إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ساطع الحصري وجدله مع النظريات السائدة ودفاعه عن عروبة مصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ساطع الحصري وجدله مع النظريات السائدة ودفاعه عن عروبة مصر

    جداله مع النظريات السائدة في عصره


    دفاعه عن عروبة مصر


    خاض ساطع الحصري صراعاً فكرياً كبيراً مع أنصار صياغة هوية خاصة لمصر، حيث تعددت مناظراته الفكرية ومجادلاته للدفاع عن القومية العربية، ففي مواجهة دعاة فكرة الإقليمية في مصر، أرجع الحصري تجاهل مصر الاستجابة لقضية القومية العربية قبل الثورة لعاملين:
    الأول: هو حالة العزلة التي أحدثها الاحتلال البريطاني.
    الثاني: ارتباط بعض النخب في مصر بروابط وولاءات تتنافى مع الروح القومية.
    وقد اهتم الحصري بالرد على محاولات بعض المفكرين المصريين صياغة هوية ثقافية مصرية خاصة تستند إلى التراث الفرعوني، حيث اعترض على حجج الدكتور طه حسين التي جاءت في كتابه «مستقبل الثقافة في مصر طابعها وطباعها»، وأنها في نفس الوقت تحتفظ بهوية خاصة فرعونية الجوهر. واستنكر الحصري فكرة فرعونية مصر معللاً ذلك بأنه إذا كانت المشاعر الفرعونية تتأصل في وجدان المصريين فإنه يجب أن يستعيد المصريون لغة الفراعنة وحضارتهم، وأن مصر لايمكن أن تنبذ العروبة الحية تحت دعوى الانتماء إلى حضارة ميتة. أما فيما يتعلق بدعوى الانتماء لإنجلترا فقد دحض تلك الدعوى بتأكيده على أن ما يشد ويربط مصر بدول عربية أقوى مما يربطها بدول البحر الأبيض المتوسط.


    مواجهاته مع دعاة الإقليمية المحلية


    واجه الحصري دعاة الإقليمية ونظريتهم في «سورية الكبرى والمشرق العربي» وأبرزهم أنطون سعادة - مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي- الذي كان ينفي وجود رابط قومي بين سورية وغيرها من الأقطار العربية التي يصفها بالبداوة على عكس الأقطار السورية في الهلال الخصيب (سورية ولبنان وفلسطين والعراق والأردن) مركزاً على الرباط الجغرافي للهلال الخصيب لتمييزه عن الأقطار العربية الأخرى. فهكذا نجد الحصري يرفض الرباط الجغرافي فقط كأساس للقومية، ويرفض أيضاً التسليم بوجود سمات ومميزات للسوريين (سكان الهلال الخصيب) تختلف عن تلك التي تتسم بها الشعوب الأخرى الناطقة بالعربية، بل أن الحصري كان ينفي تماماً وجود ما يعرف بالإقليم السوري (سورية الكبرى) بمعناه الإداري الحديث حتى عام 1943.

    الحصري بين الوحدة العربية والوحدة الإسلامية


    على عكس عبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده ورشيد رضا، نجد الحصري يتبنى دعوته من منطلق علماني استناداً إلى اللغة والتاريخ متجاهلاً الرابط الديني أو الإسلامي متبنياً أن فكرة القومية العربية نشأت عند المفكرين المسيحيين قبل المسلمين، وأن المسيحيين ساهموا في بناء الحضارة العربية قبل وبعد الإسلام.
    وفي مواجهة تصور البعض للقومية العربية على أنها تتنافى مع الإسلام أو الذين يرون في القومية نوعاً من عودة إلى عصبية قد نهى الإسلام عنها أو أولئك الذين ينادون بالوحدة الإسلامية بدلاً من الوحدة العربية نجد الحصري يرى أنه برغم أن فكرة الوحدة الإسلامية تعد أوسع وأشمل من مفهوم الوحدة العربية إلا أنه ليس بالإمكان المناداة بالوحدة الإسلامية قبل المناداة بالوحدة العربية، لذلك نجده يؤكد أن من يعارض الوحدة العربية هو في الحقيقة معارض للوحدة الإسلامية أيضاً.


    وفاته


    وفي سنة 1965م، عاد إلى العراق وتوفي في بغداد في 23 كانون الأول 1968م، وصلى على جنازته الحاج معتوق الأعظمي في جامع أبو حنيفة، ودفن في مقبرة الخيزران، في الأعظمية، قرب مرقد الشيخ رضا الواعظ.


    المراجع


    1. ساطع الحصري، يونس ناصر، الموسوعة العربية، المجلد الثامن، دمشق، 2003.
    2. مع المفكر العربي ساطع الحصري، مدونة الدكتور إبراهيم العلاف.
    3. ساطع الحصري، موقع ديوان العرب.
    4. ساطع الحصري يقلب أوراق ميسلون، جمانة سليمان، صحيفة الثورة، دمشق، الثلاثاء 8-3-2005.
    5. آراء وأحاديث في التاريخ والاجتماع، ساطع الحصري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1985.

    اكتشف سورية
يعمل...
X