أن تكون إنساناً محايداً بل ستتأثر وستكون إنسانا ثورياً وإنساناً متمرداً. يجب أن تعرف كيف ستتكيف مع هذا الظرف وبالتالي تتكون ملامح شخصيتك جميع هذه العوامل هي التي تصنع إنسان ممكن أن يكون شاعر أو أديب بالنهاية سيكون مبدع بمجال ما.....
    حتى نساء القرية ليس شرطاً أن يكونوا شاعرات أو أديبات أو كاتبات فهن فنانات بشكل أو بأخر فتشتهر هذه المنطقة بصنع الحرير وأنا اعتز بهذا التراث.

    وتضيف الأديبة هدى: (صباحات لها طعم الدفلة ) تناولت فيها شخصية سميرة الأم المتسلطة مثلما قال الشاعر نزار قباني: هناك نساء ينقلنك إلى مقاصير الجنة وهناك نساء ينقلنك إلى مشفى الأمراض العصبية.
    هناك فكرة تهمني كثيراً أشعر أنها تؤرقني في تربية الأجيال، الأم هي المربية وبعض الأمهات يعتقدن بأن التربية بمفهومهم هي عندما يحصل أولادهم على شهادات جامعية أطباء كانوا أم مهندسين أو محاميين هذا هو مقياس النجاح فأنا عندما تكلمت عن شخصية سميرة، تعتقد نفسها ناجحة لأن أولادها ناجحين بالنتيجة عملت على التحليل الداخلي لهذه الشخصيات (أفراد أسرة سميرة) أشخاص من الداخل فيهم كثير من الهشاشة والضعف والمعاناة والألم وهي بنت بيئة فقيرة أرادت أن تخرج من واقعها في يوم وليلة وتنساه وهذا النموذج موجود ومعروف.
    وعندما غادرت من القرية إلى العاصمة قامت بتغير ثيابها وفرش المنزل واعتقدت هذه هي الحياة وبدأت تتنكر لواقعها القديم وبدأت حكايتها مع أسرتها فلم يستطيع أحد أن يحقق طموحه أوهدفه بشكل نبيل, ركزت على نقطة بأن المرأة التي لا تحقق ذاتها والتي لا تصنع شيئاً على صعيدها الشخصي في حياتها في لحظةٍ ما حتى أولادها الفخورة بهم سيغادرون ...هذه الفكرة تحدثت عنها "نوال السعداوي" في كتابها يجب أن تصنع شيء لنفسك لأن الزوج والأولاد مغادرين هذا هو مقياس النجاح, فشخصية سميرة كانت في بدايتها معتمدة على وضع الأب الاجتماعي في القرية وفيما بعد اعتمدت على الزوج الذي له وضع اجتماعي في المجتمع وبالنتيجة لم تصنع شيء لنفسها وعندما كبروا أولادها وذهبوا شعرت بالاكتئاب والتعب النفسي....


    النقد الموضوعي:
    عندما يكون النقد ليس فيه إساءة، يجعل الكاتب يرى أين أخطائه وسلبياته ... حينها يكون النقد موضوعياً, لا أريد التحدث عن العالم العربي أريد التحدث عن سورية تحديداً، هي قد تكون دراسات أكثر من أن تكون نقداً أكاديمياً مثلاً: عندما أهدي لشخص ما كتابي وينال إعجابه أو بالعكس، يكتب بما يسمى دراسة نقدية أو قراءة... النقاد الذين حصلوا على شهادات أكاديمية أشعر بأنهم لا يتناولون (هدى وسوف)لأنه أسم غير معروف بالعالم الأدبي بل يبحثون عن الأسماء التي حصلت على جوائز والتي كُرست في العالم الأدبي.


    مفهوم الرواية الحديثة: تجميع المقالات أوالخواطر وتسميتها رواية حديثة لا أحب أن أتحدث عن أي أسم ولكن الرواية معروفة أكيد..


    ماهي الرواية كتعريف:

    يجب أن تكون واضحة المعالم أي يجب أن تتناول سيرة إنسان وأحياناً فكرة معينة تدور حولها الرواية كلها, سُئلت في إحدى المقابلات التلفزيونية عن ( ندوب الذاكرة) تحديداً .. كانت قريبة للقصة الطويلة، ولكن لا أستطيع أن أعتبرها كذلك مثال (الشيخ والبحر) لـ "إرنست همنغوِي "، الموضوع كان يدور حول فكرة واحدة بأنه ذهب ليصطاد السمكة وكل صراعه من أجل أن يحصل على السمكة ولكنه عاد بهيكل السمكة وبالنتيجة .. الفكرة تدور حول صراعه مع القوة الشريرة ومع الفقر والمجتمع مع القرش والحيتان التي ممكن أن يقوم بإسقاطها على المجتمع والفساد الذي فيه من خلال هذا الشيء ممكن أن يتناول عمل روائي طويل حول فكرة، وهذه الفكرة عميقة جداً وجوهرية بحياة الإنسان.. المهم.. العمل الروائي أو القصة أو أي شيء يقدمه الأديب يجب أن يكون صادقاً ويلامس مشاعر وأوجاع الناس، ليس شرطاً أن يتحدث عن فرح الناس، ولكن عندما يلامس وجع الجائع ووجع الفقير و المحتاج ووجع الشخص الذي يفقد حبيبه هذا هو الذي اعتبره أدب حقيقي..

    وفي ختام اللقاء أشكركم وأشكر عالم نوح. وطبعا حضر اللقاء يزن كركوتي صديقنا ودليلنا دائما.




    وللأديبة هدى وسوف مجموعتين قصصيتين وروايتين و تحضر لإطلاق مجموعتها القصصية الجديدة
يعمل...
X